أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2014
2967
التاريخ: 15-10-2014
3901
التاريخ: 15-10-2014
2767
التاريخ: 20-3-2016
2324
|
ليس لهذا التفسير إلا اسم واحد وهو : الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، ولهذا الاسم أشار المصنف في مقدمة تفسيره (1).
والمؤلف : هو جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمان بن الكمال أبي بكر بن محمد سابق الدين بن الفخر عثمان بن ناظر الدين بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصلاح أيوب بن ناصر الدين محمد بن الشيخ همام الدين الهمام الخضيري الأسيوطي ، انحدر من اسرة كان مقرها مدينة اسيوط ، قيل : كانت الأسرة من أصل فارسي ، وكانت تعيش في بغداد ، ثم ارتحلت الى مصر (2).
ولد بعد المغرب ليلة الأحد مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة (849هـ) وتوفي في سحر ليلة الأحد الجمعة تاسع عشر جمادي الأولى سنة (911هـ ) أحدى عشرة وتسعمائة في منزله بروضة المقياس (3) . وتوفي والده وله من العمر خمس سنوات وسبعة أشهر .
قال الزركلي في شأنه وتعريفه : إمام حافظ مؤرخ أديب ، له نحو 600 مصنف منها : الكتاب الكبير والرسالة الصغيرة .
ولما بلغ أربعين سنة اعتزل الناس وخلا بنفسه في روضة المقياس على النيل ، منزوياً عن أصحابه جميعاً كأن لا يعرف أحداً منهم ، فألف أكثر كتبه ، وكان الأغنياء والأمراء يزورونه ويعرضون عليه الأموال والهدايا فيردها ، وطلبه السلطان مراراً فلم يحضر إليه ، وبقي على ذلك الى أن توفي (4).
قال الذهبي : شهرة مؤلفاته تغني عن ذكرها ، فقد اشتهرت شرقاً وغرباً ورزقت قبول الناس ، وكان السيوطي رحمه الله آية في سرعة التأليف ، حتى قال تلميذه الداودي : عاينت الشيخ وقد كتب في يوم واحدٍ ثلاثة كراريس تأليفاً وتحريراً . وكان أعلم زمانه بعلم الحديث وفنونه ، رجالاً ، وغريباً ، متناً وسنداً ، واستنباطاً للأحكام ، ولقد أخبر عن نفسه بأنه يحفظ مائتي ألف حديث قال : لو وجدت أكثر لحفظت (5).
عرف الجلال السيوطي تفسيره والعلة الباعثة على تأليفه فقال في الإتقان : وقد جمعت كتاباً مسنداً فيه تفاسير النبي صلى الله عليه واله وسلم فيه بضعة عشر ألف حديث ما بين مرفوع وموقوف ، وقد تم ولله الحمد في أربع مجلدات ، وسميته " ترجمان القرآن " ورأيت وأنا في اثناء تصنفيه النبي صلى الله عليه واله وسلم في المنام في قصة طويلة تحتوي على بشارة حسنةٍ (6).
ويقول في مقدمة تفسير " الدر المنثور " : فما ألفت كتاب ترجمان القرآن ، وهو التفسير المسند عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ، وتم بحمد الله في مجلدات ، فكان ما اورته فيه من الآثار بأسانيد الكتب المخرج منها واردات ( أي : طرقا كثيرة ) ، رأيت قصوراً كثر الهمم عن تحصيله ورغبتهم في الاقتصار على متون الأحاديث دون الإسناد وتطويله ، فلخصت منه هذا المختصر ، مقتصراً فيه على متن الأثر ، مصدراً بالغزو والتخريج الى كل كتاب معتبر (7).
هذا التفسير ، يشتمل على أكثر من عشرة آلاف حديث ، كما اشير إليه ، فهو أجمع تفسير روائي بين أهل السنة . فقد أتعب نفسه وتحمل كثيراً من المشقة لجمع هذه الروايات وذكر الراوي الأول مع ذكر المصادر ، فلهذا صار هذا التفسير ممتازاً وفريداً بين التفاسير الروائية ومرجعاً للمفسرين .
منهجه : نفهم منهجه التفسيري من خلال أمور ثلاثة :
(أ) الأحاديث الموجودة في هذا التفسير ، ككثير من التفاسير الأثرية ليست منحصرة بتفسير الآيات ، ويمكن تنويع الروايات الموجودة فيه كما يلي :
1- روايات وردت بشأن نزول الآيات وإن لم تشمل على تفسيرها .
2- روايات تدل على فضل القراءة .
3- روايات حول خواص الآيات وآثارها .
4- الروايات التفسيرية .
5- الروايات الجانبية التي تتعلق بالآية تعلقاً ما ، وإن لم تدخل في الأقسام السابقة .
(ب) ومن جانب آخر ، اكتفى المؤلف بنقل الروايات فحسب ، دون أي توضيح أو نقد لها ؛ لأنه أراد جمع كل الروايات التفسيرية ، فاشتمل تفسيره على الأعاجيب والإسرائيليات ، مما لا يقبله العقل ولا يؤيده الشرع ، فحينما ننظر الى ما رواه في قصة هاروت وماروت ، وقصة وسليمان وإلياس ، وغير ذلك من القصص الروائية ، نرى الأكاذيب والروايات الموضوعية بكثرة . فلا بد لمن يراجع هذا التفسير ، أن يتعامل معه بمثل ما يتعامل مع كل الروايات المشكوكة الصدور .
(ت) كما أشرنا سابقاً ، أراد السيوطي أن يجمع كل الروايات التفسيرية ؟ وهل يشتمل تفسيره على جميع الروايات المرونة في فضائل أهل بيت الرسول صلى الله عليه واله وسلم ؟
وفي الإجابة نقول : هذا التفسير من أشمل التفاسير الروائية لأهل السنة ، ولكن مع الأسف ، لم يشتمل تفسيره على كل الروايات ، فإننا نجد في كتب أخرى ورايات لا نجدها في الدر المنثور . فعلى سبيل المثال : نجد في الكشف والبيان ، ذكر سبب نزول آية : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ....} [البقرة : 207] وأنها نزلت في شأن علي عليه السلام بروايتين مختلفتين ، ولكن السيوطي لم يذكرها (8).
_______________
1- الدر المنثور 1 : 9 .
2- راجع : مقدمة تفسير الدر المنثور 1 : 3 ، والتفسير والمفسرون في ثوبه القشيب 2 : 3-332.
3- راجع : التفسير والمفسرون ، للذهبي 1 : 251 – 252.
4- الأعلام ، للزركلي 3 : 301.
5- راجع : التفسير والمفسرون 1 : 252.
6- الإتقان في علوم القرآن 4 : 222 ، النوع الثامن والسبعون .
7- تفسير الدر المنثور 1 : 9 .
8- راجع : الكشف والبيان 2 : 124 ، ذيل الآية 207 من سورة البقرة .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|