أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2022
![]()
التاريخ: 2024-12-21
![]()
التاريخ: 2/12/2022
![]()
التاريخ: 2024-07-14
![]() |
من دون اتخاذ إجراءات سريعة، فإن التغير المناخي وظواهر الطقس المتطرف وارتفاع مستويات سطح البحر سيعرض حياة مئات الملايين من البشر المخاطر جمة وقد يمتد هذا الأثر إلى الصحة العقلية للإنسان وتؤدي إلى تدهورها وتراجعها بدرجة كبيرة، هذا ما أكدته دراسة حديثة نشرت نتائجها مؤخراً في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم الأمريكية (PNAS»، أن التعرض قصير الأمد للطقس الأكثر تطرفاً، وارتفاع درجة الحرارة على مدار عدة أعوام، وكذلك التعرض للأعاصير المدارية يرتبط بتدهور الصحة العقلية.
باستخدام بيانات الأرصاد الجوية اليومية مقترنة بمعلومات جمعـت مـن مــا يقرب من مليونين من سكان الولايات المتحدة، أخذت منهم بشكل عشوائي عينات على مدار عقد كامل، وجد الفريق البحثي أن الحياة مع درجات حرارة أكثر ارتفاعاً ومعدلات أعلى من هطول الأمطار فاقمت معدلات الإصابة بأمراض الصحة العقلية، ذلك أن زيادة الاحترار لسنوات متعددة ارتبطت بزيادة انتشار مشكلات الصحة العقلية، كما أن التعرض للأعاصير المدارية التي من المرجح أن تزداد وتيرتها وشدتها في المستقبل، يرتبط بالأمر ذاته. وقد استعانت الدراسة في جمع البيانات بالمناطق المدمرة نتيجة إعصار كاترينا الذي وقع في أواخر أغسطس 2005 وأدى إلى واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ الولايات المتحدة وأثـر عـلـى ملايين الأفراد في المدن الأمريكية المطلة على ساحل خليج المكسيك. وخلال الدراسة، أجاب الأفراد الذين شملتهم العينة عن أسئلة حول صحتهم العقلية، تشمل الإجهاد، والاكتئاب، والمشكلات العاطفية .
فحص الباحثون ثلاثة أنواع من الضغوط البيئية المحتمل أن ينتجها تغير المناخ، وهي التعرض للأحداث المناخية على المدى القصير، والاحترار متعدد السنوات، والتعرض الحاد للكوارث الطبيعية مرتكزين على بيانات الصحة العقلية وبيانات الأرصاد الجوية اليومية من أجل التحقق من العلاقة التاريخية بين التغيرات المناخية والصحة العقلية. إذ يمكن لهذه العلاقات التاريخية المساعدة في تقدير حجم المخاطر التي يشكلها تغير المناخ على الصحة العقلية. ركزت الدراسة في تقصيها للعلاقة بين تغير المناخ والصحة النفسية على الأحداث المناخية المنفصلة والظواهر الجوية المتطرفة بشكل أساسي، إذ يرتبط التعرض للأعاصير والفيضانات بأعراض الاكتئاب الحاد بالإضافة إلى حالة الاضطراب التي تصيب الإنسان بعد تعرضه للصدمة.
أشارت الدراسة إلى ثلاثة عوامل أساسية تحدد السلامة النفسية للإنسان هي الحالة الاجتماعية والحالة الاقتصادية والحالة البدنية ومن خلال تهديد هذه المحددات الثلاثة، يؤدي التغير المناخي إلى حدوث الاضطرابات النفسية التي بدورها تفاقم الصحة العامةوتقلل من الإنتاجية وتقلل من جودة الحياة إذ تزيد درجات الحرارة المرتفعة من المخاطر على الصحة الجسدية، وتضر بالنشاط الاقتصادي، وتحفز الصراع الاجتماعي، وتسبب الهجرة القسرية.
وقد أظهرت الدراسة النتائج الهامة التالية:
ـ أن الأفراد الذين جرى تتبع بياناتهم يعانون من الضغط العصبي والشعور باليأس.
ـ إن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من أعراض اضطرابات الصحة العقلية نتيجة العوامل المناخية غالباً لا يسعون للعلاج، أو لا يجدون الاهتمام اللائق بحالتهم في حالة معانتهم من الاعراض وسعيهم للعلاج.
ـ ارتفاع درجة الحرارة والجفاف يزيدان من مخاطر الانتحار، كما يزداد معدل الزيارات إلى المستشفيات النفسية خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة. أن التعرض قصير الأمد للطقس الأكثر تطرفاً وارتفاع درجة الحرارة على مدار عدة أعوام، والتعرض للأعاصير المدارية كلاهما يرتبط بتدهور الصحة العقلية.
واتساقاً مع نتائج هذه الدراسة، نشرت دورية «نيتشر كلايمت تشينج» في أبريل 2018، دراسة تشير إلى مخاطر ما سمته «الحزن الإيكولوجي» الذي عرفته على أنه استجابة طبيعية للخسائر البيئية التي قد تصبح أكثر شيوعاً مع تفاقم الآثـار المترتبة على التغيرات المناخية. وتؤكد الدراسة على أن تغير المناخ ليس مجرد مفهوم علمي مجرد، وإنما هو مصدر للكثير من الآلام العاطفية والنفسية غير المعترف بها حتى الآن. توضح الدراسة أن أولئك الذين يعانون من حالات نفسية سابقة، ومستويات اجتماعية واقتصادية أقل بالإضافة إلى النساء، هم الأكثر عرضة للمخاطر النفسية والعقلية. ووفق نتائج الدراسة فإن الصحة العقلية للأفراد ذوي الدخل المنخفض قد تتضرر أكثر بسبب تغير المناخ.
هذا مع الأخذ في الاعتبار أن الدراسة أجريت على أفراد من الولايات المتحدة الأمريكية، وهي بلد غني وتميل إلى المناخ المعتدل في أكثر أرجائها، وهو ما يعني أن المناطق ذات المناخ الأقل اعتدالاً والموارد الأقل سيكون حال سكانها أسوأ. وخلاصة القول إن الإنتاج العقلي يعتمد على عوامل متعددة للوصول إما إلى حالة مزاجية منتجة أو إلى حالة مزاجية مضطربة، ويعتبر المناخ من بين هذه العوامل. وأنساقاً مع هذه الفرضية طرحت فكرة (التكيف)، وهو الذي يغير ا العقلية المزاجية للبشر ويجعلهم أكثر ثباتاً، حتى في مواجهة الظروف المناخية القاسية.
|
|
دراسة: الفطر سلاح فعال ضد الإنفلونزا
|
|
|
|
|
حدث فلكي نادر.. عطارد ينضم للكواكب المرئية بالعين المجردة
|
|
|
|
|
خبراء المتحف البريطاني يُشيدون بالطرق العلمية لتخزين القطع الأثرية في متحف الكفيل
|
|
|