أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-01
1089
التاريخ: 21-1-2016
3026
التاريخ: 21-1-2016
1869
التاريخ: 20-1-2016
3516
|
لقد ذلل الله للإنسان بعض الحيوانات , واعتاد الناس تربيتها من قديم ؛ لأنها تفيدهم في الغذاء والركوب عليها وتحمل أمتعتهم ولأنهم ينتفعون من جلودها وأصوافها وأشعارها ، ويسرون بالنظر إليها . قال الله تعالى :{وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}[النحل: 5- 9].
وامتن الله على الناس بأن سقاهم اللبن من ضروع الغنم والماعز والإبل والبقر. قال سبحانه :{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ}[النحل: 66].
كما امتن عليهم بأن جعل هذه الحيوانات خاضعة لأصحابها، ينتفعون منها على وجوه عديدة . قال تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ}[يس: 71 - 73].
{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ }[غافر: 79، 80].
{وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}[الأنعام: 142].
وعرف الناس فوائد العسل الذي تصنعه النحل ، وأصبحوا يربون النحل للحصول على العسل . والله هو الذي سخر النحل لهذا العمل .
{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[النحل: 68، 69].
واستطاع الناس تعليم بعض الكلاب والطيور الجارحة للاعتماد عليها في الصيد .
قال تعالى :{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}[المائدة: 4] .
كما استطاعوا تعليم بعض الكلاب بالاعتماد على حاسة الشم القوية التي تمتاز بها أن تتعقب المتهمين بالقتل أو السرقة ، أو تتبع الأثر للبحث عن المسروقات , واستطاعوا تعليم الحمام الزاجل واستخدامه في نقل الرسائل وبعض الأشياء الخفيفة .
وفي هذا العصر تمكن الإنسان من تربية الأسماك في الأحواض الكبيرة والبحيرات الصناعية وافتن في تربية الطيور التي تعطيه اللحم والبيض ، واعتني بتربية أنواع عديدة لما لها من الفائدة أو لما يجده فيها من المتعة . وتحديد الغاية من تربية الحيوان واختيار النوع المناسب لذلك امر أساسي , وقد يتوجب اختيار صنف معين لنوع من الحيوانات دون غيره ؛ فالذي يريد تربية العجول لذبحها يختار صنفا ينمو بسرعة ويكبر إلى حد لا تصل إليه أصناف أخرى , كما أن الذي يريد تربية أبقار للبنها يختار صنفا يدر اللبن بكميات كبيرة , وكذلك الذي يربي الدجاج للحصول على البيض يختار صنفا يختلف عن الصنف الذي يربي للحصول على اللحم .
وبالإضافة إلى إعداد المكان المناسب للحيوان وتقديم ما يحتاج إليه من العلف والماء بطريقة فنية نظيفة ومريحة , وبمقادير مدروسة , أصبح الإنسان يعتمد على الآلات لحلب الأبقار . وجمع البيض وحفظ الألبان ومشتقاتها وصناعة اللحوم ومعلباتها .
ولما كانت الحيوانات تمتاز عن النباتات بالحس والحركة , فمن الواجب على مربيها أن يحسن معاملتها لتستجيب له ولا تنفر منه , فالذي يعمد إلى فرس ليمسك بزمامها يعلم أنه إذا حمل بيده قبضة من العشب ومشى نحوه بهدوء وناداها برفق فإنها تقبل إليه ولكنها تهرب منه إذا جاء إليها راكضا , ولم يكن في يده شيء تأكله . والذي يريد تدريب مهر على الركوب فإن يبدأ بوضع شيء خفيف على ظهره , ثم يزيد في ثقله , وهو يسوسه ويطعمه ويمشي بجانبه , حتى يمكنه من أن يعلوا ظهره في الوقت المناسب .
وقد يتأثر الحيوان بالصوت الحسن والنغمات الموزونة أكثر من الضرب بالسياط . فالجمل مع بلادة طبعه يتأثر بالحداء تأثرا يستخف معه الأحمال الثقال, ويستصغر لقوة نشاطه في سماعه المسافات الطويلة وينبعث فيه من النشاط ما يسكره ويولهه ؛ فترى الجمال إذا طالت عليها البوادي , واعتراها الإعياء والكلال تحت المحامل والأحمال ، ما أن تسمع صوت الحادي حتى تمد أعناقها , وتصغي إليه ناصبة آذانها , وتسرع في سيرها حتى تتزعزع عليها أحمالها ومحاملها , وربما تتلف أنفسها من شدة السير ونقل الحمل وهي لا تشعر به لنشاطها .
وقد حكى أبو بكر محمد بن داود الدينوري قال : كنت بالبادية فوافيت قبيلة من قبائل العرب فأضافني رجل منهم , وأدخلني خباءه , فرأيت عبدا أسودا مقيدا بقيد ، ورأيت جمالا قد ماتت بين يدي البيت , وقد بقي منها جمل , وهو ناحل ذابل كأنه ينزع روحه , فقال لي الغلام : أنت ضيف ولك حق , فتشفع فيّ إلى مولاي , فإنه مكرم لضيفه , فلا يرد شفاعتك , فعساه يحل القيد عني .
قال: فلما أحضروا الطعام امتنعت وقلت , لا آكل مالم أشفع في هذا العبد .
فقا : إن هذا العبد قد أفقرني , وأهلك جميع مالي . فقلت : ماذا فعل ؟
فقال : إن له صوتا طيبا , وإني كنت أعيش من ظهور هذه الجمال , فحملها أحمالا ثقالا ، وكان يحدو بها حتى قطع مسيرة ثلاثة أيام في ليلة واحدة من طيب نغمه ، فلما حطت أحمالها ماتت كلها إلا هذا الجمل الواحد , ولكن أنت ضيفي فلكرامتك قد وهبته لك .
قال : فأحببت أن أسمع صوته , فلما أصبحنا أمرته أن يحدو على جمل يستقي الماء من بئر هناك , فلما رفع صوته هام ذلك الجمل وقطع حباله ووقعت أنا على وجهي , فما أظن أني سمعت قط صوتا أطيب منه .
وكانت الطيور تقف على رأس داود (عليه السلام) لاستماع صوته . قال تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ}[سبأ: 10] .
وتوصل العلماء إلى إسماع الأبقار نغمات معينة حين حلبها يجعلها تقف هادئة وتدر اللبن , كما توصلوا إلى إسماع الزرازير والحيوانات التي يرغبون في إبعادها عنهم أصواتا تجعلها تنفر وتبتعد ؛ فتجنبت أضرارها .
وبذلك تدخل في تربية الحيوان عوامل ليست في النبات .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|