المراسل الصحفي الخارجي 

المراسل الخارجي Foreign correspondent هو محرر تبعث به الصحيفة أو المجلة أو محطة الإذاعة أو محطة التليفزيون أو وكالة الأنباء إلى خارج الدولة التي تصدر منها لموافاتها بالأخبار والتقارير عن الأحداث والقضايا في المكان الذي يتواجد فيه.

وإذا كان من الطبيعي أن تقوم وكالات الأنباء بإيفاد مراسلين لها وافتتاح مكاتب لهم في عواصم العالم والمدن المهمة ومواقع الأحداث باعتبار أن ما يجمعونه من أخبار يمثل السلعة الأساسية التي تتاجر فيها هذه الوكالات وتبيعها لوسائل الإعلام المختلفة، فإن إيفاد الصحف والإذاعات والتليفزيونات مراسلين لها في بعض العواصم والمدن والى مواقع الأحداث لا يكون بهدف المتاجرة بما يجمعون أخبار وإنما بهدف التميز بنشر وإذاعة بعض الأخبار والتقارير التي لا تجمعها وكالات الأنباء بالإضافة إلى جمع المعلومات الخلفية وإعداد التقارير الإخبارية وإجراء الحوارات وكتابة التعليقات عن ما يجرى في المكان المتواجدين فيه.

ومن الضروري أن نشير إلى أن سعي الصحف ومحطات الإذاعة والتليفزيون إلى إرسال مراسلين خارج الدولة جاء واستمر كمحاولة للخروج من النمطية التي تصبغ وسائل الإعلام كلها إذا اعتمدت في استقاء الأخبار الخارجية على وكالات الأنباء وحدها. فالصحف المتنافسة في دولة واحدة ستكون نسخة واحدة في أخبارها الخارجية إن هي اعتمدت على الوكالات فقط، وبالتالي فإن الصحف الحريصة على التميز والاختلاف وإرضاء القارئ تعمل- رغم الكلفة المالية العالية على أن يكون لها مراسلون في العواصم ذات الأهمية بالنسبة للقارئ وفي مواقع الأحداث العالمية ذات التأثير على القارئ ومصالح الدولة.

وتقاس قوة الصحيفة المعاصرة - ضمن ما تقاس به بعدد مراسليها في العالم، فكلما كان للصحيفة عدد اكبر من المراسلين كلما زادت الثقة فيما تنشره من أخبار خارجية. ولأن هذا الأمر متصل اتصالا وثيقا بالقدرات المالية للصحيفة فإن الصحف الكبرى وحدها هي القادرة على أن يكون لها مراسلون في غالبية العواصم العالمية المهمة ويصل الأمر في بعض هذه الصحف الكبرى إلى تكوين مكاتب متكاملة في بعض العواصم المهمة تضم عدداً كبيراً من المراسلين والمصورين. ورغم ذلك فليس هناك صحيفة أو محطة إذاعية أو تليفزيونية قادرة بإمكاناتها الذاتية على تغطية جميع أنحاء العالم بشبكة من المراسلين.

وفي الغالب فإن الصحف العربية على سبيل المثال تقصر إرسال مراسلين على عدد من العواصم العالمية ذات التأثير الدولي مثل واشنطن ونيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، ولندن وباريس وبرلين وجنيف وموسكو في أوروبا، وطوكيو وبكين ونيودلهي وإسلام أباد في آسيا، وجوهانسبرج في أفريقيا، والقاهرة والرياض ودمشق وبغداد في المنطقة العربية.

ولا يعنى وجود مراسلين للصحيفة في غالبية عواصم العالم وفي مواقع الأحداث العالمية الاستغناء عن خدمات وكالات الأنباء أو الاستغناء عن المصادر الخارجية الأخرى كالخدمات الصحفية والإذاعات والتليفزيونات وشبكات المعلومات. فالمراسل مهما بلغت مهارته لا يستطيع موافاة الصحيفة بكل ما يقع في الدولة المتواجد بها من أحداث.. وهناك دائما مجال للاستفادة من برقيات وكالات الأنباء في تعميق جوانب الخبر واستكمال المعلومات التي يفشل المراسل في الحصول عليها.