الزئبق معدن سام يصل البحر بكميات كبيرة من ثوران البراكين، ومن مخلفات المصانع الكيميائية. ومن خواصه الهجرة وزيادة التركيز عبر حلقات السلسة الغذائية لينتهي بالإنسان الواقع في آخر حلقاتها كما حصل في مأساة مينا ماتا باليابان. ففي سنة 1953 لوحظ اضطراب عصبي بين العديد من أهالي الخليج الواقع جنوب غرب كيشو ، كما لوحظ أيضا أن القطط والفئران بالمنطقة مصابة بنفس الأعراض وخلال عام 1963 تم التعرف على العنصر المسبب في الخلل العصبي على أنه ميثيل كلوريد الزئبق وتم تتبع مصدره فوجد في شركة الكيماويات اليابانية التي كانت تطرح مخلفاتها السائلة محتوية على تركيزات عالية من الزئبق في خليج مينا ماتا وأخذ الزئبق يتراكم على النباتات البحرية وينتقل منها إلى الأسماك التي تتغذى عليها ومن الأسماك انتقل إلى الإنسان وأخذت تظهر عليهم أعراض التسمم المتمثلة في اضطرابات عصبية ووهن في القلب والدماغ والأطراف وكثرت الوفيات بين الصيادين ونصفهم من العاملات بالمصنع. لاحظ السكان سقوط الطيور البحرية ميتة من الجو وطفح الأسماك الميتة وموت القطط بطريقة مجنونة حتى سموه مرض جنون القطط. ومع نهاية عام 1970 حُرم على السكان الصيد من هذا الخليج الموبوء، وأوقف المصنع.[1]