أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2014
18830
التاريخ: 8-11-2014
14588
التاريخ: 8-12-2015
17512
التاريخ: 28-09-2015
15788
|
قال تعالى : { أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (21) لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} [الأنبياء : 21، 22]
السؤال : إنَّ هذا السؤال يُطرَحُ من قبل الكثير وهو أنّ تعدّد المبدأ لا يكون سبباً لاختلال النظام دائماً فإنّا نشاهد مجموعات تطبّق برنامجاً صحيحاً ومتناسقاً بنجاح وذلك بالتشاور فيما بينها ، فلو افترضنا أنّ للعالم آلهة فإنّ التعدّد هذا يكون منشأ للفساد في العالم حين وقوع النزاع فيما بينها ، ولكن إذا أقررنا أنّها حكيمة وواعية فإنّها تدبّر امور الكون بنظام خاصّ وبتعاون فيما بينها حتماً.
الجواب : هذا السؤال والإشكال وإن كان ملفتاً للنظر ابتداءً ولكنّه يتّضح بعد التدقيق أنّه ناشيء من عدم ملاحظة مفهوم (التعدّد).
وللتوضيح نقول : إنّنا عندما نقول آلهة متعدّدة فإنّها تعني أنّها ليست واحدة من كلّ جهة ، فلو كانت واحدة من جميع الجهات فإنّها تكون ذات وجود واحد ، وبعبارة اخرى : أينما وجد التعدّد والإثنينية وجب أن نقرّ بوجود اختلاف في الأمر ، وإلّا فإنّه من المستحيل أن يكون الموجودان واحداً من جميع الجهات.
ومن جهة اخرى يوجد (تناسب) و (سنخية) بين (الفعل) و (الفاعل) دائماً ، فكلّ فعل يكون من آثار فاعله ويتّصف بلونه- شِئنا أم أبينا- وبهذا يستحيل أن يصدر فعلان من فاعلين ثمّ يكونان واحداً من جميع الجهات ، كما يستحيل أن يكون الفاعلان متساويين من حيث الإرادة والعمل ، واختلافهما في الوجود يترك أثره على إرادتهما وعملهما حتماً.
النتيجة هي أنّه لا يمكن أن يصدر نظام واحد وخال من الإثنينية من مبدأ متعدّد.
وأمّا ما يقال عن الأعمال الجماعية فلابدّ أن نلتفت إلى أنّ هذه الأعمال وإن اتّصفت بنظام نسبي إلّا أنّها لا تتّصف بنظام حقيقي ومطلق حيث يتنازل المتشاورون عن بعض آرائهم ورغباتهم للتعاون فيما بينهم لا أنّ رغباتهم وآراءهم واحدة دائماً ، إضافة إلى أنّ الأنظمة القائمة على الشورى قليلًا ما تعمل بصورة متّفقة ، بل إنّها تتّبع النسبة الغالبة عادةً وهذا دليل على صحّة ما ندّعيه.
إضافةً إلى أنّ هذه الغالبية لا تكون أشخاصاً ثابتين دائماً بل متغيّرين ، فتارةً تكون الغالبية أربعة أشخاص من سبعة أشخاص ، وتارة أحد هؤلاء مع ثلاثة آخرين ، وبما أنّ الغالبية متغيّرة فلا يمكن إذن أن تكون أعمالها واحدة.
بهذه الأدلّة الثلاثة تتّصف هذه الأنظمة القائمة على الشورى بشيء من عدم الانسجام ولكنّها بسبب القناعة بالنظام النسبي يقال أنّها منظمة! لكنّنا لا نرى في عالم الوجود نظاماً نسبياً بل نظاماً واحداً وانسجاماً كاملًا وتامّاً.
وبعبارة اخرى : لو افترضنا وجود مبدأين للكون فإنّهما إمّا متساويان من جميع الجهات (فهما إذن واحد) أو مختلفان ومتباينان من جميع الجهات (حينئذٍ يكون تقابل في خلقهما وتدبيرهما) ولو كانا متشابهين من بعض الجهات ومختلفين في البعض الآخر فإنّ هذا الاختلاف والتمايز سوف يترك أثره على أفعالهما لأنّ الفعل انعكاس لوجود الفاعل وظلّ وجوده.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|