أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2016
1895
التاريخ: 11-10-2014
1870
التاريخ: 7-12-2015
1678
التاريخ: 11-10-2014
1822
|
نقرأ في القرآن الكريم على لسان موسى عليه السلام : { وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي } [طه : 29 - 32] فهذه الآيات تبين طلبات موسى عليه السلام في بداية بعثته.
في ذيل هذه الآيات نشاهد روايات عديدة ... في مصادر أهل السنّة، مَفادُها أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قد سأل اللَّه ذلك من أجل تحقيق أهداف رسالته، مع فارق أنّه جعل اسم علي عليه السلام بدل اسم هارون، وفيما يلي تطالعون بعضاً من هذه الروايات :
1- روي في «شواهد التنزيل» عن «حذيفة بن اسيد» أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أمسك بيد علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : «ابشرْ، وأبشر، أنّ موسى دعا ربّه أن يجعل له وزيراً من أهله هارون، وإنّي أدعو ربّي أن يجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً أخي، أُشدْدُ به ظهري واشركه في أمري» (1).
2- في رواية اخرى، يروي عن «أسماء بنت عميس» تقول : سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول : «اللّهم إنّي أقول كما قال أخي موسى، اللّهم اجعل لي وزيراً من أهلي، علياً أخي، أشدد به أزري، واشركه في أمري، كي نسبحك كثيراً، ونذكرك كثيراً، إنّك كنت بنا بصيراً» (2).
بديهي أنّ المراد من الاشتراك في عمل النبيّ صلى الله عليه و آله لا تعني الشركة في النبوة، بل الشركة في أمر قيادة الامّة.
3- وفي رواية اخرى، ينقل حديثاً عن «أنس بن مالك» ليس فيه إشارة إلى قصة موسى عليه السلام، بل مطروح فيه مسألة الخلافة والوزارة، فيقول : قال رسول اللَّه عليه السلام : «إنّ خليلي ووزيري وخليفتي في أهلي، وخير من أترك بعدي، ينجز موعدي ويقضي ديني، علي بن أبي طالب» (3).
4- روي هذا الحديث باختلاف بسيط أيضاً عن سلمان الفارسي (4).
5- ويروي الحافظ أبو نعيم الاصفهاني وهو من علماء القرن الخامس الهجري في كتاب «ما نزل من القرآن في علي» ما تضمنهُ حديث «أسماء بنت عميس» عن «ابن عباس»، وفي نهايته يقول ابن عباس : بعد دعاء النبي صلى الله عليه و آله هذا سمعت منادياً ينادي : «يا أحمد قد اوتيت ما سألت» (5).
6- وينقل «الفخر الرازي» في تفسيره الكبير هذه الرواية بمزيد من التفصيل عن «أبي ذر الغفاري» عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى أن يقول : لما تصدق علي عليه السلام بخاتمه ... فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم بمرأى النبي صلى الله عليه و آله فقال : «اللّهم إنّ أخي موسى عليه السلام سألك فقال : ربّ اشرح لي صدري (إلى قوله) وأشركه في أمري فأنزلت قرآناً ناطقاً، سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً، اللّهم وأنا محمد نبيّك وصفيك فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي علياً اشدد به ظهري»، قال أبو ذر : فواللَّه ما أتمّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله هذه الكلمة حتى نزل جبرئيل فقال : يا محمد اقرأ : {انَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ...» إلى آخرها (6).
إنّ إسناد وطرق هذه الرواية والكتب التي رويت فيها من الكثرة بحيث لا يستوعبها هذا الموجز وقد أُشير إلى جانب منها فقط.
مضمون آية وروايات «الوزارة»
تقول هذه الروايات بجلاء : إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله دعا واستجاب له اللَّه تعالى كما استجاب لموسى، وكان دعاؤه أن يجعل له وزيراً من أهله يشاركه في أمره، ويشدَّ به أزره، كما هو هارون لموسى عليه السلام تماماً.
وكما جرت الإشارة فإنّ من المسلَّم به ليس المراد من الشركة الاشتراك في أمر النبوة، إذ لا نبي بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الذي كان خاتم النبيين، ومعلوم أيضاً ليس المراد المشاركة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإرشاد، وتبليغ الرسالة فحسب، لأنّها تكليف المسلمين جميعاً، فيجب على الجميع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى الجميع كل حسب وسعه نشر الإسلام وهداية الآخرين.
على هذه الأساس، فالمراد مقام خاص غير النبوّة والتكليف العام بالأمر بالمعروف، وهل يمكن أن تكون هذه القضية سوى القيادة والوزارة من قبل الباري عزّ وجلّ؟ والنتيجة المباشرة لهذا الأمر هي أنّه عليه السلام سيكون خليفة النبي صلى الله عليه و آله.
وبعبارة اخرى، ثمّة تكاليف لا تمثل واجب جميع الناس، وهي صيانة الرسالة الإلهيّة من كل تحريف وانحراف، وكذلك توضيح ما ليس يدركه الناس في مضمون الدين، وقيادة الامّة أثناء غياب النبي صلى الله عليه و آله وبعد رحيله، والمساعدة المؤثرة في تحقيق أهدافه، حيث تختصر جميعها في كلمة وزير (7).
وهذا ما سأله النبيّ صلى الله عليه و آله من اللَّه بحق علي عليه السلام، واستجاب اللَّه دعاءه.
وهنا يتضح الرد على وساوس بعض المفسرين الذين لا يطيقون الاذعان لمثل هذه المناقب بحق علي عليه السلام.
فهم يحاولون تفسير «الشركة في أمر النبيّ صلى الله عليه و آله» بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (8)، والحال أنّنا نعلم أنّها واجب المسلمين جميعاً، ولا تحتاج إلى تعيين وزير من قبل اللَّه تعالى.
________________________
(1) شواهد التنزيل، ج 1، ص 368، ح 510.
(2) المصدر السابق، ص 370، ح 511.
(3) شواهد التنزيل، ج 1، ص 374، ح 516.
(4) المصدر السابق، ج 1، ص 77، ح 115.
(5) ملحقات احقاق الحق، ج 20، ص 128.
(6) تفسير الكبير، ج 12، ص 26 (ذيل الآية 55 من سورة المائدة).
(7) «الوزير» من مادة «وزر»، حيث إنّ الوزير يتحمل ثقل المسؤوليات المختلفة على عاتقه، فقد اطلقت هذه الكلمة عليه.
(8) تفسير روح المعاني، ج 16، ص 185.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|