إن تركز أعداد كبيرة من الأبقار والضأن والدواجن في حيز ضيق من الأرض ينتج كميات كبيرة من الفضلات العضوية والجرثومية والمعادن، ويقدر أن كل 4100 كيلوجرام من الحيوان ينتج ما بين 5 إلى 20 كيلوجرام من الفسفور، أضف إلى ذلك بقايا الأسمدة كالبوتاس والنيترات والفوسفات التي ترش في الحقول لغرض تنمية الإنتاج يتم جرفها إلى الكتل المائية بواسطة المياه الجارية (مسببة مشكلة فرط النمو الطحلبي ونقص الأكسجين في البحيرات)، ويتسرب جزء منها عبر التربة لكي يلوث المخزون المائي الجوفي الذي يعتمد عليه أغلب السكان كمصدر لمياه الشرب. ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، فالمياه الجوفية تتلوث أيضا من التسرب الحاصل من الآبار السوداء Septic tanks .والنترات الموجودة في مياه الشرب تتحول في المعدة إلى نايتريت تتحد مع الهيموجلوبين مما يضعف قدرة كريات الدم على امتصاص الأكسجين ونقله إلى خلايا الجسم الحية. وعندما يجتاز تركيز النايتريت في الدم الرقم 3.8 ملليجرام لكل لتر يموت الأطفال والأغنام والأبقار. وحصلت هذه الحالة في جنوب كاليفورنيا بالشكل التالي: " عندما انخفض منسوب الماء الجوفي بسبب الضخ الجائر، اتجهت الولاية إلى استجلاب الماء من مناطق الجبال الشمالية عبر الأنابيب الضخمة، واتخذت إجراءات أخرى تحد من استهلاك الماء الجوفي، وإجراءات لتغذية المخزون الجوفي مما تسبب في ارتفاع منسوب الماء الجوفي مرة ثانية إلى مستوى الطبقات الحاوية على النترات مما أدى إلى تلوث تلك المياه بالنترات ووصلت إلى آبار الشرب ثم إلى أبناء المزارعين والعاملين فسممتهم .[1]