أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-9-2016
![]()
التاريخ: 26-4-2019
![]()
التاريخ: 2024-10-28
![]()
التاريخ: 2023-05-23
![]() |
تبقى فترة ما قبل الفاطميين من التاريخ الإسماعيلي عموماً والطور الافتتاحي للإسماعيلية خصوصاً غامضة إلى حد ما في الكتابات التأريخية الإسماعيلية لسبب لا يقل عن ندرة المعلومات الموثوقة والحقيقة المعروفة هي أنه بوفاة الإمام الصادق سنة 148/765 انقسمت تابعيته الشيعية الإمامية إلى عدة مجموعات، ومنها مجموعتان يمكن تحديدهما على أنهما الأقدم عهداً من الإسماعيليين. وبحلول منتصف القرن الثالث / التاسع، كان الإسماعيليون قد نظموا حركة ثورية ضد العباسيين. وفي عام 286/899 انقسمت الحركة الإسماعيلية الموحدة، وهي التي سمّاها الإسماعيليون أنفسهم «الدعوة الهادية»، أو ببساطة «الدعوة»، جرّاء أول انشقاق رئيسي حول مسألة القيادة أو الإمامة في الجماعة. وصار الإسماعيليون في تلك الفترة منقسمين إلى حزبين متنافسين، الإسماعيليين الموالين والقرامطة المنشقين. أيّد الإسماعيليون الموالون الاستمرارية في الإمامة الإسماعيلية واعترفوا بمؤسس السلالة الفاطمية الحاكمة وخلفائه أئمة لهم، بينما أقر القرامطة المتمركزون في البحرين بخط من سبعة أئمة استثنى الخلفاء الفاطميين. وبحلول العقود الختامية للقرن الثالث / التاسع، كان الدعاة الإسماعيليون ناشطين بنجاح في منطقة تمتد من شمال أفريقيا إلى آسيا الوسطى.
بلغ النجاح الأولي للدعوة الإسماعيلية ذروته بتأسيس الدولة الإسماعيلية، أو الخلافة الفاطمية سنة 297/909. وكان الإسماعيليون قد دخلوا آنئذ في طور جديد من تاريخهم. فقد تمخضت الأنشطة الثورية لبواكير الإسماعيليين عن إنشاء دولة نُصْبَ الإمام الإسماعيلي فيها خليفة، الأمر الذي مثل تحدياً خطيراً لسلطة الخليفة العباسي، الناطق الرسمي باسم الإسلام السني. لقد قدم الإسماعيليون، الذين قاموا كمسلمين شيعة بصياغة تفسيرهم الخاص للرسالة الإسلامية آنئذ، بطريقة فعالة بديلاً للإسلام السني الذي عرفه علماء الدين السنة المؤيدون من المؤسسة العباسية بأنه التفسير الصحيح للإسلام مثلت الفترة الفاطمية من بعض الوجوه «العصر الذهبي» للإسماعيلية، عندما كان الإمام الإسماعيلي يحكم إمبراطورية مترامية الأطراف، وبلغ الأدب والفكر الإسماعيليان أوجهما. وكان إبان الفترة الفاطمية أن أنتج الدعاة الإسماعيليون الذين كانوا علماء دين ومؤلفين في وقت واحد بين جماعتهم، ما سيصبح النصوص الكلاسيكية للأدب الإسماعيلي، التي عالجت جملة ضخمة من الموضوعات الظاهرية والباطنية. جرت خلال الفترة الفاطمية المبكرة قوننة الفقه الإسماعيلي الذي لم يكن موجوداً إبان الطور ما قبل الفاطمي السري من تاريخ الإسماعيلية. كما كان إبان الفترة الفاطمية فعلاً أن قدم الإسماعيليون مساهمتهم الهامة في العلوم الدينية الإسلامية والفلسفة عموماً، وفي الفكر الشيعي خصوصاً. إن استعادة أدبهم الحديثة العهد تشهد بوضوح على غنى التقاليد الأدبية والفكرية لأزمنة الإسماعيليين الفاطميين
وتنوعها.
ابتدأ طور جديد في التاريخ الإسماعيلي بوفاة الإمام - الخليفة الفاطمي المستنصر سنة 487 / 1094 وما أعقب ذلك من انشقاق نزاري – مستعلي في الإسماعيلية. فقد حدث نزاع على خلافة المستنصر بين نزار، ولده الأكبر ولي العهد المنصوص عليه أصلاً، وأخيه الأصغر منه بكثير أحمد الذي نُصب فعلياً كخليفة فاطمي بلقب المستعلي بالله فقام نزار في أعقاب ذلك بثورة لإثبات حقوقه لكنه هُزم بالنتيجة وقتل سنة 488/1095. وتعرضت الجماعة الإسماعيلية الموحدة ودعوتها في العقود الأخيرة لعهد المستنصر نتيجة لهذه الأحداث لانقسام دائم إلى فرعين متنافسين، المستعلية والنزارية.
الإسماعيليون المستعليون أنفسهم تعرضوا لانقسام إلى حزبي الحافظية
والطيبية عقب وفاة الآمر، ابن المستعلي وخليفته على العرش الفاطمي، سنة 524/1130 بفترة قصيرة وسرعان ما اختفى المستعليون الحافظيون الذين اعترفوا بالفاطميين المتأخرين أئمة لهم بعد انهيار السلالة الفاطمية الحاكمة سنة 567/1171. أما المستعليون الطيبيون فقد اعترفوا بابن الآمر الرضيع، الطيب، إماماً لهم بعد الآمر، ثم تتبعوا الإمامة في ذرية الطيب. غير أن جميع أئمة الطيبية بعد الأمر لا يزالون مستترين، وتولى إدارة شؤون الجماعة الطيبية ودعوتهم في غيابهم سلاسل متنوعة من الدعاة وقد وجدت الإسماعيلية الطيبية حصنها الدائم في اليمن حيث تلقت دعماً أولياً من السلالة الصليحية الحاكمة. وبحلول نهاية القرن العاشر / السادس عشر كان الطيبيون قد انقسموا إلى فرعي الداوودية والسليمانية حول مسألة الخلافة الصحيحة لمنصب الداعي. وكان الطيبيون من جنوب آسيا، وهم الذين عُرفوا محلياً باسم البهرة وكانوا ينتمون إلى الفرع الداوودي بنحو أساسي، قد بدأوا بحلول ذلك الوقت يتفوقون عددياً على إخوتهم الدين من السليمانيين المتمركزين في اليمن. وقد احتفظ الطيبيون عموماً بالتقاليد الأدبية والفكرية للإسماعيليين من عهد الفترة الفاطمية إضافة إلى محافظتهم على قسم هام من الأدب الإسماعيلي العربي من تلك الفترة. ولا يشكل الطيبيون في هذه الأيام وهم الذين يمثلون الجماعة المستعلية الوحيدة الباقية، سوى أقلية صغيرة من الإسماعيليين. ويدور تاريخ الإسماعيلية الطيبية، في كل من الهند واليمن حول نشاطات مختلف الدعاة بنحو أساسي، مستدركة بروايات جدلية تتناول النزاعات المتنوعة والانشقاقات الثانوية في جماعة البهرة الداوودية.
أما الإسماعيليون النزاريون المتمركزون أصلاً في فارس وسورية، فقد شهدوا تطوراً تاريخياً مختلفاً بالكلية. برز النزاريون سياسياً داخل مناطق حكم السلاجقة، وذلك في ظل القيادة الأولية لحسن الصباح مؤسس دولة نزارية ودعوة مستقلة في فارس. ودامت الدولة النزارية المتمركزة في قلعة الموت الجبلية شمال فارس نحواً من 166 عاماً، حتى تدميرها على أيدي المغول سنة 654/1256. وبعد فترة حكم حسن الصباح (ت. 518/1124) وخليفتيه التاليين، وهم الذين
حكموا بصفتهم دعاة وحججاً، أو ممثلين كباراً للإمام النزاري، ظهر الأئمة أنفسهم في ألموت لتولي قيادة دولتهم وجماعتهم ودعوتهم. وبما أنهم شغلوا بنشاطاتهم الثورية وعاشوا في بيئات محيطة معادية، فإن النزاريين من فترة ألموت لم ينتجوا مجموعة لها أهميتها في الأدب الديني إن إنتاجهم الأساسي تركز بالأحرى في مجال القادة العسكريين وحكام جماعات القلاع أكثر منه في مجال علماء الدين البارزين ومع ذلك، فقد كانت لهم تقاليدهم الأدبية وصياغتهم لتعاليمهم التي جاءت مستجيبة للظروف المتغيرة لفترة ألموت.
تمكن الإسماعيليون النزاريون من البقاء بعد التدمير المغولي لجماعات قلاعهم ودولتهم، الأمر الذي أذن بدخول طور جديد في تاريخهم. إن فترة ما بعد ألموت في الإسماعيلية النزارية تشمل أكثر من سبعة قرون، منذ سقوط ألموت سنة 654/1256 وحتى الزمن الحاضر. ونجحت الجماعات النزارية المنتشرة من سورية إلى فارس وآسيا الوسطى وجنوب آسيا، في صياغة تعددية من التقاليد الأدبية والدينية وبلغات مختلفة. إن العديد من جوانب النشاط الإسماعيلي من هذه الفترة لم تلق دراسة كافية بسبب ندرة المصادر الأولية. وتنشأ صعوبات بحثية أكثر تعقيداً من ممارسة المجموعات النزارية في مختلف المناطق التقية الواسعة الانتشار (وهي إخفاء المرء لحقيقة معتقداته الدينية وهويته من باب الحيطة والحذر) خلال القسم الأعظم من هذه الفترة عندما اضطروا إلى حماية أنفسهم عبر التخفي بأشكال متنوعة عديدة خوفاً من موجات الاضطهاد الجامح ضدهم.
إن أول قرنين من التاريخ النزاري لفترة ما بعد الموت هما الأكثر غموضاً. فقد استتر الأئمة النزاريون في أعقاب تدمير دولتهم وفقدوا اتصالهم المباشر بأتباعهم وراحت الجماعات النزارية المنتشرة تتطور الآن مستقلة الواحدة عن الأخرى في ظل قياداتها المحلية. وكان الأئمة النزاريون قد ظهروا في أنجدان، وسط فارس بحلول منتصف القرن التاسع / الخامس عشر، مبتدئين بذلك ما أصبح يُعرف بالإحياء الأنجداني للدعوة النزارية ونشاطاتها الأدبية. وتمكن الأئمة خلال فترة أنجدان التي دامت ما يقرب من قرنين من الزمن، من إعادة تأكيد سلطتهم المركزية على الجماعات النزارية المتنوعة وبرهنت الدعوة النزارية أنها كانت ناجحة خاصةً في بدخشان بآسيا الوسطى وفي شبه القارة الهندية حيث تحولت إليها أعداد كبيرة من الهندوس، وصار النزاريون الهنود يعرفون محلياً باسم الخوجة. ويمكن تحديد بداية الفترة الحديثة في التاريخ النزاري، وهي التي تمثل الفترة المنشعبة الثالثة في الإسماعيلية النزارية من فترة ما بعد الموت، بمنتصف القرن الثالث عشر / التاسع عشر عندما انتقل مقر إقامة الأئمة النزاريين من فارس إلى الهند، ومن ثم إلى أوروبا. وظهر الإسماعيليون النزاريون كأقلية دينية مسلمة تقدمية ومتعلمة لأنهم استفادوا من سياسات التحديث وشبكة المؤسسات أنشأها آخر إمامين لهم عُرفا عالمياً بلقبهما الوراثي، الأغا خان. إن المعقدة التي التصنيف الزمني الذي ناقشناه في هذا القسم هو الإطار العام لبنية هذا الكتاب.
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|