أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-02-2015
15112
التاريخ: 13-10-2014
1869
التاريخ: 14-11-2014
5200
التاريخ: 13-10-2014
17990
|
لم يترك الأقدمون لمن تأخر عنهم كبير جهد في تفسير كتاب الله ، والكشف عن معانيه والبلوغ الى مراميه ، فقد تناولوه من أول أمرهم بدراسته التفسيرية التحليلية دراسة توسعت واطردت مع الزمن على تدرج ملحوظ ، وتلون بألوان مختلفة حسبما عرفت .
ولا شك أن كل ما يتعلق بالتفسير من الدراسات المختلفة قد وفاه هؤلاء المفسرون القدامى حقه من البحث والتحقيق ، فالنواحي اللغوية والبلاغية والأدبية والنحوية ، وحتى الفقهية والكلامية والكونية الفلسفية ، كل هذه النواحي وغيرها تناولوها بتوسع ظاهر ملموس ، لم يتركوا لمن جاء بعدهم الى ما قبل عصرنا بقليل من عمل جديد أو أثر مبتكر يقومون به في تفاسيرهم التي دونوها ، سوى أعمال جانبية لا يعدو أن يكون جمعاً لأقوال المتقدمين ، أو شرحاً لغامض آرائهم ، او نقداً أو تفنيداً لما يعتوره الضعف منها ، أو ترجيحاً لرأي على رأي ؛ مما جعل التفسير يقف وقفه مليئة بالركود خالية من التجديد والابتكار .
ولقد ظل الأمر على هذا ، وبقي التفسير واقفاً عند هذه المرحلة – مرحلة الركود والجمود – لا يتعداها ، ولا يحاول التخلص منها . حتى جاء عصر النهضة العلمية الحديثة ، فاتجهت أنظار العلماء الذين لهم عناية بدراسة التفسير الى أن يتحرروا من قيد هذا الركود ، ويتخلصوا من نطاق هذا الجمود ، فنظروا في كتاب الله نظرة فاحصة من جديد وإن كان لها اعتماد كبير على ما دونه الأوائل في التفسير أثرت في الاتجاه التفسيري للقرآن تأثيراً ملموساً ، ولكنها غيرت من اتجاهاته القديمة ، وألبسته ثوباً جديداً لا ينكر ؛ إذ عملت في التخلص من كل الاستطرادات التي حشرت في التفسير حشراً ومزجت به على غير ضرورة لازمة ، وثابرت على تنقية التفسير من القصص الإسرائيلية التي كادت تذهب بجمال القرآن وجلاله ، وتمحيص ما جاء فيه من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أو على أصحابه والأئمة من بعده (عليهم السلام) وإلباس التفسير ثوباً أدبياً اجتماعياً ، في صياغة جديدة أظهرت روعة القرآن وجمال بهائه ، كما كشفت عن كثير من مراميه الدقيقة وأهدافه السامية ، في تعرفة الإنسان والحياة والسياسة والاجتماع ، و هكذا حاولت التوفيق بجد بالغ وجهد بين ، بين ظواهر القرآن وما جد من نظريات علمية صحيحة ، على تفاوت بين الموقفين في الغلو والاعتدال . كل ذلك من أجل أن يعرف المسلمون ومن ورائهم الناس جميعاً أن القرآن هو الكتاب الخالد ، الذي يتمشى مع الزمان في جميع أطواره ومراحله . ولقد أجادوا وأفادوا في هذا المجال ، ولكنهم توسعوا في ذلك ، وربما بلغ ببعضهم حد الإفراط والغلو ، بما أخرجهم عن حد الاعتدال .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تطلق مسابقتها الثقافية الخاصة بذكرى ولادة الإمام علي (عليه السلام)
|
|
|