عملية اتصال منخفضات جديدة بالسلسلة الواحدة يبقى محدودا لان الكتلة القطبية في مؤخرة المنخفض الجبهوي الأخير ضمن السلسلة تتوغل بقوة  نحو العروض المدارية ومثل هذا الغزو للكتلة القطبية باتجاه الجنوب سيمنع من تكوين منخفضات إضافية ضمن السلسلة ليتحدد إعدادها ضمن السلسلة الواحدة ما بين منخفضات كأقصى وأقل حد.

ان السبب الرئيسي في توغل الهواء القطي بصورة كبيرة في مؤخرة السلسلة وليس في مقدمتها هو أن السلسلة تأخذ شكل نطاق مائل شمالي شرقي جنوبي غربي فالطرف الشمالي الشرقي للسلسلة (مقدمة السلسلة) يكون مدفوعاً بالكتلة المدارية نحو الشمال لذلك لن يجد الهواء القطبي المجال أمامه للتوغل نحو الجنوب إلا في آخر السلسلة على الطرف الجنوبي الغربي وكأن مقدمة السلسلة تكون خاضعة في حركتها للكتلة المدارية في حين تكون مؤخرة السلسلة خاضعة في حركتها للكتلة القطبية التي تعمل كفاصل يمنع تكون منخفضات إضافية ضمن السلسلة وتزداد قدرة الهواء القطبي في التوغل نحو الجنوب بعد أن يزداد طول سلسلة المنخفضات لأن بزيادة طول السلسلة يزداد انحدارها على شكل نطاق مائل يمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي وهذا الميلان هو الذي يعطي فرصة للكتلة القطبية في مؤخرة السلسلة بالتوغل أكثر نحو الجنوب مانعاً السلسلة من تكوين منخفضات إضافية وتسمى عملية غزو الكتلة القطبية نحو الجنوب بعملية التفريغ القطبي وبمجرد توقف عملية تكوين أو نشوء منخفضات إضافية في مؤخرة السلسلة ستدخل هذه السلسلة ضمن المرحلة الأخيرة لتكونها وتبدأ بالتلاشي بانتهاء أو أنضج آخر منخفض جبهوي في طرف السلسلة الغربي.

 ولظاهرة التفريغ القطبي او طرد نهاية العائلة هو على جانب كبير من الأهمية لأنه:

1ـ يفسر تعاقب المرتفعات الجوية على منطقة ما، فبعد مدة 6 أو 7 ايام من الطقس الغائم الماطر بسبب مرور عائلة ينبع ذلك تماما تقريبا فاصل متفاوت من الطقس الصحو (يوم او يومين يتفق مع انسياح التفريغ الهابط).

2ـ  يؤدي الى دفع العائلة التالية نحو درجة عرض أكثر ارتفاعا.

3ـ يحقق تبادلا هاما طولانيا بين كتل الهواء.

4 ـ ان حوادث التفريغ القطي يشكل امتدادا من الضغوط العالية يقوي المرتفع الازوري (المرتفع شبه المداري) ويكون كاستطالة له نحو الشمال عائلة المنخفضات الجبهوية هو الذي يغذي حزام الضغوطان مرور العالية شبه المدارية فالهواء القطبي البارد يصبح قطبيا متسخنا او قطبيا عائدا عندما يصل الى العروض شبه المدارية، فهذا الهواء القطبي يختلط بالهواء المداري ويشكل كتلة غير متجانسة يطلق عليها الهواء المداري البحري غير المستقر وهكذا يمكن تفسير شدة امتداد المرتفع الازوري نحو الشمال دون ان يكون من الضروري ان نلجأ لتفسيره دائما بتأرجح مواز الحركة الشمس الظاهرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

علي حسن موسى موسوعة الطقس والمناخ، الطبعة الأولى، نور للطباعة والنشر والتوزيع سوريا 2006، ص 2242

Ibid, p.223

Ibid, p.227.150