المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18130 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشكر قناة موصلة للنعم الإلهية
2025-01-12
أسباب ودوافع الكفران وطرق علاجه
2025-01-12
عواقب كفران النعمة
2025-01-12
معنى كفران النعمة
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 2
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 1
2025-01-12



الولاية التكوينية في الأحاديث الإسلامية .  
  
1696   09:13 مساءاً   التاريخ: 10-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج9 , ص127- 131.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / أصول / الامامة /

كثيراً ما نصادف في الروايات الإسلامية إشارات عن المعجزات التي حصلت في إطار الولاية التكوينية، وتوضيح ذلك أنّ المعجزات لها أقسام وأنواع فبعضها يحصل بدعاء النبي صلى الله عليه و آله أو الإمام المعصوم فقط، وبعضٌ يحصل بطلب الناس منهم وبإذن اللَّه، وبعضها يحصل عن طريقهم وبفعلهم، أي أنّ بعض المعجزات يحصل من خلال تصرفهم ومقامهم الروحي والمعنوي وبإذن اللَّه، بحيث لا يمثل سوى‏ الولاية التكوينية التي نتحدث عنها الآن.

وهذه الحالات كثيرةٌ للغاية، وفيما يلي نشير إلى‏ بعض النماذج منها :

1- ورد نموذج ظريف منها في نهج البلاغة- الخطبة القاصعة- حيث يقولُ عليه السلام‏ «ولقد كنتُ معه صلى الله عليه و آله كما أتاه الملأ من قريش فقالوا له : يا محمد إنّك ادّعيت عظيماً لم يدعه أباؤك ولا أحد من بيتك، ونحن نسألك أمراً إنْ أنت أجبتنا إليه وأريتناه علمنا أنّك نبيٌ ورسول، وإن لم تفعل علمنا أنّك ساحرٌ كذاب».

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله‏ «وما تسألون» قالوا : تدعو لنا هذه الشجرة حتى‏ تنقلع بعروقها وتقف بين يديك، فقال صلى الله عليه و آله : «إنّ اللَّه على‏ كلّ شي‏ء قدير، فإنّ فعل اللَّه لكم ذلك، أتؤمنون وتشهدون بالحقّ»؟ قالوا : نعم، قال : «فاني ساريكم ما تطلبون وإنّي لأعلم أنّكم لا تفيئون إلى‏ خير، وإنّ فيكم من يطرحُ في القليب ومنْ يحزّبُ الأحزاب»، ثم قال صلى الله عليه و آله : «يا أيّتها الشجرة إنْ كنت تؤمنين باللَّه واليوم الآخر، وتعلمين أنّي رسول اللَّه فانقلعي بعروقك حتى‏ تقفي بين يديّ بإذن اللَّه».

فو الذي بعثه بالحق (لا نقلعت) بعروقها وجاءت ولها دويٌ شديد وقصف كقصف أجنحة الطير حتى‏ وقفت بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مرفرفة، وألقت بعضها الأعلى‏ على‏ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وببعض أغصانها على‏ منكبيه، وكنت عن يمينه صلى الله عليه و آله.

فلما نظر القوم إلى‏ ذلك قالوا- علواً واستكباراً : فَمُرها فليأتك نصفها، ويبقى‏ نصفها، فأمرها بذلك فاقبل إليه نصفها كأعجب إقبال وأشدّه دويّاً فكادت تلتفّ برسول اللَّه صلى الله عليه و آله!

فقالوا- كفراً وعتواً- : فمرّ هذا النصف فليرجع إلى‏ نصفه كما كان، فأمره صلى الله عليه و آله فرجعَ، فقلت أنا : «لا إله إلّا اللَّه، إنّي أول مؤمن بك يا رسول اللَّه، وأول منْ أقرّ بأنّ الشجرة فعلت ما فعلت بأمر اللَّه تعالى‏ تصديقاً بنبوتك وإجلالًا لكلمتك».

فقال القوم كلهم : بل ساحرٌ كذاب عجيب السحر، خفيفٌ فيه، وهل يصدقك في أمرك إلّا مثل هذا «يعنونني»؟

«وإنّي لمن قوم لا تأخذهم في اللَّه لومة لائم، سيماهم سيما الصديقين، وكلامهم كلام الأبرار، عمارُ الليل ومنار النهار، متمسكون بحبل القرآن، يحيون سنن اللَّه وسنن رسوله، لا يستكبرون ولا يعلون، ولا يغلون ولا يفسدون، قلوبهم في الجنان وأجسادهم في العمل» (1).

تأملوا تعابير هذه الخطبة قليلًا، فإنّها تثبت أنّ هذا الأمر الخارق للعادة حدث بنفوذ وتصرف النبي صلى الله عليه و آله في التكوين، وعليه فما ورد في ذيل هذه العبارة : «إنّ الشجرة فعلت ما فعلت بأمر اللَّه تعالى‏»، هو أمر اللَّه وإذنه والقدرة التي قد وهبها لنبيه لمثل هذا التصرف، كما ورد التعبير ب «إذن اللَّه» في بداية هذه الكلمة.

بناءً على‏ ذلك، فالتعابير مثل : مُرْ ليحدث كذا أو كذا، وكلام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أيّتها الشجرة افعلي كذا وكذا، كلها أدلة على‏ ولاية النبي صلى الله عليه و آله ونفوذه التكويني.

2- يروي المرحوم العلّامة المجلسي في كتاب بحار الأنوار عن سلمان الفارسي : لما قدم النبي صلى الله عليه و آله المدينة تعلق الناس بزمام الناقة، فقال النبي صلى الله عليه و آله : يا قوم دعوا الناقة فهي مأمورة، فعلى‏ باب من بركت فأنا عنده (وهذا أفضل طريق للخلاص من كل اختلاف وتفرقة).

فأطلقوا زمامها وهي تهف في السير حتى‏ دخلت المدينة، فبركت على‏ باب أبي أيوب الأنصاري، ولم يكن في المدينة أفقر منه، فانقطعت قلوب الناس حسرةً على‏ مفارقة النبي صلى الله عليه و آله، فنادى‏ أبو أيوب : «يا امّاه افتحي الباب، فقد قدم سيد البشر، وأكرم ربيعة ومضر، محمد المصطفى‏ والرسول المجتبى‏».

فخرجت وفتحت الباب وكانت عمياء، فقالت : «واحسرتاه ليت كانت لي عين أبصر بها وجه سيدي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في المدينة»، وضع صلى الله عليه و آله كفه على‏ وجه ام أبي أيوب فانفتحت عيناها «ربّما يراد في وضع اليد الإشارة باليد، أو وضع اليد فوق قطعة قماش» (2).

3- كما وردت هذه الرواية أيضاً في الكتب المشهورة لدى‏ الشيعة والسنة وهي لما لم يأت النصر على‏ يد بعض امراء الجيش في معركة خيبر، قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله : «سأعطي الراية غداً إلى‏ رجل يحبُّ اللَّه ورسولهُ ويحبّهُ اللَّه ورسولهُ، يفتح اللَّه على‏ يديه، ثم ارسل على‏ عليّ وكان أرمداً، فحضر فبصق في عينيه فبرأتا، ثم سلَّمه الراية وفتح خيبر» (3).

تفيد هذه الرواية المشهورة أنّ النبي صلى الله عليه و آله ابرء عيني علي عليه السلام من خلال ولايته التكوينية- بإذن اللَّه-.

4- وجاء في تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام أيضاً «مُد الفرات في عهد علي عليه السلام فأقبل إليه الناس، فقالوا : يا أمير المؤمنين نحن نخاف الغرق لأنّ في الفرات قد جاء من الماء مالم ير مثله وقد امتلأت جنبتاه فاللَّه اللَّه، فركب أمير المؤمنين عليه السلام والناس معه وحوله يميناً وشمالًا 0000 حتى‏ انتهى‏ إلى‏ الفرات وهو يزخر بأمواجه، فوقف والناس ينظرون فتكلّم بالعبرانية كلاماً فنقص الفرات ذراعاً، فقال : حسبكم؟ قالوا : زدنا» (4).

فهل هذا الفعل سوى‏ تصرفٌ تكويني بإذن اللَّه؟

5- ونقرأ في تاريخه عليه السلام أيضاً أنّه وأثناء مروره قرب الكوفه جاءه قوم من اليهود، وقالوا : «أنت علي بن أبي طالب الإمام؟ فقال : أناذا، قالوا : لنا صخرة مذكورة في كتبنا عليها اسم ستة من الأنبياء، وهو ذا نطلب الصخرة فلا نجدها فإنّ كنت إماماً أوجدنا الصخرة .... فسار القوم خلف أمير المؤمنين عليه السلام إلى‏ أنّ استبطن فيهم البر فاذا بجبل من رمل عظيم فقال عليه السلام : أيّتها الريح انسفي الرمل عن الصخرة بحق اسم اللَّه الأعظم فما كان إلّا ساعة حتى‏ نسفت الرمل وظهرت الصخرة» (5)

وهذا نموذج آخر من النفوذ والتأثير على‏ عالم التكوين.

وقد وردت نماذج اخرى‏ في الكثير من كتب التاريخ والتفسير، والحديث، ومختلف المصادر الإسلامية للشيعة والسنّة، حيث يحتاج ذكرها كلها إلى‏ تدوين كتاب مستقل.

إنّ هذه الآيات والروايات تؤكّد أنّ أولياء اللَّه سواء من الأنبياء أو الأئمّة المعصومين عليهم السلام كانوا يتمتعون بقدرة بأمر اللَّه وإذنه، بحيث كانوا يستطيعون التصرف في عالم التكوين من خلال ما وهبهم اللَّه تعالى‏ من إذن في حالاتٍ معينةٍ، وهذا ما نُعبر عنه بالولاية التكوينية.

وبطبيعة الحال، فإنَّ الولاية التكوينية لها تفرعات اخرى‏ أيضاً، منها التأثير في القلوب المستعدة لقبول الحق عن طريق الألطاف المعنوية والروحية، وتربية وهداية النفوس المؤهلة من خلال التأثير الروحي فيها، حيث تتوفر أمثلة كثيرة لذلك في التاريخ الإسلامي.

وغالباً ما كان يحصل لكثير من الأشخاص تحولٌ وتغيرٌ مفاجي‏ءٌ، بنحوٍ لا ينسجم مع الموازين والمعايير الطبيعية، وذلك بمجرّد وجودهم في محضر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أو الإمام المعصوم عليه السلام، وبالتالي يستقيم سلوكهم في الحياة على‏ أثره.

إنّ هذا التحول والتغير المفاجى‏ء والخارق للعادة يحصل أيضاً نتيجة ل «الولاية التكوينية» والتأثير في النفوس المؤهلة.

________________________
(1) نهج البلاغة، الخطبة 192 (القاصعة).

(2) بحار الأنوار، ج 19، ص 121.

(3) لقد أورد ابن الأثير هذه الرواية في الكامل بالتفصيل (ج 2، ص 219)؛ وكذا ابن هشام في السيرة النبوية ج 3، ص 349؛ والعلّامة المجلسي في بحار الأنوار ج 21، ص 298، ح 30.

(4) بحار الأنوار، ج 41، ص 237 (مع الاختصار).

(5) بحار الأنوار، ج 41 ص 237 (مع الاختصار).




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .