أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-12-2015
1220
التاريخ: 16-12-2015
1071
التاريخ: 6-4-2016
2198
التاريخ: 14-12-2015
1197
|
أنّ شهداء تلك المحكمة كثيرون وعلى رأسهم الذات الإلهيّة المقدّسة. ثم الأنبياء والمرسلون.
وبعدهم الملائكة المقربون.
وبعدهم أعضاء وجوارح الإنسان.
ثم الأرض التي نعيش على ظهرها.
إضافة إلى ذلك فقد أشارت الروايات الإسلامية إلى شهداء آخرين ومن جملتهم:
الأوصياء والأئمّة المعصومين عليهم السلام:
نقرأ حديثاً ورد عن الإمام الصادق عليه السلام حول قوله تعالى: {فَكَيفَ اذَا جِئنَا مِن كُلِّ امَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئنَا بِكَ عَلَى هؤُلَاءِ شَهِيداً}. (النساء/ 41)
قال: «نزلت في امة محمد صلى الله عليه و آله خاصة! في كل قرن منهم إمام منّا شاهد عليهم، ومحمّد شاهد علينا!» «1».
من الممكن أن يكون ذكر امة محمّد صلى الله عليه و آله خاصة للتأكيد، على أنّ هذه الامة خاصة يوجد فيها في كل قرن إمام معصوم يشهد عليها.
وبناءً على ذلك فإنّ هذا لا يتنافى مع شهادة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله على الأنبياء السابقين.
والشاهد السابع من شهود المحشر كما تنقل بعض الروايات هو «الزمان» فقد ورد في رواية عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: «ما من يوم يمر على ابن آدم إلّا قال له ذلك اليوم يا بن آدم أنا يوم جديد وأنا عليك شهيد فقل فيّ خيراً، أو اعمل فيّ خيراً أشهد لك به في يوم القيامة، فانّك لن تراني بعده أبداً» «2».
ومن هنا يطرح هذا السؤال: لماذا كل هذه الشهود؟
الأرض والزمان والملائكة والرسل وجوارح الإنسان والأهم من هذا كلّه شهادة اللَّه تبارك وتعالى، ألا تكفي شهادة اللَّه وحدها؟
نعم، إنّها كافية لأنّه (أحسن الناظرين) و (أحكم الحاكمين) (وعالم السر والخفيات).
ولكن الهدف من كل هذه الشهادات هو تربية الإنسان وتزكيته، فكلما كان عدد الشهود والمراقبين للإنسان أكثر زاد من تأثيرها التربوي على الإنسان، من هنا نرى أنّ اللَّه سبحانه وتعالى زاد عدد الشهود وجعلهم يحيطون بالإنسان ويقفون على أعماله بشكل تام.
بلا شك أنّه يكفي للمؤمن الالتفات إلى أحد هؤلاء الشهود ليكون مراقباً لأعماله، فكيف وكل هذه الشهود؟
إنّ عمل الشهود ليس له بعد تكليفي (إداري) حتى نقول لماذا نصب هذا العدد من الشهود لعمل واحد؟ وإنّما هي سلسلة حقائق غيبية خارجية، حيث إنّ أعمالنا تترك أثراً على أعضاء جسمنا وجلودنا، وجوارحنا، والمحيط الذي يحيط بنا والأرض التي نمشي عليها والزمان الذي نعيش فيه كمثل الشريط يحفظ ويسجّل آثار عمرنا بأكمله، إنّ حضور الملائكة أو شهادة الأرواح الطاهرة للأنبياء والأوصياء هي احدى الحقائق التي تنبع من قدرة أرواحهم وعظمتها، وإنّ حضور اللَّه تبارك وتعالى أيضاً في كل مكان وكل زمان حقيقة غير قابلة للانكار.
لقد تمكن العلماء اليوم من خلال التجارب والبحوث التي أجروها على الطبقات الأرضية والحيوانات المطمورة في باطنها، والآثار الباقية من الإنسان القديم من اكتشاف حقائق عن هذه الحيوانات، فقد وقفوا على كيفية معيشتها وطراز حياتها في تلك العصور السحيقة وكتبوا عنها الكثير من الكتب والمقالات.
فاذا تمكن الإنسان بعلمه المحدود أن يتكلم عن مثل تلك الحوادث ويكتشف الكثير من حقائق الحيوانات، والإنسان القديم من خلال آثارها الباقية، في حين أنّ الدنيا دار الخفيات و الآخرة دار الظهور ويوم البروز، اذن فكيف ستكون القيامة؟
من هنا عندما يتأمل الإنسان بدقّة في هذه المسائل ويفكر في عمقها وعظمتها حقّاً حقّاً فانها تهزّه ولعله يصرخ: واغفلتاه، أهكذا عملت مع كل هذه الشهود؟!
__________________________
(1). اصول الكافي، ج 1، ص 190.
(2). بحار الأنوار، ج 68، ص 181، ح 35.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تحتفي بذكرى ولادة الإمام الجواد (عليه السلام) في مشاتل الكفيل
|
|
|