ان من الممكن القول بأن الوظيفة الرئيسية للخريطة بشكل عام هي ذلك العرض البصري لرسالة ما غالباً ما تكون محددة ،وهذه الرسالة تحتوي في العادة على بعض العلاقات التي تطلب من قارئ الخريطة إدراكها.

والسؤال الآن : أين تبدأ هذه العلاقات ؟ وأين تنتهي ؟ وإذا حاولنا أن نجيب أين تبدأ نجد صعوبة بالغة ، فالقارئ للخريطة لا يستطيع أن يحدد نقطة البداية فكل النقط تصلح أن تكون بداية وأيضا ً كل الظاهرات والمواقع كذلك. ولكن على الرغم من أن البداية غير محددة بإطار الخريطة فالإطار هو خط القطع للحقائق الجغرافية على الخريطة ، وهذا يعنى أن لكل خريطة خطأ تنتهي عنده العلاقات المكانية بين ظاهرات الخريطة المختلفة ، وقد يأخذ هذا الإطار أشكالاً عديدة إلا أن له وظيفة واحدة ، فلو تتبعنا أشكال إطارات الخرائط قديماً وكذلك الخرائط التي رسمت من قبل بعض العلماء المسلمين نجدها مقطعا مستعرضا أقوب الى الشكل البيضاوي في خريطة صورة الأرض للبيروني المتوفي في سنة 440 هــ ــ انظر الشكل رقم (1) – ونجد الإطار الدائري واضحاً في صورة الأرض للقزويني ، انظر الشكل رقم (2).

وهذا عن الإطار ، اما شبكة الإحداثيات فنقول : إنه لتحديد أي نقطة على أي سطح ينبغي معرفة بعد هذه النقطة عن نقطة أخرى ثابتة على هذا السطح ، والمستخدم لأي خريطة يجد أنها مقسمة إلى أقسام بواسطة خطوط طولية وأخرى عرضية أي أنها مغطاة بمجموعة من المربعات أو المستطيلات يحمل كل منها أرقاماً تعنى تقاطع المحور الرأسي مع المحور الأفقي، وعلى مستوى خريطة العالم تعرف هذه الخطوط بخطوط الطول ودوائر العرض.

وقد جاء اتفاق العلماء على مصطلحي دوائر العرض وخطوط الطول في ضوء الاعتقاد الخاطئ بأن الأرض ذات سطح مستو منبسط يمكن التعرف على طوله وعرضه ، وعندما قيست أبعاد كوكب الأرض وعرضت خصائص اتفق على أن خطوط العرض عبارة عن دوائر كما أن خطوط الطول تعد أقواساًُ، وهما خطوط وهمية وضعت من قبل الفلكيين على ذلك الجسم الكروي لتبسيط وتسهيل خاصاً فقد كان لهذه الخطوط أهمية خاصة إذ بواسطتها يمكن تحديد أي مكان على خريطة العالم بدقة كبيرة.

وتعرف دائرة العرض بأنها المسافة المرتبطة بموضع أي مكان يقع شمال أو جنوب خط الاستواء وتقاس على خط يمر عبر هذا المكان ، ولدوائر العرض أهمية خاصة إذ تتعلق بالمناح ، كما ان لامتداد أي إقليم أو منطقة بر دوائر عرض كثيرة أثره في تنوع مناخ هذا الإقليم مما يكون له أثره في تنوع موارده الاقتصادية وتنوع حرف سكانه مما يجعله في النهاية ذا ثقل اقتصادي وسياسي.

وفي الواقع فإن قضية تأثير المناخ على المظاهر البشرية قضية كبيرة وتحتاج إلى دراسة خاصة توضح فيها كافة الجوانب ، ومع كل فالمناخ ذو أثر كبير على الصفات الفسيولوجية والخصائص الاجتماعية للسكان. وأما عن أقواس الطول Longiude .

فهي تصل بين نقطتي القطب الشمالي والجنوبي للأرض وتنسب هذه الخطوط في مواقعها إلى خط رئيسي يعرف بخط جرنتش الذي ينسب لمرصد جرنتش الملكي بلندن، ويعرف خط الطول بأنه المسافة المرتبطة بأي مكان يقع شرق أو غرب خط جرنتش ، هذا وتبرز أهمية خطوط الطول في معرفة الزمن او الوقت.

وغالباً ما يكون هناك استخدام جامع بين دوائر العرض وخطوط الطول ، إذ بواسطتها يمكن التعرف على الموقع الفلكي ، وهذا يحدد طبيعة النشاط الاقتصادي والقوة السياسية ، فالعديد من الحدود السياسية ترتبط بالحدود الفلكية وهي تلك الحدود التي اتفق عليها على موائد المؤتمرات.