أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-01
499
التاريخ: 2024-04-15
1222
التاريخ: 23-3-2021
2558
التاريخ: 18-11-2021
1743
|
سواء منها ما يتعلق بالواجبات والمحرمات أم المستحبات والمكروهات , فإن الله تعالى عندما وضع حقوقا للأولاد وضعها لعلمه بحاجتهم إليها وعدم صلاح حالهم إلا بها , ولا يتم بناء شخصيتهم السوية إلا من خلالها حتى في حالة الحمل والمرحلة الجينية فكلما قصّر الوالدان في حق من حقوق أولادهم كان ذلك سببا لنقص في كمال تربية وتهذيب الولد .
فمثلا إذا قصر الأب في تسمية ولده ووضع له اسما غريبا أو منفرا فإن الولد عندما يكبر ويسمع اسمه من رفقائه أو يسمع ويرى تهتكهم وسخريتهم من اسمه سوف يتأثر نفسيا بل قد ينعزل عن أقرانه ويؤدي ذلك الى عقدة نفسية , وقد وجدنا الكثير من الأولاد بعد كبرهم قد غيروا أسماءهم لذا على الآباء والأمهات التعرف على الحقوق الشرعية والاجتماعية للأولاد لكي لا يكونوا سببا لفسادهم أو سوء حالهم , والإمام زين العابدين (عليه السلام) يبين لنا في ((رسالة الحقوق)) الحقوق المتوجبة للولد , وهذه الرسالة المباركة هي نداءات الإسلام بحقوق الإنسان قبل أن تفتح حضارة الإنسان المادية عينيها على ما يسمى بالحقوق , ولكن للأسف نتيجة تخاذل المجتمع الإسلامي وهجرانه لقيمه , جاءت المنظمات الإنسانية في العالم لتعلمنا معنى حقوق الإنسان وصنّفتنا في العالم الثالث الذي ينتظر لقمة أكله ودستور بلاده ومناهج التعليم من الدول الصناعية الكبرى , إنها الفضيحة والطامة الكبرى لمجتمع يعيش على هامش التاريخ وكل الطاقات والموارد وأعظم الدساتير ((القرآن الكريم)) هو بين يديه! .
ـ حق الأولاد في رسالة الحقوق :
قال الإمام زين العابدين (عليه السلام) في رسالة الحقوق : وأما حق ولدك فأن تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره , وأنك مسؤول عما وليته به من حسن الأدب والدلالة على ربه عز وجل والمعونة له على طاعته (فيك وفي نفسه , فمثاب على ذلك ومعاقب) فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الإحسان إليه معاقب على الإساءة إليه , (المتزين بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا المعذر الى ربه فيما بينك وبينه بحسن القيام عليه والأخذ له منه ولا قوة الى بالله تعالى) (1) (2) .
فإذا أدرك الآباء أن الأبناء بخيرهم وشرهم منسوبون إليهم يدركون أهمية تأديبهم وتعليمهم وتهذيبهم, وحين معاشرتهم , التلطف بهم , وتسميتهم بأحسن الأسماء وإسكانهم وإطعامهم بما يليق مع كرامة الإنسان .
فحسن أدب الولد وطيب مولده يرجع بالخير على والديه في الدنيا بمدح وثناء الناس له واتخاذه قدوة , وفي الآخرة بالقرب من الباري عز وجل .
وفي المقابل سوء أدب وأخلاق الأولاد وخبث سريرتهم وقبح أسمائهم ومعشرهم يعود على الآباء بالشر في الدنيا بذم الناس , والعقاب في الآخرة على التهاون في حقوق الأبناء .
وورد في الروايات ما يشير الى جملة من الحقوق (3) :
1ـ أن يحسن الوالدان تسمية الأولاد , وخير الأسماء ما حُمِّد وعُبِّد وكذا التسمية باسم رسول الله (صلى الله عليه واله) , وأسماء أهل بيته (عليهم السلام) .
2- أن يعلم الوالدان الأولاد القراءة والكتابة .
3- أن يعلمانهم قراءة القرآن , والصلاة , وبقية العبادات .
4- أن يضعه موضعا مناسبا سواء من جهة المسكن , أو المعيشة , أو التعلم فيضعه في البيت المناسب , وفي المدرسة المناسبة .
5- أن يعلمه السباحة , وركوب الخيل والرماية , وفنون الحرب , وأساليب التجارة والصناعة , والزراعة , ونحو ذلك مما يحتاجه الولد في حياته الاجتماعية واليومية .
قال رسول الله (صلى الله عليه اله) : ((علموا أولادكم السباحة والرماية)) (4) .
قال الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) : ((تستحب غرامة الصبي في صغره ليكون حليما في كبره)) (5) .
والصحة البدنية لها تأثير واضح على الصحة النفسية كما هو مشهور عند علماء النفس والتربية (6) .
وما ورد في الروايات في خصوص السباحة , وركوب الخيل , ليس علو وجه الحصر من بين الطرق الرياضية والياقة البدنية , بل ورود النص بهما , أما لأهميتهما في ذلك المجمع , أو لعدم الاحتياج الى غيرهما في العصر الأول , فيكونان ككناية عن كل ما يحتاجه الولد لبناء لياقاته .
6- أن يطهره من الأدناس المادية والمعنوية , فلا بد من المحافظة على نظافة الولد وطهارته , وعلى أخلاقه فلا يشجعه على الكلام البذيء ولا يطعمه الطعام الحرام والنجس .
7- أن يؤدبه ويربيه على طاعة الله وطاعة والديه , واحترام الناس وحب أهل البيت ومودتهم (عليهم السلام) .
8- ان يزوجه إذا بلغ , ويحسن له في الاختيار ويرشده الى كيفية التعامل مع زوجته ويشجعه على بناء أسرة ملتزمة هادفة .
9- أن يحسن معاشرته ويرحمه ولا يشق عليه كما تقدم .
10- أن يفي لهم بما يعدهم به .
وهذه الحقوق مستفادة من مجموع روايات عن أهل البيت (عليهم السلام) .
منها ما روي عن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال : جاء رجل الى النبي (صلى الله عليه واله) فقال : يا رسول الله ما حق ابني هذا ؟
قال (صلى الله عليه واله) تحسن اسمه وأدبه , ضعه موضعا مناسبا (7) .
قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ((... ومن علمه القرآن دعي بالأبوين فكسيا حلتين تضيء من نورهما وجوه أهل الجنة)) (8) .
وعن السكوني قال : دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) , وأنا مغموم مكروب , فقال لي : يا سكوني مِمَ غمّك ؟
قلت : ولدت لي ابنة .
فقال (عليه السلام) : يا سكوني على الأرض ثقلها وعلى الله رزقها , تعيش في غير أجلك , وتأكل من غير رزقك , فسرى والله عني {الغم ثم} قال لي : ما سميتها ؟
قلت : فاطمة .
قال (عليه السلام) : آه آه , ثم وضع يده على جبهته فقال (عليه السلام) : (( قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : حق الولد على والده إذا كان ذكرا أن يستفره أمه (9) ويستحسن اسمه ويعلمه الكتاب وطهره ويعلمه السباحة . وإذا كانت انثى ان يستفره أمها ويحسن اسمها ويعلمها سورة النور , ولا يعلمها سورة يوسف , ولا ينزلها الغرف (10) ويعجل سراحها الى بيت زوجها .
أما إذا سميتها فاطمة فلا تسبها ولا تلعنها ولا تضربها)) (11) .
وفي رواية : ((تحسن اسمه وأدبه , ضعه موضعا حسنا)) (12) .
وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ((أحبوا الصبيان وارحموهم وإذا وعدتموهم شيئا ففوا لهم فإنهم لا يدرون إلا أنكم ترزقونهم)) (13) .
___________
1ـ ما بين معكوفين من نسخة أخرى .
2- تحف العقول : 263- 189 .
3- انظر الكافي : 6/48 ح1 وما بعده .
4- الكافي 47:6 ح4 باب تأديب الولد .
5- الكافي 51:6 ح2 من كتاب العقيقة , والغرامة ما يلزم أداؤه كما في مجمع البحرين .
6- علم النفس , لجميل صليبا : 383 .
7- الكافي : 6/48 ح1 .
8- الكافي 49:6 ح1 باب بر الأولاد .
9- يستفر أمه : أي يستحسن اختيارها كما المستفاد من مجمع البحرين .
10- وهي الأماكن والشوارع التي يخاف على عرض البنات منها .
11- فروع الكافي : 6/49 , باب حق الأولاد .
12- فروع الكافي : 6/49 , والبحار : 74/80 .
13- الكافي : 6/49 ,ح3 , ومكارم الأخلاق : 205 , الفصل السادس في الأولاد وما يتعلق بهم , في فضل الأولاد.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يقيم الحفل الختامي لمسابقة حفظ قصار السور للناشئة في أفريقيا
|
|
|