أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-9-2018
2265
التاريخ: 11-1-2016
2071
التاريخ: 17-11-2020
2129
التاريخ: 12-1-2016
2330
|
هناك جملة من الأمور التي تتعرض لها الام في حياتها فتشقى هي ، ويشقى طفلها، لذا يجب قدر الامكان دفع تلك الامور والتأثيرات عنها لتسعد ويسعد طفلها . منها:
1ـ (تُحدث الانباء السيئة تقلصاً في الاوردة الجوفاء او انيميا القلب، والموت المفاجئ في اشخاص معينين، كما ان الحالات العاطفية تؤثر في الغدد كلها، وذلك بزيادة دورتها او نقصها... انها تنبه او توقف الافرازات او تحدث تعديلاً في تركيبها الكيميائي... فقد برهن (جولترين) على ان الصدمة الادبية قد تحدث تغييرات ملحوظة في الدم..)(1).
2- ان الأمراض النفسية والانحرافات الخلقية والصفات الرذيلة لها تأثير مباشر وخطير على صحة الحامل وسلامة جنينها وربما يشتد اثرها فتؤدي إلى الجنون، وطبيعي ان للأمراض الروحية والانحرافات النفسية مظاهر يظهر اثرها على روح المريض كالاضطراب والحيرة والقلق والاستيحاش والجمود واليأس والخوف.
3- العيش في الوهم والخيال ورسم الآمال الطوال والميول المفرطة ربما يؤدي في بعض الاحيان إلى الجنون او الموت المفاجئ فينبغي الابتعاد عن ذلك وعيش الحياة الواقعية.
وما اكثر الذين انتحروا لعدم تحقق امنياتهم الخيالية او قتلوا حتف آمالهم غير الناضجة فما اجمل ما قاله امير المؤمنين علي (عليه السلام) بهذا الصدد:
(مَنْ جرى في عنان أمله عثر بأجله)(2).
4ـ مما لا شك فيه، ان للأخلاق السيئة انعكاسات خطيرة على جسد صاحبها فتجعله هزيلاً مريضاً وقد اكد العلماء : ( ان هناك بعض العادات التي تقلل من القدرة على الحياة كالأنانية والحسد والتعود على الانتقاد في كل شيء، واحتقار الآخرين وعدم الاطمئنان بهم، لان هذه العادات النفسية السلبية تؤثر على الجهاز السمبثاوي الكبير والغدد الداخلية وبإمكانها ان تؤدي إلى اخلالات عملية وعضوية ايضا).
ومن هنا ندرك كم هو عظيم وجميل ما قاله الأمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام).
(الحسود أبداً عليل)(3). و(الحسد ينفي الجسد)(4).
وكم هو جميل ايضا ما قاله الامام الرضا (عليه السلام) للحسين بن بشار الواسطي عندما خطب احد اقاربه ابنته وفي خلقه سوء .قال (عليه السلام) (لا تزوجه ان كان سيء الخلق)(5).
5- كما ان الحالات الجسدية والنفسية للام تؤثر على الطفل، كذلك اخلاق الأم نفسها فإنها تؤثر في روح الطفل وجسده وربما يتأثر اكثر من امه كما يقول الاطباء ذلك لذا فان الصفات الرذيلة للام كالهموم والغموم والغضب والاضطراب والتشاؤم والحقد والحسد ... وغيرها تؤثر تأثيراً سلبيا وخطيرا على حياة الطفل وسلامته العقلية والجسدية والنفسية.
وكذلك الصفات الحميدة للام: كالإيمان والتقوى وطهارة القلب، والتفاؤل والصفاء والحنان والحب والمروءة والانسانية وراحة البال، والاطمئنان ، والشجاعة والشهامة والنبل والاحسان كلها صفات جيدة تؤثر اثرها الايجابي والحسن في روحية الطفل وجسده وسلامة عقله ونفسه وسلوكه.
اذن فهذه الصفات جميعها سواء كانت سيئة ام حسنة لابد وان تترك اثارها الفاعلة في الطفل
وتبني اساس سعادته او شقائه وهو في بطن امه، وعلى ضوء سعادته او شقائه تتحقق سعادة امه
او شقائها ولهذا نجد الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) يصرح : ( الشقي شقي في بطن امه والسعيد سعيد في بطن امه)(6).
ولكن لا نغفل دور التربية والمحيط والاصدقاء بعد ذلك في التغيير والتبديل ولهذا يقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله): ( السعيد قد يشقى والشقي قد يسعد)(7).
وقال الإمام علي (عليه السلام) ( السعيد من وعظ بغيره والشقي من انخدع لهواه وغروره)(8).
وقطعاً ان السعادة لا تحصل للإنسان الا من مجموعة عوامل وراثية وتربوية وكذلك الشقاء. وفي هذا يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : ( والعجب لغفلة الحساد عن سلامة الاجساد)(9).
وقال (عليه السلام)
(ان حقيقة السعادة ان يختتم للمرء عمله بالسعادة وان حقيقة الشقاء ان يختتم للمرء عمله بالشقاء) (10).
6- تأثير العوامل الطبيعية : هناك عوامل عديدة في الطبيعة تؤثر على صحة الحامل ، وبالتالي يتأثر جنينها ومن هذه العوامل الطبيعية المؤثرة : الزلزال، والطوفان ومقابلة قرص الشمس وغير ذلك قد نبه الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) والائمة الطاهرون (عليه السلام) على ذلك وحذروا منها.
7- الامراض الوراثية لقد اثبت العلم الحديث ان هناك امراضا كثيرة تنتقل بالوراثة إلى الطفل وان 26% من هذه الامراض يرثها الطفل من أمه، وعلى هذا الأساس اهتم الإسلام باختيار المرأة السليمة الصالحة المؤمنة والزواج منها ، لان شقاءها يؤدي بالنتيجة إلى شقاء طفلها، فالامتناع من التزوج من النساء البذيئات وغير السليمات عمل حكيم وصحيح ومنطقي، لكي يتحقق الأمل بالحصول على ولد شريف وطاهر القلب والنفس وسليم الجسم.
جاء في كتاب : (الطفل بين الوراثة والتربية) نقلا عن صحيفة : اطلاعات الايرانية عدد (10355) ما نصه:
( لقد اثبت اطباء الامراض النفسية : ان من بين الاطفال المصابين بتلك الامراض يوجد 26% منهم ورثوها من امهاتهم، اذ لو كانت الام ذات جهاز عصبي سالم، فان الطفل يكون سالماً ايضا، فلو كانت تفكر الام في صحة طفلها وسلامة جهازه العقلي فلا بد وان تفكر في سلامة نفسها قبل ان تولده).
إذن، من المهم جدا ان تكون الام سليمة البدن والروح والاجهزة والاعضاء وطاهرة القلب، حسنة الصفات، لكي يكون الطفل سليماً سوياً معافى.
8- القوانين الكونية : إن السنن الالهية أو القوانين الكونية هي قوانين الهية متقنة وقوية جدا تحكم الكون، واوجدت نظامه العظيم المدهش في الكائنات، واخضعت العالم لحكمها والكل منقاد لها ومطيع.
وهذه القوانين المحكمة والحكيمة ثابتة وغير خاضعة للتغيير والتبديل، كما نطق القرآن الكريم بذلك. قال تبارك وتعالى: {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}[فاطر: 43].
وبما ان الانسان هو جزء من هذا الكون فعلية ان يخضع لقوانينه التي ترافقه في كل مرحلة من مراحل حياته، من النطفة حتى الممات وأي تخلف او عصيان منه لأوامر هذه القوانين يجد العقاب المساوي لذلك العصيان.
فالإنسان المدرك والعاقل الذي يريد السعادة يعمل على التوفيق بين ميوله ورغباته وبين السنن
الالهية ولا يطلق لرغباته العنان في هذه الحياة، والا سيصطدم بقوانين الخلقة ويلاقي حتفه، (لان الله سبحانه يجري الأمور على ما يقتضيه لا على ما نرتضيه)، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام)(11) (لذا يجب على الانسان رجلا وامرأة ــ اذا ارادوا اطفالا اسوياء سعداء ان يراعوا جميع القوانين التكوينية الإلهية من الجانبين : المادي والروحي على حد سواء أي يطيعوا الله تبارك وتعالى، ويلتزموا بأوامره ويبتعدوا عن نواهيه ومعصيته).
_____________________________________________________
1- الإنسان ذلك المجهول: ض116 ترجمة عادل شفيق.
2- سفينة البحار: مادة (أمل)، ص30.
3- غرر الحكم ودرر الكلم : ص23.
4- المصدر السابق: ص22 .
5- وسائل الشيعة: ج5 ص10.
6- بحار الانوار : ج3، ض43.
7- تفسير روح البيان: ج1، ص104.
8- نهج البلاغة: ج1 ص149.
9- سفينة البحار: ص251، مادة: حسد.
10- معاني الأخبار: ص345.
11- غرر الحكم ودرر الكلم: ص219.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|