أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2015
1158
التاريخ: 16-12-2015
1106
التاريخ: 16-12-2015
1058
التاريخ: 17-12-2015
1158
|
كل ما قرأنا لحد الآن في وصف ذلك اليوم (يوم القيامة) كان يتحدّث عن الوقائع المزلزلة التي تقع في مقدمة ذلك اليوم في عالم الدنيا وإن كل وصف يحمل في طياته خطاباً خاصاً، ففي الوصف الأخير طرحت مسألة طول وامتداد ذلك اليوم وهذا أيضاً يحمل انذاراً متميزاً.
والآن نذهب صوب الأوصاف التي تصوّر حال الناس في ذلك اليوم، ونلتفت إلى أنَ تعبيراتٍ كل واحد منها أقوى تأثيراً من الآخر وكأنّها تأخذ بيد الإنسان وتسير به في اروقة المحشر وتعرفه على كل موضع منه فتجسّم له وقائع ذلك اليوم العظيم وكأنّه يراه بعينه المجردة.
في الوصف الذي نتناوله بالبحث والذي ورد مرّة واحدة في القرآن المجيد فقط حيث يصور وضع الناس المروع في ذلك اليوم بهذا النحو : {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ}
(القارعة/ 4).
وجاء مثل هذا التعبير ولكن باختلاف ضئيل عندما قال تعالى : {كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ}
(القمر/ 7).
وللمفسرين آراء مختلفة في سبب تشبيه الناس في ذلك اليوم بالفراش، ومن جمله ما قالوا هو أنّ السبب في هذا التشبيه هو كثرة الناس واضطرابهم وخوفهم وفرارهم في كل صوب وضعفهم وتخبّطهم.
ومن الممكن أيضاً أن تكون هذه المسألة من مكنونات التعبير المذكور أعلاه وهي أنّ الفراش عادةً يرمي بنفسه باتجاه نور الشمع والمصباح بصورة جنونية فيحترق، وأنّ المجرمين أيضاً في ذلك اليوم تعتريهم هذه الحالة عند مواجهتهم لنار جهنم، وكل هذا يدلّ على الحيرة والضلال الشديد والاضطراب والرعب العظيم الحاصل في ذلك اليوم.
على أيّة حال فإنّه تعبير ناطق وتصوير واضح عن حالة الناس العجيبة الحاصلة في ذلك اليوم والتي عبّر عنها القرآن بتعبير وجيز، ويرى البعض أنّ السبب في دوران الفراشة حول النار حتى الاحتراق هو فقدانها للذاكرة، فإنّها تقترب من الشعلة وتحس بحرارتها فتهرب ولكنها تنسى بسرعة وتعود ثانيةً وتقترب من شعلة النار وتكرر هذا العمل حتى تلقي بنفسها في النار وتحترق.
وكذلك الحال بالنسبة للمسيئين والمجرمين، فمن شدّة الاضطراب والجزع كأنّهم يفقدون صوابهم ويلقون أنفسهم في النار كما تفعل الفراشات.
وذكر أهل اللغة والمفسرون معاني متعددة ل «الفراش» : فالبعض فسّره بمعنى الجراد الذي ينتشر بكثافة في السماء، والبعض فسّرها بمعنى البعوض الذي يطير على شكل أفواج، ولكن أغلب المفسرين واللغويين فسروها بذلك المعنى وهو الفراش، على الأخص ما قاله «الخليل بن أحمد» في كتاب «العين» فإنّه قال : «الفراشُ التي تطيُر طالبةً للضوء» وقال في صحاح اللغة أيضاً : «الفراش» جمع «فراشة» تلك الحشرة الطائرة التي تطير وتقع في النار.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
مركز الكفيل للصحة والسلامة ينظم دورة عن الإسعافات الأولية في جامعة أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|