أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-1-2016
8135
التاريخ: 20-10-2014
2862
التاريخ: 20-10-2014
2621
التاريخ: 22-11-2015
2887
|
مصبا- نفخ في النار نفخا من باب قتل ، والمنفخ والمنفاخ : ما ينفخ به ، ونفخ في الزق ، ونفخه فانتفخ.
مقا- نفخ : أصل صحيح يدلّ على انتفاخ وعلوّ. منه انتفخ الشيء انتفاخا ، ويقال : انتفخ النهار : علا. ونفخة الربيع : إعشابه ، لأنّ الأرض تربو فيه وتنتفخ. والمنفوخ : الرجل السمين ، والنفخاء من الأرض مثل النبخاء.
لسا- النفخ : معروف. ابن سيّده : نفخ بفمه ينفخ : إذا أخرج منه الريح ، يكون ذلك في الاستراحة والمعالجة ونحوهما. والمنفاخ : كير الحدّاد ، والّذي ينفخ به في النار وغيرها. ونفخه الطعام ينفخه فانتفخ : ملأه فانتفخ. يقال : أجد نفخة ونفخة ونفخة ، إذا انتفخ بطنه.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو إيراد ريح أو نظيره مادّيّا أو معنويّا في شيء ، بالفم أو بغيره.
ومن مصاديقه : نفخ الهواء في النار بفم او بمنفاخ. ونفخ في الزقّ للحدّادين. وانتفاخ هواء وماء في النباتات الربيعيّة. ونفخ الهواء بالفم في الطعام للتبريد. وحصول انتفاخ في البطن. ونفخ الروح من اللّه تعالى في الجسم نفخا روحانيّا.
وأمّا الفرق بين المادّة وبين موادّ- النفح ، والنفث ، والهبّ ، والبزق ، والنسم ، والتفل :
فالنفح : إخراج هواء لطيف مادّيّا أو معنويّا وتوجيهه الى شيء.
والنفخ : أغلظ منه وأشدّ ، فانّ الخاء من حروف الاستعلاء.
والنفث : فيه إخراج شيء قليل من الريق أيضا ، فانّ الثاء من حروف النفث وتلازم خروج شيء من المخرج حين التلفّظ بها.
وفي التفل والبزق والبصق : يلاحظ النظر الى ريق الفم.
والهبوب : يلاحظ فيه التحرّك والجريان من حيث هو.
فالنفخ المادّيّ : كما في :
{فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ } [آل عمران : 49]. {فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي} [المائدة : 110] هذا نفخ ظاهريّ مادّيّ بالفمّ وفيه جهة من النفخة الروحانيّة وتوجّه إلهىّ.
والنفخ المادّيّ الصرف : كما في :
{حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا} [الكهف : 96] فالنظر الى مجرّد النفخ بالفم الى أن يصير نارا مشتعلا ، أو بوسيلة مادّيّة اخرى كالزقّ.
والنفخ الروحانيّ الإلهيّ : كما في :
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر: 29]. {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا} [الأنبياء : 91] سبق في الروح : إنّه اسم مصدر متحصّل من الروح بالفتح وهو جريان أمر لطيف. وروح اللّه عزّ وجلّ عبارة عن نور الحقّ المتجلّي وظهور الفيض الإلهيّ.
وإضافته اليه تعالى للتشريف ولشدّة الارتباط ولكمال الخلوص والاصطفاء والاختصاص له تعالى.
والنفخ في عالم الآخرة : كما في :
{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ } [المؤمنون : 101]. {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ} [يس : 51] . {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر : 68]. {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ } [الزمر : 68] سبقت في الصور : مباحث وامور تتعلّق بهذا المورد ، فراجعها.
ونقول : إنّ من آثار النفخ حصول الارتفاع والعلوّ وظهور ما في الكمون والبطون وفعليّة ما في الاستعداد وانكشاف الحقائق المنطوية في الصور البرزخيّة الساذجة ، حتّى تستعدّ الأفراد للبعث.
وكما أنّ الصور البرزخيّة الساذجة الخالصة تتحصّل بالتنزّه عن الشوائب المادّيّة والموادّ الطبيعيّة المتكاثفة ، وتكون هذه الصور خلاصة ما في الموجودات والأكوان الخلقيّة ، ومظاهر ما فيها من الصفات والأعمال ، ومجالي ما انطوت فيها من الأفكار والاعتقادات الباطنيّة : فهي كالبذور المتحصّلة من النباتات ، فإذا انتفخت بشرب الماء والرطوبة الترابيّة : ظهر ما في بطونها من الاستعداد المخصوص.
وهذا إجمال ما يمكن لنا أن نبحث في ذلك المقام.
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء : 85] وتدلّ الآيات الكريمة كما في آية 39/ 68 : على أنّ النفخ مرّتان.
الأوّل - للتنبّه والتهيّؤ وتحقّق الاستعداد وتحصّل الاقتضاء. والثانيّ لحصول الفعليّة والورود في عالم البعث.
__________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
بـ3 خطوات بسيطة.. كيف تحقق الجسم المثالي؟
|
|
|
|
|
دماغك يكشف أسرارك..علماء يتنبأون بمفاجآتك قبل أن تشعر بها!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|