أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2014
4789
التاريخ: 10/9/2022
1482
التاريخ: 3-12-2015
5269
التاريخ: 24-11-2014
5498
|
قال تعالى : {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [يوسف : 40]
طرحت الآية هذا المضمون في إطار جميل آخر وتقول عن لسان يوسف عليه السلام وهو يخاطب صاحبيه في السجن : {مَا تَعْبدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْماءً سَمَّيتُمُوهَا أَنْتُم وآباؤُكُم} والشاهد على ذلك هو أنّها {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِها منْ سُلْطانٍ} ، فلو كانت حقائق لقام عليها الدليل العقلي والنقلي ، فمن المحال أن يفقد الدليلَ أمرٌ بهذه الدرجة من الأهميّة (وهو وجود الشريك للَّه عزّ وجلّ) ، وعدم الدليل هذا دليل على العدم!
من هنا تستنتج الآية في الخاتمة : {إنِ الحُكمُ إِلَّا للَّه} و {أَمَرَ ألَّا تَعْبُدوا إِلَّا إِيَّاهُ} و {ذَلِكَ الدِّينُ القَيَّمُ وَلكِنَّ أَكْثَر النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
وكلّ جملة- في الحقيقة- في هذه الآية بمثابة دليل على نفي الشرك ، حيث تقول من جهة : إنّ اللَّه لم ينزل أي دليل على وجود آلهتكم ، وتقول من جهة اخرى : إنّ حاكمية العالم وتدبيره مختصّ به حيث تلاحظ علامات الوحدة في التدبير في كلّ مكان.
وتقول من جهة ثالثة : إنّه أمر بعبادة الإله الواحد ، فهل يعقل أن يأمر الإله الحكيم بأمر كاذب؟ وفي الختام فإنَّ الآية تعتبر الشرك ناشئاً من الجهل.
ونقل بعض المفسّرين بأنّ عبدة الأصنام كانوا يعتقدون بأنّ اللَّه هو النور الأعظم ، ويعتقدون بأنَّ الملائكة أنوار صغيرة ، وأمّا الأصنام في الأرض فإنّها مظهر للأنوار السماوية تلك ويطلقون عليها (المعبود) وبذلك تكون معبوداتهم أسماءً بدون مسمّى «1».
ولو تغافلنا عن هذا المعنى أيضاً وسلّمنا بأنّ الأصنام هي الآلهة لديهم لا مظاهر لها فإنّها كانت أسماء دون مسمّيات أيضاً ، وذلك لعدم وجود أثر من آثار الالوهية في هذه الأحجار والأخشاب الجامدة.
_______________________
(1) التفسير الكبير ، ج 18 ، ص 141.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|