أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2022
2666
التاريخ: 13/10/2022
1918
التاريخ: 19-2-2022
2105
التاريخ: 17-12-2015
11921
|
مقا- هلك : يدلّ على كسر وسقوط. منه الهلاك : السقوط , ولذلك يقال للميّت هلك واهتلكت القطاة خوف البازي : رمت بنفسها على المهالك. والهلك : الشيء الهالك. والهلك : المهوىّ بين الجبلين.
مصبا- هلك الشيء هلكا من باب ضرب وهلاكا ومهلكا بفتح الميم وأمّا اللام فمثلّثة , والاسم الهلك مثل قفل والهلكة مثال قصبة بمعنى الهلاك. ويتعدّى بالهمزة فيقال أهلكته , وفي لغة لبنى تميم يتعدّى بنفسه فيقال هلكته.
التهذيب 6/ 14- قال الليث : الهلك : الهلاك. أبو عبيد يقال : الهلك والهلك والملك والملك. أبو زيد : الاهتلاك رمى الإنسان نفسه في تهلكة , والتهلكة : كلّ شيء يصير عاقبته الى الهلاك. الأصمعي : تهالك فلان على المتاع والفراش : إذا سقط عليه , ومنه تهالك المرأة.
الفروق 84- الفرق بين الإهلاك والاعدام : أنّ الإهلاك أعمّ من الإعدام , لأنّه قد يكون بنقض البنية وإبطال الحاسّة وما يجوز أن يصل معه اللذّة والمنفعة. والإعدام نقيض الإيجاد.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ما يقابل الحياة , وهو أعمّ من الممات والفناء , وهو سقوط عن الحياة , أي انقضاء الحياة , والحياة في كلّ شيء بحسبه.
وسبق أنّ الفناء : زوال ما به قوام الشيء من خصوصيّاته , وهو قبل الانعدام فانّه زوال ذات الشيء بالكلّيّة.
وقلنا إنّ الموت هو انتفاء الحياة , وهو يتحقّق بانتفاء أمرين : إمّا بحدوث اختلال وفساد في أجزاء الموضوع وفي نظمها. أو في حالة ارتباط الروح وتعلّقه بينه وبين مبدئه الّذي منه النفخ.
فظهر أنّ الحياة هو تحقّق النظم بين أجزاء الشيء ووجود الشرائط فيه.
أمّا مقابلة الحياة والهلاك : فكما في - {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} [الأنفال : 42] وأمّا الهلاك في الجمادات : فكما في-. {أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا} [البلد : 6] وأمّا في النباتات : فكما في-. {أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [آل عمران : 117] وفي الحيوان : كما في - {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ } [البقرة : 205] والنسل من كلّ حيوان.
وفي الإنسان : كما في -
{رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ} [الأعراف : 155] وفي الطوائف : كما في - {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى} [النجم : 50] وفي البلاد : كما في - {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} [الحج : 45] وفي القرون : كما في {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ} [يس : 31] فالهلاك في كلّ من هذه الطبقات عبارة عن زوال الحياة وانقضائه , بوجود اختلال ونقض في نظم الأجزاء بأي سبب كان.
سواء كان السبب في حدوث الهلاكة أمرا طبيعيّا : كما في صورة الموت الطبيعيّ - {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ ... حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا} [غافر: 34]. {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ } [النساء : 176] والتعبير بالهلاكة دون الموت : ليعمّ الموت فان الموت انتفاء الحياة بجريان طبيعيّ.
أو بحدوث ابتلاءات غير ملائمة : كما في - {تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} [يوسف : 85] أو بحادثة سماويّة : كما في- {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ} [آل عمران : 117] أو بأخذ وعقوبة من اللّٰه عزّ وجلّ : كما في - {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا } [يونس : 13] ثمّ انّه قد تستعمل المادّة في الأمور المعنويّة : كما في-. {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } [الحاقة : 28، 29].
وقد يراد منه مطلق الهلاكة كيفا وكمّا- كما في - {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [القصص : 88] فالآية تشمل هلاكة كلّ شيء , والشيء يطلق على كلّ ما يصحّ أن يطلب , من موضوع أو حكم أو عمل , ومن أي نوع من الموجودات.
ويستثنى منه وجه اللّٰه , أي ما يواجه به اللّٰه , وهو ما يكون مظهرا ومرآة لصفاته الجلاليّة والجماليّة , كالأنبياء المرسلين والأئمّة والخلفاء المعصومين والأولياء من المؤمنين الكاملين الّذين بلغوا مراحل اللقاء والفناء والإخلاص التامّ.
وقلنا إنّ الهلاك : انقضاء الحياة باختلال في نظم أجزاء الشيء , وهو أعمّ من الممات والفناء.
فانّ الموجود الممكن في معرض الفناء والزوال , وهو من حيث هو لا ثبات ولا بقاء له , ويستمرّ حياته الى أجل معيّن محدود , فهو على الأصل زائل وفان وهالك.
والثابت في ذاته هو اللّٰه عزّ وجلّ , فانّه الحقّ الغنىّ بذاته والحىّ المطلق الأزليّ الأبديّ , ثمّ ما يكون مظهرا لصفاته وفانيا في عظمة جلاله , ومنسلخا عن أنانيّته ومنقطعا عمّا سوى ربّه , ووجها له وخليفة عنه في خلقه , وحجّة فيما بينه وبينهم.
فكلّ شيء له وجهة خلاف وجه اللّٰه عزّ وجلّ : فهو يتبدّد نظمه ويختلّ حياته وتزول خصوصيّاته الشخصيّة المادّية والجسمانيّة.
___________________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ هـ
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ
- التهذيب = تهذيب اللغة للأزهري ، 15 مجلّداً ، طبع مصر ، 1966م .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|