أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016
4723
التاريخ: 30-3-2016
3045
التاريخ: 30-3-2016
3153
التاريخ: 10-04-2015
3476
|
علم المختار أن عبد الملك أرسل جيشا مكثفا بقيادة الجلاد عبيد الله بن زياد لفتح الكوفة و عهد إليه أن يبيحها ثلاثة أيام لجنده كما فعل مثل ذلك يزيد ابن معاوية في مدينة النبي (صلى الله عليه واله) فانتدب المختار لمناجزته جيشا عقائديا قد أترعت نفوس الكثيرين منه بالولاء لآل النبي (صلى الله عليه واله) و بالعداء لبني أمية و كان عهد بقيادته إلى الزعيم الموهوب ابراهيم بن مالك الأشتر و كان جيش ابن زياد يفوق جيش المختار عدة و عددا إلا أنه كانت تنقصه الروح المعنوية و الإيمان بالحرب و قد التحم الجيشان في معركة رهيبة و قد كتب اللّه النصر لجند الإسلام و الإيمان فانهزم جيش الشام شر هزيمة و خسر خسائر فادحة في الأرواح و العتاد و قد حصد الزعيم ابراهيم بسيفه رأس الكفر و الضلال ابن مرجانة و قتل الحصين بن نمير كما قتل أكثر القادة العسكريين من أهل الشام و حمل رأس ابن مرجانة إلى المختار فسر بذلك سرورا بالغا و يقول المؤرخون: إن حية دخلت في فم رأس ابن مرجانة ثم خرجت من منخره و قد فعلت ذلك مرارا , و وجه المختار بالرأس الخبيث إلى الإمام علي بن الحسين و عهد إلى رسوله بأن يضع الرأس بين يدي الإمام وقت ما يوضع الطعام على الخوان بعد الفراغ من صلاة الظهر و جاء الرسول إلى باب الإمام و قد دخل الناس لتناول الطعام فرفع الرجل عقيرته و نادى: يا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مهبط الملائكة و منزل الوحي أنا رسول المختار بن أبي عبيدة و معي رأس عبيد الله بن زياد , و لم تبق علوية في دور بني هاشم إلا صرخت فقد تذكرت ما اقترفه ابن مرجانة من الجرائم تجاه حرائر النبوة و عقائل الوحي و لما رأى الإمام رأس الطاغية سجد للّه شكرا و قال: الحمد للّه الذي لم يمتنى حتى أنجز ما وعد و أدرك ثاري من عدوي و التفت الإمام إلى الحاضرين فقال لهم: سبحان اللّه!! ما اغتر بالدنيا إلا من ليس للّه في عنقه نعمة لقد أدخل رأس أبي عبد الله على ابن زياد و هو يتغدى .
و يقول المؤرخون: إن الإمام زين العابدين (عليه السلام) لم ير ضاحكا منذ أن استشهد أبوه إلا في اليوم الذي رأى فيه رأس ابن مرجانة و قد كانت له ابل تحمل إليه الفاكهة من الشام و في ذلك اليوم قدمت إليه فأمر (عليه السلام) بتوزيعها على أهالي المدينة لهذه المناسبة الخالدة.
لقد كان لمقتل الطاغية صدى فرح و استبشار في جميع الأوساط الإسلامية و لعنه الناس جميعا و قد هجاه الشعراء و سبوه و أظهروا الشماتة في قتله يقول يزيد بن المفرغ:
إن المنايا إذا ما زرن طاغية هتكن استار حجاب و أبواب
أقول: بعدا و سحقا عند مصرعه لابن الخبيثة و ابن الكودن الكابي
لا أنت زوحمت عن ملك فتمنعه و لا متتت إلى قوم بأسباب
لا من نزار و لا من جذم ذي يمن جلمود إذا القيت من بين الهاب
لا تقبل الأرض موتاهم و كيف تقبل رجسا بين أثواب
و يقول:
إن الذي عاش ختارا بذمته و مات عبدا قتيل اللّه بالزاب
و قال سراقة البارقي: يمدح ابراهيم الأشتر لقتله لهذا الرجس.
أتاكم غلام من عرانين مذحج جريء على الأعداء غير نكول
فيا بن زياد بؤ بأعظم هالك و ذق حد ماضي الشفرتين صقيل
جزى اللّه خيرا شرطة اللّه إنهم شفوا من عبيد الله أمس غليلي
و قال عمير بن الحباب السلمي يهجو الجيش الذي كان مع ابن زياد في هذه المعركة:
و ما كان جيش يجمع الخمر و الزنا محلا إذا لاقى العدو لينصرا
إن الجيش الذي خف معه كان مؤلفا من عصابة مجرمة لم تؤمن باللّه و لا باليوم الآخر و إنما انطلقت معه سعيا وراء مصالحها و أغراضها و على أي حال فقد أدخل المختار السرور على قلوب العلويين بقتله لهذا الطاغية الأثيم و غيره من الجناة الذين شاركوا في قتل سيد شباب أهل الجنة و لم يقتصر المختار على هذه المبرة الكبرى للعلويين و إنما كان يمدهم بالمال الجزيل فقد بعث بعشرين ألف دينار إلى الإمام زين العابدين فقبلها و بنى بها دور بني عقيل التي هدمتها بنو أمية و أوصل الإمام (عليه السلام) بمال كثير كما أوصل محمد بن الحنفية و سائر العلويين بأموال كثيرة.
لقد كان المختار من حسنات الدنيا و من مفاخر الأمة العربية و الإسلامية و من ابطال التاريخ فقد ثار للحق و تبنى القضايا المصيرية للأمة و قد شفى اللّه بثورته الخالدة قلوب المؤمنين فقد قضى على تلك الزمرة الخائنة و أذاقها وبال ما جنت أيديها و بهذا ينتهي بنا الحديث عن ثورة المختار.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|