يستحب له أن يكبر كلما انتصب من الركوع، إلا في الخامس والعاشر، فإنه يقول فيهما: سمع الله لمن حمده، عند علمائنا، لان التكبير أعظم وأتم في الاجلال فكان أولى.

ولان الركوعات وإن تكررت فهي تجري مجرى ركعة واحدة، فيكون " سمع الله " في آخرها كغيرها من الفرائض. وقول الصادق عليه السلام: " تركع وتكبر وترفع رأسك بالتكبير، إلا في الخامسة والعاشرة، تقول: سمع الله لمن حمده "(1).وقال الجمهور: تقول في كل رفع: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد،  لأنه قيام عن الركوع، فاستحب هذا القول كغيرها من الفرائض(2).والفرق ما تقدم.

[و] يستحب أن يقنت خمس مرات: في القيام الثاني من الركوعات، والرابع والسادس والثامن والعاشر - خلافا للجمهور، فإنهم أنكروا القنوت(3) - لقول الباقر والصادق عليهما السلام: "والقنوت في الركعة الثانية قبل الركوع، ثم في الرابعة والسادسة والثامنة والعاشرة "(4).

ولان القنوت مظنة إجابة الدعاء، فشرع للحاجة، كما قنت النبي صلى الله عليه وآله، على المشركين(5).

_____________

(1) الكافي 3: 464 / 2، التهذيب 3: 156 / 335 وفيهما عن الامام الباقر عليه السلام.

(2) المجموع 5: 52، المغني والشرح الكبير 2: 275.

(3) كما في المعتبر للمحقق الحلي: 218.

(4) التهذيب 3: 155 - 156 / 333.

(5) صحيح البخاري 2: 32، صحيح مسلم 1: 468 / 677، سنن أبي داود 2: 68 / 1442 و 1443، سنن النسائي 2: 200، مسند أحمد 3: 196.