[تجهيز جثمان النبي الكريم (صلى الله عليه واله) والصلاة عليه ودفنه ] |
3455
04:10 مساءاً
التاريخ: 24-12-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-13
1674
التاريخ: 23-12-2015
3745
التاريخ: 13-12-2014
3037
التاريخ: 2024-11-13
1486
|
تولّى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) تجهيز جثمان أخيه وابن عمّه وذلك بأمر منه وهو يذرف الدموع فغسّل الجسد وهو يقول : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله! لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النّبوّة والإنباء وأخبار السّماء , خصّصت حتّى صرت مسلّيا عمّن سواك وعمّمت حتّى صار النّاس فيك سواء , ولو لا أنّك أمرت بالصّبر ونهيت عن الجزع لأنفدنا عليك ماء الشّؤون ولكان الدّاء مماطلا والكمد محالفا .
قال (عليه السلام) : ولقد وليت غسله (صلى الله عليه واله) والملائكة أعواني فضجّت الدّار والأفنية ملأ يهبط وملأ يعرج وما فارقت سمعي هينمة منهم يصلّون عليه .
وكان العباس عمّ النبيّ (صلى الله عليه واله) واسامة يناولان الإمام الماء من وراء الستر ؛ وكان الطيب في أثناء الغسل يخرج من الجسد الطاهر والإمام يقول : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله طبت حيّا وميّتا ؛ أمّا الماء الذي غسّل فيه الرسول فهو من بئر يقال لها الغرس وكان يشرب منها وبعد الفراغ من الغسل أدرجه الإمام في أكفانه ووضعه على السرير .
[وان ] أوّل من صلّى على الجثمان المقدّس هو الله تعالى من فوق عرشه ثمّ جبرئيل ثمّ إسرافيل ثمّ الملائكة زمراً زمراً وهرع المسلمون للصلاة على جثمان نبيّهم فقال لهم الإمام : لا يقوم عليه إمام منكم هو إمامكم حيّا وميّتا فكانوا يدخلون عليه رسلا رسلا فيصلّون عليه صفّا ليس لهم إمام وأمير المؤمنين واقف إلى جانب الجثمان وهو يقول : السّلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته , اللهمّ إنّا نشهد أنّه قد بلّغ ما أنزل إليه ونصح لامّته وجاهد في سبيل الله حتّى أعزّ الله دينه وتمّت كلمته اللهمّ فاجعلنا ممّن يتّبع ما أنزل إليه وثبّتنا بعده واجمع بيننا وبينه ؛ وكان المصلّون يقولون : آمين , وكانت جموع المسلمين تمرّ على الجثمان العظيم فتلقي عليه نظرة الوداع وهي مذهولة قد هامت في تيارات من الهواجس فقد مات المنقذ ومات المعلّم ومات من أسّس لهم دولة تدعو إلى تطوّرهم وسعادتهم .
[و] بعد ما فرغ المسلمون من الصلاة على الجثمان العظيم قام الإمام بحفر القبر وبعد الانتهاء منه وارى جثمان أخيه (صلى الله عليه واله) وقد وارى أعظم شخصية خلقها الله في الأرض وأفضل هبة من الله لعباده .؛ وقد انهارت قوى الإمام ووقف على حافّة القبر وهو يروي ترابه من ماء عينيه قائلا : إنّ الصّبر لجميل إلاّ عنك وإنّ الجزع لقبيح إلاّ عليك وإنّ المصاب بك لجليل وإنّه قبلك وبعدك لجلل .
وانطوت في ذلك اليوم الخالد في دنيا الأحزان ألوية العدل وغاب ذلك النور الذي أضاء سماء الكون وغيّر مجرى حياة الإنسان من واقع مظلم ليس فيه بصيص من النور إلى حياة آمنة مزدهرة بالعدل تتلاشى فيها آهات المظلومين وأنين المحرومين وتنبسط فيها خيرات الله على عباده .
[و] وقف الإمام علي (عليه السلام) على منبر الرسول (صلى الله عليه واله) وهو يصوغ من حزنه كلمات وقال : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله والله! إنّ الجزع لقبيح إلاّ عليك وإنّ الصّبر لجميل إلاّ عنك وإنّ المصيبة بك لأجلّ وإنّ ما بعدك وما قبلك لجلل ثمّ قال:
ما فاض دمعي عند نازلة إلاّ جعلتك للبكا سببا
فإذا ذكرتك سامحتك به مقل الجفون ففاض وانسكبا
إنّي أجلّ ثرى حللت به من أن أرى بسواه مكتئبا
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|