أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-22
998
التاريخ: 19-6-2016
2338
التاريخ: 2024-12-03
213
التاريخ: 2023-07-13
1181
|
لاشك أن العلوم الدينية التي يتداولها المسلمون اليوم انما يرجع تاريخ نشأتها إلى عصر البعثة النبوية ونزول القرآن الكريم.
لقد تداول الصحابة والتابعون هذه العلوم في القرن الأول الهجري بصورة غير منظمة بسب المنع الذي واجه تدوين العلم بكل فروعه ، وكانت طريقة التلقي والمدارسة هي الحفظ والأخذ الشفوي ، الا مدونات قليلة جدا في الفقه والتفسير والحديث.
وفي أوائل القرن الثاني الهجري عندما ارتفع المنع (1) بدأ المسلمون بتدوين الحديث أولا ، ثم وضعوا المؤلفات في بقية فروع العلم وأوجدوا الأنظمة الخاصة للتأليف والتصنيف فكانت نتيجة المساعي: فن الحديث ، وعلم الرجال والدراية وفن أصول الفقه ، وعلم الحديث ، وعلم الكلام ، وغيرها.
وحتى الفلسفة المنقولة من اليونانية إلى العربية في بداية أمرها والتي بقيت على شكلها اليوناني لفترة غير قصيرة ، فان البيئة أثرت فيها مادة وصورة وتحولت من شكلها البدائي إلى شكل يغايره كل المغايرة. وأحسن شاهد لذلك المسائل الفلسفية المتداولة بين المسلمين اليوم ، فانك لا ترى مسألة فلسفية في المعارف الالهية الا ويمكن أن تجد متنها وبراهينها وأدلتها لها في طيات الآيات القرآنية والأحاديث المروية.
ويمكن اعادة هذا القول في العلوم الأدبية أيضا ، فان أمثال الصرف والنحو والمعاني والبيان والبديع واللغة وفقهها والاشتقاق بالرغم من أنها تشمل اللغة العربية بصورة عامة ، الا أن الذي دفع الناس إلى مدارستها والبحث فيها والفحص عنها انما هو كلام الله المجيد الذي له الحلاوة والتلاوة وحسن الأسلوب في التعبير والاعجاز في الفصاحة والبلاغة ، فانجذبت اليه القلوب وكان السبب في السير وراء معرفة خصائصه والفحص عن الشواهد والنظائر له ومعرفة وجوه الفصاحة والبلاغة فيه والأسرار الكامنة تحت جمله وألفاظه ، وبالتالي لهذه العوامل وجدت العلوم اللسانية التي ذكرناها.
كان ابن عباس من كبار مفسري الصحابة ، وكان يستشهد في التفسير بالشعر العربي ، وكان يأمر بجمع الشعر وحفظه ويقول: الشعر ديوان العرب.
بمثل هذه العناية والاهتمام ضبط النثر العربي وشعره وبلغت الحالة إلى ان العالم الشيعي خليل بن احمد الفراهيدي البصري ألف في اللغة كتاب العين ووضع علم العروض لمعرفة الأوزان الشعرية. وهكذا وضع العلماء الآخرون في هذين العلمين أيضا المؤلفات القيمة.
وعلم التاريخ أيضا من مشتقات علم الحديث ، ففي أوله كان مجموعة من قصص الأنبياء والأمم ، وبدأ من سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم أضيف اليه تاريخ صدر الاسلام وفيما بعد أصبح بصورة تاريخ عام للعالم وكتب المؤرخون امثال الطبري والمسعودي واليعقوبي والواقدي ومؤلفاتهم التاريخية.
ويمكن القول بصراحة بأن القرآن هو الدافع الأول لاشتغال المسلمين بالعلوم العقلية من طبيعية ورياضية بشكل نقل من اللغات الأخرى في البداية ثم استقلال وابتكار في مسائلها.
ترجمت العلوم بتشجيع من الخلافة في ذلك اليوم من اليونانية والسريانية والهندية إلى العربية ، ثم وضعت في متناول أيدي المسلمين بمختلف جالياتهم ، وأخذت دائرة التحقيقات تتسع حتى أصبحت بشكل عميق ودقيق جدا.
ان مدينة الاسلام التي شملت قطعة عظيمة من المعمورة بعد رحلة الرسول وكان لها الحكم المطلق والتي امتدت حتى هذا اليوم الذي يعيش فيه اكثر من ستمائة مليون مسلم ، وهذه المدينة هي أثر واحد من آثار القرآن الكريم (مع العلم أننا نحن الشيعة نعارض دائما سياسة الخلفاء والملوك حيث تساهلوا في نشر التعاليم الدينية وتطبيق قوانين الاسلام تطبيقا كاملا ، مع هذا نعتقد أن ضرورة الاسلام المنتشر بهذا المقدار في ارجاء المعمورة انما هو اشراقة من اشراقات القرآن العظيم).
من الواضح البديهي أن هذا التحول العظيم الذي هو حلقة مهمة من حلقات حوادث العالم ، سيؤثر تأثيرا مباشرا في الحلقات المستقبلية. ومن هنا يأتي الاعتقاد بأن احدى علل التحول العلمي الهائل الذي نشاهده اليوم هي من تأثير القرآن الكريم.
_________________________
(1) ارتفع المنع بإجماع المؤرخين على يد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز بين سنتي 99 – 101هـ.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|