مفهوم الإخراج الإذاعي

الإخراج في الإذاعة: هو الجانب التنفيذي في عملية الإنتاج، ذلك أن إنتاج البرامج يعني "توفير جميع العناصر المادية والبشرية والمالية التي يحتاج إليها البرنامج"، أما الإخراج فيتعلق بتحديد كيفية استخدام وتوظيف تلك العناصر مجتمعة، وتوجيهها وإدارتها لصياغة البرنامج الإذاعي من الناحية الفنية، أي أن الإخراج عملية صياغة وصناعة فنية لتنفيذ البرامج الإذاعية، كما أنه عملية تقنية وحرفية وإبداعية في الوقت ذاته.

ويمكن تشبيه علاقة الإنتاج والإخراج في العمل الإذاعي بما يحدث عند إنتاج لوحة فنية، فالأمر يحتاج بداية إلى تحديد موضوع اللوحة، إلى جانب توفير وتجهيز كل الإمكانيات والعناصر المطلوبة لذلك من "أوراق - أقمشة - أخشاب - ألوان"، إلى جانب الرسام الذي سيقوم برسم اللوحة، ووفقاً لذلك يكون "الرسام" هو المسؤول الأول والأخير عن الجانب التنفيذي، أي "إخراج" اللوحة، فهو يتخيل شكلها وتوزيع ألوانها وتحديد معالمها، وهو هنا ينفذ جانباً إبداعياً يعتمد على تخيله ورؤيته الخاصة إلى أن يتحول هذا الخيال بواسطة الألوان والأوراق والأدوات الأخرى إلى لوحة فنية تعبر عن وجهة نظر الرسام ورؤيته الخاصة للموضوع الذي اختاره للوحة.

ويختلف المتخصصون في كيفية توصيف تلك العملية وتسميتها، بين من يرى أنها مجرد "خلق فني وإبداعي"، وبين أولئك الذين يرون أنها مجرد لترجمة فنية للنص المكتوب، وما يعنينا في ذلك هو: أن عملية الإخراج الإذاعي لا يمكن أن تتم بصورة عشوائية، بل لا بد من أن يكون مخططاً لها وفق رؤى ومعايير فنية وإبداعية تضع في اعتبارها استغلال وتوظيف الإمكانيات المتاحة بأفضل صورة ممكنة لتأدية مهام ووظائف شديدة الأهمية من أجل تحقيق أهداف الوسيلة الإعلامية.