قيل: إن قبل نزول آية صلاة الخوف كان النبي صلى الله عليه وآله، يؤخر الصلاة إلى أن يحصل الامن ثم يقضيها، لان الشرع كان كذلك، ثم نسخ إلى صلاة الخوف، ولهذا أخر النبي صلى الله عليه وآله (أربع صلوات) يوم الخندق(1).والاصل في صلاة الخوف: الكتاب والسنة والاجماع: قال الله تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ } [النساء: 102] وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله، صلى ذات يوم الرقاع صلاة الخوف(2).وسميت ذات الرقاع، لان فيه جبلا ألوانه مختلفة بعضه أحمر، وبعضه أسود، وبعضه أصفر. وقال أبو موسى الاشعري: موضع مر به ثمانية نفر حفاة، فتنقبت أرجلهم(3)، وتساقطت أظفارهم، فكانوا يلفون عليها الخرق، فسميت لذلك ذات الرقاع(4).وصلى عليه السلام، يوم عسفان ببطن النخل صلاة الخوف(5).

____________

(1) المغني 2: 251، الشرح الكبير 2: 127، الاعتبار في الناسخ والمنسوخ: 118 - 120.

(2) صحيح البخاري 5: 145، صحيح مسلم 1: 575 / 842، سنن النسائي 3: 171، سنن أبي داود 2: 3 / 1238، مسند أحمد 5: 370، موطأ مالك 1: 183 / 1.

(3) أي: رقت جلودها: النهاية لابن الاثير 5: 102.

(4) صحيح البخاري 5: 145، معجم البلدان 3: 56.

(5) مسند أحمد 4: 59 و 60، سنن الترمذي 5: 243 / 3035، مسند الطيالسي: 192 / 1347، سنن البيهقي 3: 257 بتفاوت.