أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-24
952
التاريخ: 21-4-2016
2553
التاريخ: 23-3-2018
2267
التاريخ: 18/10/2022
1429
|
إن موت الاب صدمة مؤلمة للطفل، وفي الوقت نفسه هو سبب للكثير من الاخطاء والانحرافات ، وظهور الاخطار المختلفة، وربما شعر بعض الاطفال – وبالرغم من كل القلق والحزن الذي يلفهم – بسبب ذلك احياناً بالسعادة والسرور لتخلصه من القيود والمراقبة، وتمكنه من التصرف والانتخاب بحرية اكبر.
اين يصدق هذا الامر؟
يصدق هذا اكثر ما يصدق:
اولاً:ـ عند الاطفال الذين اقتربوا من نهاية مرحلة الطفولة وبداية مرحلة الشباب والبلوغ.
ثانياً:ـ عند اولئك الذين عاشوا في كنف اب متشدد ودائم المراقبة والإشراف والذين يشعرون بأنهم مكبلون بقيود الاب وسلاسله.
ثالثاً:ـ عند اولئك الذين يفتقدون الى ام قوية وحازمة تهتم بهم وتشرف عليهم، وفي النتيجة تداهمه افكار خطيرة مسببة له متاعب ومصاعب جمة.
من اهم الآثار والعوارض المرضية والمقلقة التي تظهر على مثل هؤلاء الاطفال هو حب الاستقلالية والحرية، وهذا الشعور يسلب منه الإحساس بضرورة تنظيم الدخل ورعاية مقررات الاسرة، وربما ادى به الى التشرد والفرار للخلاص من المساءلات الشديدة والاوامر والنواهي.
ـ السعي للاستقلال والحرية :
بعد موت الاب تبدأ المحاولات للوصول الى الاستقلال والحرية، ويسعى الطفل للوقوف على قدميه والاعتماد على نفسه ليتخلص من قسوة الوصاية والاسر (بحسب عقيدته الشخصية) ويسعى في هذه الازمة الى إعادة ترتيب اوراقه من جديد، واختيار مكان آخر له.
إن انشغال افراد العائلة الباقين واستغراقهم في الإعداد للمراسم (مراسم الدفن ومجلس العزاء وقراءة الفاتحة والتجليل) والسعي الى ترميم الحياة الجديدة سيقوي هذا الشعور عند الطفل، وسيأخذ شكلاً آخر له، واحياناً من الممكن ان يكون لأحد الاقارب المنحرفين يد في ذلك، فيهدف من خلال وسوساته لإبعاد الطفل عن دائرة نظام اسرته وعائلته.
وبناءً على ذلك نرى ان الطفل يشرع بخطواته الاولية الناتجة عن تفكيره الشخصي، او عن إيحاء الآخرين له، بمعنى انه يريد امتحان امه واقاربه بسلوكه الجديد هذا، ليراقب ردود افعالهم، وعندما يلحظ بأن تجاربه تكللت بالنجاح يشرع بالقيام بأعمال اخرى.
ـ اشكال هذا الطلب :
يظهر طلب الاستقلال والحرية المطلقة عند الاطفال بأشكال مختلفة والخطوات الاولية في ذلك هي عدم الالتزام بالمقررات والضوابط الاسرية التي قضى سنوات عمره في ظلها عاش وتربى في كنفها، فإن وفق في هذه الخطوة سيشرع بالتالية، وفي الخطوة التالية يظهر عناداً وعدم إطاعة للأوامر، فيسعى الى تحقيق رغباته بعيداً عن سيطرة الآخرين ونظارتهم وإشرافهم، ودون الالتفات الى الام وبقية المربين. وهكذا تصبح وجوه هؤلاء الذين كانوا حتى الأمس افراداً مطيعين ومنضبطين، - بسبب موت الاب – عابسة وكالحة ومكفهرة، ويغدون عاصين وغير ملتفتين الى الامر والنهي، وفي احيان اخرى يأخذهم الغرور والاستعلاء من خلال رفض النصائح والاوامر، وتجاهل اوامر الام القاطعة وعدم إعارتها اهتماماً ولا اذناً صاغية.
ومن الممكن احياناً ان يطلقوا التهديدات المختلفة (التهديدات بإيذاء النفس و.. الخ) واحياناً اخرى ربما حلت بهم حالة عدائية وهجومية ضد الآخرين، وصدر منهم كلام ذميم قبيح نابع من الغضب، وفي تلك الحالة علينا التعجيل بمساعدتهم، ومعالجتهم لأن خطراً قريب الوقوع تلوح علائمه في الافق.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|