الدورة الزراعية المتبعة لزراعة القطن

‏القطن محصول صيفي وزراعته تشغل الأرض مدة تزيد على ثلاثة أرباع السنة من حين الشروع في تحضير الأرض إلى الوقت الذي تخلو فيه هذه الأرض من أحطابه، وزراعة القطن تكون إما في مكان كان سباتا مدة الصيف بعد حصاد المحصول الشتوي أو في مكان كان فيه محصول صيفي كالذرة الصفراء أو الرز أو البرسيم أو البيقية الرعوية وأمثالها، وعلى أساس نظام زراعة القطن توصف الدورة، فإن زرع في ثلث المساحة (أي أن ثلث الأرض يزرع سنويا بالتعاقب قطن وثلثي الارض محاصيل أخرى) سميت الدورة ثلاثية، وان زرع في نصف المساحة سميت ثنائية، ولا يجوز زراعة أكثر من نصف الأرض قطنا بأي حال، كما لا يجوز تكرار زراعته في نفس الأرض أي لا يزرع قطن في محل قطن، لأنه يمكث في الأرض مدة مديدة ويجهدها إجهادا عنيفا ويكون محصوله رديئا وأرضه تضعف ويقل خصبها ولو طوفت بالماء الحامل للطمي أو سمدت تسميدا جيدا كما يعمله بعض المحتاطين لهذا الضعف، وتكرار زراعة القطن في نفس الأرض خطيئة مبعثها الطمع بأسعار القطن المغرية في السنين الحالية يرتكبها في كثير من البلاد (تركية، مصر، الشام) أصحاب مشروعات القطن في الأراضي المسقوية خصوصا المستأجرون لأراضي غيرهم أو الذين تكبدوا نفقات وأتعاب طائلة في وضع المحركات والمضخات وشق أو رفع مجاري المياه الطويلة العريضة.

‏ومن أسباب إخفاق بعض مشاريع القطن عام 1951 هو عدم اتباع دورة منظمة ولا سيما من تكرار زرعة القطن فوق القطن أو من زراعة القطن وراء الحبوب بسائق الطمع.

‏وفي مصر تكون الدورة الثنائية هكذا : (السنة الأولى) بور أو برسيم تحريش يعقبه قطن، وفي (السنة الثانية) نصفها قرنيات يعقبها رز أو ذرة أو بور، ونصفها حبوب يعقبها رز أو ذرة أو حبوب.

‏وتكون الدورة الثالثة هكذا: (السنة الأولى) بور أو برسيم تحريش ثم قطن (السنة الثانية) قرنيات يعقبها ذرة أو رز أو بور (السنة الثالثة) حبوب يعقبها ذرة أو من أو بور، والدورة الثلاثية للقطن أفضل من الدورة الثنائية إذا نظرنا إلى وجهة المحافظة على خصب التربة واتقان الزراعة ومواجهة العوامل الأخرى كالسقي والأيدي العاملة.... الخ.

‏ولكن بالنظر إلى أن القطن محصول رابح وعليه تتوقف الثروة العامة فإن الدورة الثنائية هي الشائعة في شمالي مصر ولا سيما لدى صغار الزراع ليتمكنوا من سد الطلبات التي يواجهونها، أما الشركات والدوائر الكبيرة فإنها تفضل اتباع الدورة الثلاثية.