لو أخبره غيره بأنّ الفجر لم يطلع‌ ، فقلّده وترك المراعاة مع قدرته عليها ، ثم فعل المفطر وكان الفجر طالعا ، وجب عليه القضاء خاصة ، لأنّه مفرّط بترك المراعاة ، فأفسد صومه ، ووجب القضاء ، والكفّارة ساقطة عنه ، لأنّه بناء على أصالة بقاء الليل وعلى صدق المخبر الذي هو الأصل في المسلم.

وسأل معاوية بن عمّار ،  الصادق عليه السلام  : آمر الجارية أن تنظر طلع الفجر أم لا ، فتقول : لم يطلع ، فآكل ثم أنظر فأجده قد طلع حين نظرت ، قال : « تتمّ يومك ⁽¹⁾ وتقضيه، أمّا انّك لو كنت أنت الذي نظرت ما كان عليك‌ قضاؤه » ⁽²⁾.

ولو أخبره غيره بطلوع الفجر فظنّ كذبه ، فتناول المفطر وكان الفجر طالعا ، وجب القضاء ، للتفريط بترك المراعاة مع القدرة ، ولا كفّارة عليه ، لعدم الإثم ، لأصالة بقاء الليل.

وسأل عيص بن القاسم ،  الصادق عليه السلام  ، عن رجل خرج في شهر رمضان وأصحابه يتسحّرون في بيت ، فنظر الى الفجر فناداهم ، فكفّ بعضهم ، وظنّ بعضهم أنّه يسخر فأكل ، قال : « يتمّ صومه ويقضي » ⁽³⁾.

ولا فرق بين أن يكون المخبر عدلا أو فاسقا ، للإطلاق.

ولو أخبره عدلان بطلوع الفجر فلم يكفّ ، ثم ظهر أنّه كان طالعا ، فالأقرب : وجوب القضاء والكفّارة ، لأنّ قولهما معتبر في نظر الشرع ، يجب العمل به ، فتترتّب عليه توابعه.

__________________

(1) في النسخ المعتمدة في التحقيق وفي الطبعة الحجرية : يومه. وما أثبتناه من الكافي والتهذيب‌

(2) الكافي 4 : 97 ـ 3 ، التهذيب 4 : 269 ـ 813 ، ونحوه في الفقيه 2 : 83 ـ 368‌

(3) الكافي 4 : 97 ـ 4 ، التهذيب 4 : 270 ـ 814 ، والفقيه 2 : 83 ـ 367.