شاعت قراءة حمزة الزيات في المغرب العربيّ الإسلاميّ، وقد كان مالك بن أنس إمام المذهب المالكيّ يميل إليها- إذ ما زالت رائجةً الى الآن في بعض نواحي المغرب العربيّ الإسلامي^[1].

أمّا الرواة الذين قالوا بقراءة حمزة فهما راويان: خلف وخلَّاد، ولا يخفى فلقد مجده بعض الشعراء تثبيتًا لمكانته وعلومه ومنهم الشاطبيّ، إذ قال في قصيدته حرز الأماني ووجه التهاني التي جمع فيها علوم القراءات السبع^[2]

وحمزة ما أزكاه من متورعٍ          إماماً صبوراً للقران مرتلاً

روى خلف عنه وخلَّاد الذي          رواه سليم متقنا ومحصلاً

ليؤكد في شعره علومه ورواته، ولأنّ الرواة عنه قد عرفوا بمنزلتهم ومكانتهم وهم ينهلون من فيوضات العالم الجليل حمزة الزيات وهما راويان سنعَّرف بهما اجمالاً كالآتي:

الراوي الأول: خلف بن هشام

هو أبو محمد الأسدي بن هشام بن ثعلب البزار البغداديّ، راوي حمزة وأحد القرّاء العشرة، وقال ابن الجزي عنه أنّه: أحد القرّاء العشرة، وأحد ‌الرواة ‌عن ‌سليم ‌عن ‌حمزة، ثقة كبير، زاهد عالم عابد. أخذ القرآن عرضًا عن سليم بن عيسى وعبد الرحمن بن أبي حماد عن حمزة^[3] وممّا يؤكد ذلك ماقاله ابن أشتة: ‌كان ‌خلف ‌يأخذ ‌بمذهب ‌حمزة» ^[4].

ولد سنة 150هـ، ومات ببغداد سنة 229هـ^[5].

الراوي الثاني:  خلَّاد بن خالد220هـ- 835م

خلَّاد بن خالد أبو عيسى، وقيل أبو عبدالله الشيبانيّ الصيرفيّ الكوفيّ أحد رواة قراءة الإمام حمزة بن حبيب الزيات أخذ القراءة عن سُليم بن عيسى وهو في القراءة ثقة عارف محقّق^[6].

ومثل ذلك قال ابن الجزري عنه أنّه: إمام في القراءة ثقة عارف محقّق أستاذ. أخذ القراءة عرضاً عن سليم، وهو من أضبط أصحابه وأجلهم. توفي سنة 220 هـ^[7].