أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-3-2016
3469
التاريخ: 10-4-2019
2852
التاريخ: 18-3-2016
3865
التاريخ: 28-7-2022
1720
|
عنى الإمام (عليه السّلام) بوعظ الناس وإرشادهم كما عنى أبوه من قَبله مستهدفين من ذلك تنمية القوى الخيّرة في النفوس وتوجيه الناس نحو الحقّ والخير وإبعادهم عن نزعات الشرّ من الاعتداء والغرور والطيش وغير ذلك ونعرض فيما يلي لبعض ما أثر عنه :
1 ـ قال (عليه السّلام) : اُوصيكم بتقوى الله واُحذّركم أيّامه وأرفع لكم أعلامه ؛ فكأن المخوف قد أقل بمهول وروده ونكير حلوله وبشع مذاقه فاغتلق مهجكم وحال بين العمل وبينكم فبادروا بصحة الأجسام ومدّة الأعمار كأنكم نبعات طوارقه فتنقلكم من ظهر الأرض إلى بطنها ومن علوّها إلى سفلها ومن اُنسها إلى وحشتها ومن روحها وضوئها إلى ظلمتها ومن سعتها إلى ضيقها ؛ حيث لا يُزار حميم ولا يُعاد سقيم ولا يُجاب صريخ أعاننا الله وإيّاكم على أهوال ذلك اليوم ونجّانا وإيّاكم من عقابه وأوجب لنا ولكم الجزيل من ثوابه ؛ عباد الله فلو كان ذلك قصر مرماكم ومدى مضعنكم كان حسب العامل شغلاً يستفرغ عليه أحزانه ويذهله عن دنياه ويكثر نصبه لطلب الخلاص منه فكيف وهو بعد ذلك مرتهن باكتسابه مستوقف على حسابه لا وزير له يمنعه ولا ظهير عنه يدفعه ويومئذ : {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} [الأنعام: 158] .
اُوصيكم بتقوى الله ؛ فإنّ الله قد ضمن لمَن اتّقاه أن يحوله عمّا يكره إلى ما يحب ويرزقه من حيث لا يحتسب فإيّاك أن تكون ممّن يخاف على العباد بذنوبهم ويأمن العقوبة من ذنبه ؛ فإنّ الله تبارك وتعالى لا يخدع عن جنّته ولا ينال ما عنده إلاّ بطاعته إن شاء الله .
وحفل هذا الكلام بما يقرّب الناس إلى الله وبما يبعدهم عن معاصيه ويجنّبهم عن دواعي الهوى ونزعات الشرور.
2 ـ كتب إليه رجل يطلب منه أن يعظه بحرفين أي يوجز القول فكتب (عليه السّلام) له : مَن حاول أمراً بمعصية الله تعالى كان أفوت لِما يرجو وأسرع لمجيء ما يحذر .
3 ـ قال (عليه السّلام) : عباد الله اتقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر ؛ فإنّ الدنيا لو بقيت لأحد أو بقي عليها أحد لكانت الأنبياء أحقّ بالبقاء وأولى بالرضاء وأرضى بالقضاء غير أنّ الله خلق الدنيا للبلاء وخلق أهلها للفناء ؛ فجديدها بال ونعيمها مضمحل وسرورها مكفهر والمنزلة بلغة والدار قلعة ؛ فتزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوى .
4 ـ كتب إليه رجل يسأله عن خير الدنيا والآخرة فأجابه (عليه السّلام) : أمّا بعد فإنّ مَن طلب رضى الله بسخط الناس كفاه الله اُمور الناس ومَن طلب رضى الناس بسخط الله وكّله الله إلى الناس والسّلام .
5 ـ قال (عليه السّلام) : إنّ جميع ما طلعت عليه الشمس في مشارق الأرض ومغاربها بحرها وبرّها سهلها وجبلها عند ولي من أولياء الله وأهل المعرفة بحق الله كفيء الظِلال .
وأضاف يقول : ألا حرٌّ يدع هذه اللماظة ـيعني الدنياـ لأهلها ليس لأنفسكم ثمّ إلاّ الجنّة فلا تبيعوها بغيرها ؛ فإنه مَن رضى الله بالدنيا فقد رضي بالخسيس.
6 ـ قال له رجل : كيف أصبحت يابن رسول الله؟ فقال (عليه السّلام) : أصبحت ولي ربّ فوقي والنار أمامي والموت يطلبني والحساب محدق بي وأنا مرتهن بعملي لا أجد ما أحب ولا أدفع ما أكره والاُمور بيد غيري فإن شاء عذّبني وإن شاء عفا عنّي فأيّ فقير أفقر منّي؟ .
7 ـ قال (عليه السّلام) : يابن آدم تفكّر وقل : أين ملوك الدنيا وأربابها الذين عمّروا خرابها واحتفروا أنهارها وغرسوا أشجارها ومدّنوا مدائنها؟ فارقوها وهم كارهون وورثها قوم آخرون ونحن بهم عمّا قليل لاحقون ؛ يابن آدم اذكر مصرعك وفي قبرك مضجعك بين يدي الله تشهد جوارحك عليك يوم تزول فيه الأقدام وتبلغ القلوب الحناجر وتبيّض وجوه وتبدو السرائر ويُوضع الميزان القسط ؛ يابن آدم اذكر مصارع آبائك وأبنائك كيف كانوا وحيث حلّوا وكأنّك عن قليل قد حللت محلّهم وصرت عبرة المعتبر ثمّ أنشد هذه الأبيات :
أين الملوكُ التي عن حفظها غفلتْ حتّى سقاها بكأسِ الموت ساقيها
تلك المدائنُ في الآفاق خاليةً عادت خراباً وذاق الموتُ بانيها
أموالنا لذوي الورّاث نجمعُها ودورنا لخراب الدهرِ نبنيها
هذه بعض ما أثر عنه من المواعظ الهادفة إلى صلاح النفوس وتهذيبها وإبعادها عن نزعات الهوى والشرور.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|