أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-12-2021
2103
التاريخ: 8-05-2015
3183
التاريخ: 18/12/2022
1793
التاريخ: 2/10/2022
1639
|
مصبا- عبرت النهر عبرا من باب قتل وعبورا : قطعته الى الجانب الآخر ، والمعبر : شطّ نهر هو للعبور ، والمعبر : ما يعبر عليه من سفينة أو قنطرة. وعبرت الرؤيا عبرا أيضا وعبارة : فسّرتها ، وبالتثقيل مبالغة. وعبرت السبيل بمعنى مررت ، فعابر السبيل : مارّ الطريق. وعبرت الدراهم واعتبرتها : بمعنى. والاعتبار : يكون بمعنى الاختبار والامتحان ، مثل اعتبرت الدراهم فوجدتها ألفا ، ويكون بمعنى الاتّعاظ.
والعبرة اسم منه. قال الخليل : العبرة والاعتبار بما مضى أي الاتّعاظ والتذكّر ، وجمع العبرة عبر. ويكون العبرة والاعتبار بمعنى الاعتداد بالشيء في ترتّب الحكم. والعبير : أخلاط تجمع من الطيب. وعنبر : طيب معروف ، وعبرت عن فلان تكلّمت عنه ، واللسان يعبّر عمّا في الضمير ، أي يبيّن.
مقا- عبر : أصل صحيح واحد يدلّ على النفوذ والمضيّ في الشيء يقال عبرت عبورا ، وعبر النهر : شطّه. ويقال ناقة عبر أسفار : لا يزال يسافر عليها. والمعبر : شطّ نهر هيّئ للعبور. والمعبر : سفينة يعبر عليها النهر. ورجل عابر سبيل ، أي مارّ. ومن الباب العبرة ، قال الخليل : عبرة الدمع جريه ، والدمع أيضا نفسه عبرة. وقولهم- عبر فلان يعبر عبرا من الحزن ، وهو عبران والمرأة عبرى وعبرة ، فهذا لا يكون الّا وثمّ بكاء ، ويقال استعبر إذا جرت عبرته. ومن الباب : عبر الرؤيا يعبرها عبرا وعبارة ويعبّرها تعبيرا : إذا فسّرها ، ووجه القياس في هذا عبور النهر ، لأنّه بصير من عبر إلى عبر ، كذلك مفسّر الرؤيا يأخذ بها من وجه الى وجه.
مفر- أصل العبر : تج أو ز من حال الى حال. فأمّا العبور فيختصّ بتجاوز الماء إمّا بسباحة أو في سفينة أو على بعير أو قنطرة ، ومنه عبر النهر لجانبه حيث يعبر اليه. ومنه اشتقّ عبر العين للدمع. وعبر القوم إذا ماتوا كأنّهم عبروا قنطرة الدنيا. وأمّا العبارة فهي مختصّة بالكلام العابر الهواء من لسان المتكلّم الى سمع السامع. والاعتبار والعبرة بالحالة الّتي يتوصّل بها من معرفة المشاهد الى ما ليس بمشاهد ، والتعبير مختصّ بتعبير الرؤيا وهو العابر من ظاهرها الى باطنها ، وهي أخصّ من الت أو يل ، فانّ الت أو يل يقال فيه وفي غيره. والعبريّ ما ينبت على عبر النهر. وشطّ معبر : ترك عليه العبريّ.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : مجأوزة عن جريان أو أمر أو حالة ، وفيها خصوصيّة ليست في جانبيها ، في موضوع مادّيّ أو عقليّ أو معنويّ ، ولا يتحقّق الّا بعد تحقّق المجأوزة.
والفرق بينها وبين المرور والمجاوزة : أنّ المرور يلاحظ فيه حالة الحركة على شيء فعلا وفي الحال. والمجأوزة يلاحظ فيها التج أو ز المطلق عن شيء أو الى شيء وهي أعمّ- راجع- سرى وسير.
وأمّا مفاهيم- العبرة والاعتبار والتعبير والعبارة :
فالعبرة فعلة لمرّة : فانّ الدمعة تتج أو ز عن حدقة العين الى خارجها ، وهذا تج أو ز يتحقّق في أجزاء العين. ولمّا كان وقوع العبرة غالبا في حال الحزن ، فتطلق المادّة عليه تجوزا.
والاعتبار افتعال بمعنى اختيار العبور وأخذه ، فانّ الرجل المتفكّر العاقل إذا شاهد أمورا وقضايا مفيدة : يستفيد منها وينتج في جريان معيشتها دنيويّا أو روحانيّا ، ويطبّقها على حالاتها ، فهو يتجاوز عمّا يشاهد في الخارج الى نفسها- المؤمن نظره عبرة.
والعبرة فعلة تدلّ على النوع ، وهذا نوع من العبور.
والتعبير للرؤيا أيضا قريب من الاعتبار : فان المشاهد هنا واقع في الرؤيا ، والمعبّر يتجاوز عمّا يشاهد الى امور خارجيّة ويطبّقه عليها.
وأمّا العبارة : فهو عبور عن معنى مقصود الى كلمات وألفاظ خارجيّة تبيّنه وتوضحه ، فهو تجاوز عن مفهوم الى ملفوظ.
والعبور في النهر وأمثاله في الموضوعات الخارجيّة واضح.
فالقيود المذكورة لا بدّ أن تلاحظ في مصاديق الأصل ، والّا فيكون الاستعمال تجوزا بأي مناسبة.
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى} [النازعات: 26] .
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [النور: 44] .
{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } [يوسف: 111].
{ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر: 2] .
أي اختاروا العبرة في هذه الأمور وخذوها واستفيدوا من هذه الوقائع في جهة أنفسكم.
فانّ طالب المعرفة والإصلاح لا ينظر الى شيء ولا يمر بشيء ولا يطّلع على شيء الّا ويعتبر منه في برنامج حياته.
{يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} [يوسف: 43] .
أي إن كنتم قادرين على تعبير الرؤيا وتطبيقها على الأمور الخارجيّة. وهذا يتوقّف على الاطّلاع على الصور المثاليّة المنطبقة على الأمور الطبيعيّة ، وعلى الذوق وقوة الاستنتاج والاستنباط والتطبيق.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ ..فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا} [النساء: 43].
المراد عدم جواز القرب الى صلاة تقام في مسجد أو محلّ آخر والقصد نحوها إذا لم يكن متوجّها ، وهكذا إذا كان جنبا ، فلا يجوز له الحركة والمشي الى جانب الصلاة الّتي تقام الّا في مورد العبور من تلك النقطة ، بأن يكون قصده عبورا لا توقّفا فيها.
وليس المعنى من قرب الصلاة : إقامتها ، فانّ اللازم حينئذ أن يعبّر بقوله- ولا تقيموا الصلاة- ولا تصلّوا. أي لا تقصدوا القرب منها وإقامتها. ويدلّ عليه قوله- حتّى تعلموا ما تقولو ن ، وإلّا عابري سبيل : فانّ العلم والتوجّه بما يقول مطلق يعمّ حال الصلوة وغيره. وإنّ عبور السبيل لا يجوز اقامة الصلوة ، بل الحركة والمشي في سبيله.
فاتّضح المراد من الآية الكريمة ، وتنتفى الاحتمالات الضعيفة.
___________________
-مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا - معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ~ ١٣٣٤ هـ.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|