ظهرت العديد من النظريات التي فسرت الدورة العامة للرياح في خط الاستواء وهي كالاتي:

1- نظرية فلشر (Fletcher)

اقترح فلشر في عام 1945 ان انطلاق الحرارة الكامنة ستعمل على تسخين الغلاف الجوي كما ان هناك عملية تبريد تحدث نتيجة للتبخر في المستويات السفلى من الغيوم الاستوائية وبالإضافة الى التبريد الاشعاعي(Radiational Cooling) الذي يحدث في قمم الغيوم وعندما تصل عملية تبريد الهواء الى درجة كبيرة وكافية فأن الحقل اللولبي سيعكس اتجاهه ليتحول خط الاستواء الى مصدر تبريد حيث يخرج الهواء البارد منه نحو نصفي الكرة الارضية. مما يؤدي الى نشوء خلايا دورانية جديدة ونشوء نطاقان لتجمع الهواء.

2 ـ نظرية اسناني Asnani))

في عام 1968 قدم اسناني موديل آخر للدورة العامة للرياح في المنطقة الاستوائيةحيث افترض وجود خلية استوائية واحدة تفصل بين خلايا هادلي ففي الخلية الواحدة سيصل الهواء الى الاستواء من الطبقات السفلى ثم يرتد في طبقات الجو العليا وبالتالي ستتكون خلية لها جانبان الاول يتميز بتيارات صاعدة والثاني يتميز بتيارات هابطة فاذا ترافق الجانب الصاعد من الخلية الاستوائية مع نطاق التجمع المداري فأن ذلك سيؤدي الى تكون الغيوم، في حين ينعدم تكون الغيوم على الجانب الهابط من الخلية الاستوائية.

3 ـ نظرية جوهانسون ومورث (Johnson and Morth)

قدم كل من جوهانسون ومورث ثلاثة موديلات اساسية للدورة الاستوائية العامة، وهي المجرى الاستوائي والجسر الاستوائي، والانحراف الاستوائي، وفيما يأتي وصف لكل موديل :

أ- المجرى الاستوائي (Equatorial Duct)

وهي تمثل الوضع الاساسي السائد حيث تتقابل المرتفعات شبه المدارية عند خط الاستواء وتنفصل بأخدود المنخفض الاستوائي ونتيجة لهذه الوضعية فأن نطاق اللقاء ما بين المدارين سيتمركز في مدخل المجرى حيث يحدث اللقاء بين الرياح التجارية لنصفي الكرة الارضية من خلال زاوية كبيرة حيث تتطور كل من الغيوم والامطار. وبشكل عام فان شدة نطاق اللقاء بين المدارين سيتحدد من خلال شدة واستمرارية المرتفعات شبه المدارية فضلا عن التأثير القادم من الجانب القطبي لهذه المرتفعات.

ب ـ الجسر الاستوائي (Equatorial Bridge)

في حالة الجسر الاستوائي فأن المنخفضين الاستوائيين سيتقابلان عبرالاستواء وبذلك ستتسبب في هبوب الغربيات الاستوائية والامطار هنا ستكون شديدة في المدخل حيث يكون تجمع الهواء على اقصاه وبشكل عام فان هذه النوع من الجريان الهوائي نادر الحدوث.

ت ـ الانحراف الاستوائي (Equatorial Drift)

يحدث الانحراف الاستوائي عندما يتقابل مرتفع جوي في نصف الارض مع منخفض جوي في النصف الاخر ويلتقيان عند خط الاستواء، لذلك فأن جریان الهواء على الجانب الاستوائي من المنخفض الجوي سيكون غربيا على نطاق واسع من خط الاستواء مثل الموسميات الصيفية في جنوب آسيا. سيحدث هبوط للهواء في المرتفع الجوي مما ينتج طقسا جافا سيظهر ولكن عندما تنحرف الرياح نحو المنخفض الجوي ستحدث عملية تجمع هوائي في التيار السائد .

الغربي وعليه فأن الموديلات الثلاثة التي قدمها كل من جوهانسون ومورث من الممكن ان تتطابق مع الدورة الهوائية العمودية الاستوائية، فالمجرى الاستوائي يمثل النظرية التقليدية للدورة العامة للرياح كما ان الجسر الاستوائي يسود اثناء تكون خليتان هوائيتان في خط الاستواء والتي اقترحها فلشر، في حين ان الانحراف الاستوائي يتطابق مع النظرية التي قدمها اسناني.

4- نظرية منطقة اللقاء بين المدارين الثنائية (Double IntertropicalConvergence Zone  )

في عام 1969 قدم كل من هوبرت وكروجر وینستن بحثا تحت عنوان (منطقة اللقاء بين المدارية الثنائية حقيقة ام خيال، وكان البحث مؤلف من صفحتين فقط. حيث توصلوا الى وجود منطقتان التقاء بين المدارين واعتمدوا في عملية البحث على الصور الفضائية لتجمع احزمة الغيوم في المنطقة الواقعة بين المدارين وتوصلوا الى حقيقة الى ان منطقة اللقاء بين المدارين الثنائية ليست ظاهرة واضحة حول الكرة الارضية وانما تظهر فقط في مناطق محددة وخلال مواسم معينة.

واكتشفوا وجود منطقتين تتكون فيهما منطقة اللقاء بين المدارين الثنائية الاولى في غرب المحيط الهادي والثانية في شرق المحيط الهادي، وتوصلوا الى عدم تكون ظاهرة منطقة اللقاء بين المدارين الثنائية في كل من المحيطين الاطلسي والهندي لاحقا ساهم هذا البحث بصورة كبيرة في توجيه انظار الباحثين نحو هذه الظاهره وظهرت العديد من الدراسات حول هذا الموضوع واستطاع كل من كرودسكاي وكارتون (Grodsky & Carton) في عام 2001 م وليو (Liu) في عام 2002 م من اكتشاف منطقة التقاء جنوب خط الاستواء في غرب المحيط الاطلسي خلال فصل الصيف الشمالي .

وبذلك اكتشف نطاقان لتجمع الهواء في المنطقة بين المدارين اطلق على الأولى اسم منطقة اللقاء بين المدارين الشمالية ( Northern Intertropical Convergence Zone) لوقوعها شمال خط الاستواء والثانية منطقة اللقاء بين المدارين الجنوبية (southern Intertropical Convergence Zone) لوقوعها جنوب خط الاستواء.

وتتميز منطقة اللقاء بين المدارين الجنوبية بكونها أضعف من منطقة اللقاء بين المدارين الشمالية، ولهذا السبب كان من الصعب تحديدها في السابق ويعود السبب في ضعفها لكونها تهب فوق مياه باردة والتي تصعد من الطبقات السفلى من المحيطات الجنوبية جنوب خط الاستواء وفوق هذه المياه الباردة فأن تيارات الحمل لا تتمكن من الصعود عاليا كما لو كانت فوق مياه دافئة لذلك فأن. البحار الدافئة تتميز برياح خفيفة، لذلك فأن الهواء القادم من الجنوب ستنخفض سرعته عند وصوله الى خط الاستواء وهذا ما يكون منطقة اللقاء بين المدارين لأن الهواء سينضغط معا. واهم ما يميز منطقة اللقاء بين المدارين الجنوبية هو عدم وجود رياح شمالية وجنوبية تلتقي لتكون هذا النطاق كما في منطقة اللقاء بين المدارين الشمالية، وانما تتألف منطقة اللقاء بين المدارين الجنوبية من رياح جنوبية متجهة نحو خط الاستواء وكما تتميز منطقة اللقاء بين المدارين الجنوبية بحركة رياح معاكسة لاتجاه عقارب الساعة وعندما يتكون منطقة اللقاء بين المدارين الثنائية فأن انبعاج المرتفع الجوي يفصل بين النطاقين.