المخبر الصحفي أم المندوب

المندوب أو المخبر هو صحفي من هيئة تحرير الوسيلة الإعلامية يعمل لحسابها داخل المدينة أو الدولة التي تصدر منها ويتولى وفقا لتوجيهات إدارة تحرير الوسيلة جمع الأخبار من جهة محددة بصفة دائمة أو مؤقتة وإعدادها للنشر ونقلها إلى الوسيلة، كما يقوم بأداء المهام الصحفية وتغطية الأحداث والقضايا التي يكلف بها ونقل تفاصيلها إلى الوسيلة.

ويعلي البعض من أهمية البحث عن المعلومات باعتبارها محددا رئيسيا في تعريف المخبر الصحفي، وعلي هذا يعرف المخبر الصحفي بأنه الشخص الذي يعرف كيف ينقب عن المعلومات أيا كان مصدرها ودون النظر إذا ما كانت سرية أم لا (1).

وإذا كان البعض يطلق على المخبر الصحفي مسمي المندوب الصحفي فإن الاختلاف بين المسمين يبدو ضئيلا على أساس انهما يعنيان الصحفي الذي يعمل لحساب الصحيفة داخل الدولة التي تصدر منها. وإذا كنا نفضل استخدام مسمي المخبر الصحفي فإن ذلك لا يعنى أننا لا نوافق على مسمي المندوب الصحفي فكلاهما في نهاية الأمر يعنيان شيئا واحدا والخلاف الذي يمكن الإشارة إليه هنا يعتمد على مكان عمل المخبر أو المندوب، فإذا كان يتولى جمع الأخبار من جهة رسمية أو شعبية داخل المدينة التي تصدر منها الصحيفة فإننا يمكن أن نطلق عليه مسمي المخبر. أما إذا كان مكان عمله خارج المدينة التي تصدر منها الصحيفة ولكن في نفس الدولة فيمكن أن نطلق عليه مسمي المندوب تمييزا له عن المراسل الذي يعنى الشخص الذي توفده الصحيفة إلى دولة أخرى لموافاتها بالأخبار. فالصحفيون الذين يعملون في جمع الأخبار لصحيفة تصدر من مدينة أبو ظبي داخل هذه المدينة هم مخبرو الصحيفة في الدوائر المختلفة. أما الصحفيون الذين تكلفهم نفس الصحيفة بجمع الأخبار من مدينة أخرى مثل العين أو دبي فهم مندوبو الصحيفة في هاتين المدنيتين والصحفيون الذين توفدهم الصحيفة إلى القاهرة على سبيل المثال لموافاتها بأخبار مصر فهم مراسلو الصحيفة في القاهرة. ويشكل المخبرون الصحفيون الذين يحصلون على الأخبار للصحف ووسائل الإعلام الأخرى القاعدة الأساسية لصناعة الأخبار في العالم. والمخبرون هم ممثلو الصحف والمجلات ووكالات الأنباء ومحطات الإذاعة والتلفزيون والشبكات الذين يجوبون العالم ويعودون بأخبار اليوم. والمخبرون بمعنى آخر هم عيون وآذان الصحافة وهم عصب مهنة الصحافة الذين يجمعون المعلومات والحقائق ويتأكدون من صحتها ويكتبونها في بعض الأحيان.

______________

(1) Hough, George A (News Writing), 4th edition, Boston: Houghton Mifflin Company, 1991. P.26.