الاستخدامات الطبية للنشاط الإشعاعي

لقد كان استخدام الإشعاع الصدر من الراديوم ونواتج اضمحلاله، في علاج السرطان، من اوائل التطبيقات المبكرة للنشاط الإشعاعي. وقد حدث تطور هائل منذ ذلك الحين، على طرق العلاج بالإشعاع وذلك بسبب إنتاج العديد من المواد المشعة الجديدة بفضل وجود المفاعلات النووية والمعجلات النووية.

ويعتبر الكوبالت ⁶⁰Co من هم النظائر المتاحة للبحوث العلمية والتطبيقات التكنولوجية. ولهذا النظير عمر نصف مقداره 5.27 yr وهو مصدر قوى لأشعة جاما التي تصل طاقتها إلى 1.2 MeV تقريباً. وإشعاع جاما شديد النفاذية ويستخدم لقتل الخلايا السرطانية التي توجد على عمق داخل جسم الإنسان.

كما يستخدم إشعاع اليود ¹³¹I لعلاج سرطان الغدة الدرقية. وعمر النصف لهذا النظير 8 أيام. وعندما نتناول طعاماً يحتوي على اليود فإن كثيراً من اليود يتمركز في الغدة الدرقية؛ ولذلك يتم حمل اليود 131 الموجود في الطعام مباشرة إلى تلك البقعة من الجسم حيث يكون إشعاعه مطلوباً لعلاج سرطان الغدة الدرقية. على أن هذا ليس سوى حالة واحدة يتم فيها نقل النظير المشع إلى نقطة محددة داخل الجسم حتى يتسنى وصول إشعاع موضعي ذي كفاءة عالية.

وتستخدم النظائر المشعة أحياناً كعناصر أقتفاء حتى يتسنى تتبع مسار المواد الكيميائية الداخلية إلى الجسم. فلو أننا لم نكن بالفعل نعرف أن اليود يتركز في الغدة الدرقية، مثلاً، فإن بمقدورنا التأكد من ذلك بملاحظة موقع النشاط الإشعاعي داخل الجسم بعد ابتلاع اليود 131. ويستخدم علماء الحياة تقنيات مشابهة للتعرف على كيفية استفادة النيات من الكيماويات المختلفة.

يوضح الشكل 1)) استخداماً آخر طيباً للنشاط الإشعاعي. لقد تناول المريض الموضح بالشكل النظير جادولينيوم 67 وذلك بحقنة في مدر الدم. ويستقر هذا النظير عادة في أنواع معينة من الأنسجة السرطانية. وكما هو مشاهد في الشكل، فإن النشاط الإشعاعي(وهو ممثل بالمناطق المظللة) قد تركز في النسيج الليمفاوي للحلق والعنق وهذا ما يهيئ دليلاً قوياً على موقع السرطان عند هذا المريض.