أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2022
![]()
التاريخ: 2024-11-19
![]()
التاريخ: 26-10-2014
![]()
التاريخ: 23-10-2014
![]() |
نزول الآيات تبعا للمصلحة
قال تعالى : {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [العنكبوت: 50 - 52].
قال الشيخ الطبرسيّ ( رحمه اللّه تعالى ) :
1 - وَقالُوا : يعني كفار مكة . لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ أراد به الآيات التي اقترحوها في قوله : وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً الآيات . وأن يجعل الصفا ذهبا . وقيل : إنهم سألوا آية كآية موسى عليه السّلام من فلق البحر ، وقلب العصا حية ، وجعلوا ما أتى به من المعجزات والآيات غير آية وحجة ، إلقاء للشبهة بين العوام ، فقال اللّه تعالى :
قُلْ يا محمد لهم إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ ينزلها ويظهرها بحسب ما يعلم من مصالح عباده ، ينزل على كل نبي منها ما هو أصلح له ولأمته ، ولذلك لم تتفق آيات الأنبياء كلها ، وإنما جاء كل نبي بفن منها . وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ أي : منذر مخوف من معصية اللّه ، مظهر طريق الحق والباطل . وقد فعل اللّه سبحانه ما يشهد بصدقي من المعجزات « 1 ».
2 - قال : لما تقدم طلبهم للآيات أجابهم سبحانه فقال : أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ يا محمد الْكِتابَ أي : القرآن يُتْلى عَلَيْهِمْ بين سبحانه أن في إنزال القرآن دلالة واضحة ، ومعجزة لائحة ، وحجة بالغة ، تنزاح معه العلة ، وتقوم به الحجة ، فلا يحتاج في الوصول إلى العلم بصحة نبوته إلى غيره . على أن إظهار المعجزات ، مع كونها إزاحة للعلة ، تراعى فيه المصلحة . فإذا كانت المصلحة في إظهار نوع منها ، لم يجز إظهار غيرها ، ولو أظهر اللّه سبحانه الآيات التي اقترحوها ، ثم لم يؤمنوا ، لاقتضت الحكمة إهلاكهم بعذاب الاستئصال ، كما اقتضت ذلك في الأمم السالفة . وقد وعد اللّه سبحانه أن لا يعذب هذه الأمة بعذاب الاستئصال . وفي هذا دلالة على أن القرآن كافي المعجز ، وأنه في أعلى درجات الإعجاز ، لأنه جعله كافيا عن جميع المعجزات ، والكفاية : بلوغ حد ينافي الحاجة .
إِنَّ فِي ذلِكَ معناه إن في القرآن لَرَحْمَةً أي : نعمة عظيمة الموقع ، لأن من تبعه ، وعمل به ، نال الثواب ، وفاز بالجنة وَذِكْرى أي :
وتذكير ، أو موعظة لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ أي : يصدقون به . وقيل : إن قوما من المسلمين كتبوا شيئا من كتب أهل الكتاب ، فهددهم سبحانه في هذه الآية ، ونهاهم عنه . وقال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : « جئتكم بها بيضاء نقية » « 2 ».
3 - قال : ثم قال سبحانه : قُلْ يا محمد كَفى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً لي بالصدق والإبلاغ ، وعليكم بالتكذيب والعناد . وشهادة اللّه له قوله مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وهو في كلام معجز قد ثبت أنه من اللّه سبحانه . وقيل : إن شهادة اللّه له إثبات المعجزة له بإنزال الكتاب عليه .
يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فيعلم أني على الهدى . وأنكم على الضلالة . وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ أي : صدقوا بغير اللّه . . . وقيل : بعبادة الشيطان . . وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أي : جحدوا وحدانية اللّه أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ خسروا ثواب اللّه بارتكاب المعاصي ، والجحود باللّه « 3 ».
_____________
( 1 ) مجمع البيان : ج 8 ، ص 33 و 34 .
( 2 ) مجمع البيان : ج 8 ، ص 33 و 34 .
( 3 ) مجمع البيان : ج 8 ، ص 33 و 34 .
|
|
النوم 7 ساعات ليلا يساعد في الوقاية من نزلات البرد
|
|
|
|
|
اكتشاف مذهل.. ثقب أسود ضخم بحجم 36 مليار شمس
|
|
|
|
|
العتبة العلوية المقدسة تعقد اجتماعها السنوي لمناقشة الخطة التشغيلية وتحديثها لعام 2025
|
|
|