اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ عِزَّتكَ بِأَعَزِّها ، وَكُلُّ عِزَّتِكَ عَزيزَةٌ , اللّهمّ إِنِّي أَسأَلكَ بِعزَّتِكَ كُلِّهَا |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-27
![]()
التاريخ: 18-10-2016
![]()
التاريخ: 2023-06-25
![]()
التاريخ: 2023-07-31
![]() |
العزيز هو الغالب أو القويّ أو الفرد الذي لا معادل له ، وهو تعالى عزيز بالمعنى الأوّل ، كيف وهو غالب على كلّ الأشياء ، قاهر عليها ؛ وجميع سلسلة الوجود مسخّر بأمره : ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ([1]) ؛ مقهور تحت قهّاريته بلا عصيان ، مخذول تحت قدرته بلا طغيان ؛ وله السلطنة المطلقة والمالكية التامّة والغلبة على الأمر والخلق ؛ وحركة كلّ دابّة بتسخيره ، وفعل كلّ فاعل بأمره وتدبيره .
وهو تعالى عزيز بالمعنى الثاني ؛ فإنّ واجب الوجود فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى قوّة . وليس في دائرة الوجود قويّ إلّا هو ؛ وقوّة كلّ ذي قوّة ظلّ قوّته ومن درجات قدرته . والموجودات بالجهة الفانية فيه والمتدلّية إليه وجنبة « يلي الربّي » أقوياء ، وبالجهات المنتسبة إلى أنفسها وجنبة « يلي الخلقي » ضعفاء : يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ([2]) ، و إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ ([3]) .
هذا إذا كانت القوّة في مقابل الضعف ، وإن كانت بمعنى مبدئية الآثار فهو تعالى مبدء آثار غير متناهية ؛ وليس في الدار غيره وغير صفاته وآثاره ديّار ، ولا مؤثّر في الوجود إلّا اللَّه ؛ وكلّ مؤثّر أو مبدء آثار فهو من مظاهر قوّته وفعله ، ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم .
وهو تعالى مؤثّر في مظاهره الخلقية ؛ بل هو السميع والبصير بعين سمعنا وبصرنا ، على ما يعرفه الراسخون في العلم والمعرفة . قال شيخنا العارف الكامل الشاه آبادي - أدام اللَّه ظلّه على رؤوس مريديه - : « إنّ السمع والبصر ليسا من امّهات الأسماء ، ويرجعان إلى علمه في مقام الذات ، ولا يفترقان منه إلّا إذا وقعا للمخلوقين والمظاهر ، فيتحقّق السمع والبصر في حقّه تعالى بعين السمع والبصر الواقعين للمظاهر » انتهى ([4]).
فجميع دائرة الوجود ومبادئ التأثير في الغيب والشهود مظاهر قوّته وقدرته ، وهو الظاهر والباطن والأوّل والآخر .
قال الشيخ الكبير محيي الدين في « فصوصه » : « واعلم أنّ العلوم الإِلهية الذوقية الحاصلة لأهل اللَّه مختلفة باختلاف القوى الحاصلة منها ، مع كونها ترجع إلى عين واحدة ؛ فإن اللَّه تعالى يقول : « كنتُ سمعَه الذي يسمع به وبصرَه الذي يبصر به ويدَه التي يبطش بها ورجلَه التي يسعى بها » ([5]) . فذكر أنّ هويته عين الجوارح التي هي عين العبد ، فالهويّة واحدة والجوارح مختلفة » انتهى ([6]) .
وهذا حقيقة الأمر بين الأمرين الذي حقّقه السلف الصالح من أولياء الحكمة ومنابع التحقيق كمولانا الفيلسوف صدر الحكماء والمتألّهين - رضوان اللَّه عليه - وتبعه غيره من المحقّقين ([7]) .
وهو تعالى عزيز بالمعنى الثالث ؛ لأنّ الصرف لا يتثنّى ولا يتكرّر ، وكلّ ما فرضته ثانياً له فهو هو ، كما هو المحقّق في مقامه ([8]) ، وليس في هذا المختصر موضع ذكره .
والعزيز من أسماء الذات على ما جعل الشيخ الكبير في « إنشاء الدوائر » ([9]) على ما نسب إليه ([10]) ، ولكنّ التحقيق أنّه من أسماء الذات إن كان بالمعنى الثالث ، ومن أسماء الصفات إن كان بالمعنى الثاني ، ومن أسماء الأفعال إن كان بالمعنى الأوّل .
وقال شيخنا العارف - دام ظلّه - : « إنّ ما كان من الأسماء على زنة « فعول » و « فعيل » فمن أسماء الذات ؛ لدلالتها على معدنية الذات » ([11]) . وكان اصطلاحه فيها « الصيغ المعدنية » ، وعلى هذا كان كثير من الأسماء الصفتية والأفعالية في تحقيق الشيخ الكبير من الأسماء الذاتية في نظره دام ظلّه .
تذييل
ولعلّ المراد من العزّة في الفقرة المذكورة الصفاتُ التي لها القوّة والغلبة ، كالقهّارية ، والمالكية ، والواحدية ، والأحدية ، والمعيدية ، إلى غير ذلك . والأعزّ من بينها ما كان ظهور الغلبة والقهر فيه أتمّ ، كالواحد القهّار ؛ لقوله : لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ ([12]) ، أو المالك ؛ لقوله : مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ([13]) . ويوم الرجوع التامّ يوم السلطنة المطلقة ودولة اسم الواحد القهّار ، بإرجاع سلسلة الوجود إليه واستهلاكها في قهره حتّى تصير معدومة ، ثمّ تنشأ النشأة الأخرى ، كما أشار إليه المثنوي بقوله :
پس عدم گردم عدم چون ارغنون * گويدم كإنّا إليه راجعون ([14])
[1] هود ( 11 ) : 56 .
[2] فاطر ( 35 ) : 15 .
[3] النجم ( 53 ) : 23 .
[4] انظر رشحات البحار ، الإنسان والفطرة : 140 .
[5] الكافي 2 : 352 / 7 - 8 ؛ كنز العمّال 1 : 230 / 1158 .
[6] فصوص الحكم : 107 ، فصّ هوديّة .
[7] الحكمة المتعالية 6 : 372 ؛ شرح المنظومة 3 : 626 .
[8] مجموعه مصنّفات شيخ إشراق ، التلويحات 1 : 35 ؛ الحكمة المتعالية 3 : 338 ؛ شرح المنظومة 2 : 179 .
[9] إنشاء الدوائر : 28 .
[10] شرح فصوص الحكم ، القيصري : 45 - 46 ؛ مصباح الانس : 284 - 285 .
[11] انظر رشحات البحار ، الإنسان والفطرة : 117 .
[12] غافر ( 40 ) : 16 .
[13] الفاتحة ( 1 ) : 4 .
[14] مثنوى معنوي : 512 ، دفتر سوّم ، بيت 3907 .
|
|
مريض يروي تجربة فقدانه البصر بعد تناوله دواءً لإنقاص الوزن
|
|
|
|
|
كارثة تلوح في الأفق بعد تحرك أكبر جبل جليدي في العالم
|
|
|
|
|
قسم التطوير يناقش بحوث تخرج الدفعة الثانية لطلبة أكاديمية التطوير الإداري
|
|
|