المفعول معه هو الاسم المنصوب التالي لواو معية مسبوقة بفعل او شبهه.

والاسم الواقع بعد الواو باعتبار العطف والنصب على المفعول معه على خمسة اقسام :

1- ما يجب نصبه على انه مفعول معه.

2- ما يجب عطفه ولا يجوز نصبه على انه مفعول معه.

3- ما يختار فيه النصب على انه مفعول معه، مع جواز العطف.

4- ما يختار فيه العطف، مع جواز النصب على انه مفعول معه

5- ما يمتنع فيه الامران، لانتفاء المشاركة وانتفاء المعية.

ولكل قسم من هذه الاقسام احكامه وموجباته، والذي نخصه بالقول هنا هو القسم الاول والقسم الرابع، حيث ان من اكثر احوالهما اني يقعا بعد استفهام، وهو متعلق بموضوعنا.

القسم الاول : وهو ما يجب نصبه على انه مفعول معه، وضابطه ان يتقدم على الاسم التالي لواو المعية جملة فعلية او اسمية متضمنة معنى الفعل، وقبل واو المعية ضمير متصل هو ضمير جر مسبوق بحرف جر او مضاف، ولم يؤكد ضمير الرفع المتصل بضمير منفصل او يفصل بفصائل ما، ولم يؤكد ضمير الجر بضمير منفصل او يعد بعده الجار.

مثال مع ضمير الرفع المتصل: ما صنعت وزيدا، او واياه؟

ومع ضمير الجر المسبوق بالحرف : مالك وزيداً؟

ومع ضمير الجر المسبوق بالمضاف : كيف حالك وعمراً؟

ص80

فالاسم التالي لواو المعية في الامثلة السابقة وفي كل ما شاكلها، يحب نصبه على انه مفعول معه، وقد تقدمه جملة تضمنت معنى الاستفهام. والناصب له في المثال الاول الفعل قبله، وفي الثاني والثالث فعل محذوف مدلول عليه بمالك؟ وكيف محذوفة، والتقدير : ما يكون لك وزيدا؟ وكيف يكون حالك وزيدا؟ او بمصدر لابس منويا. فالتقدير : مالك وملابستك زيدا. وهذان التوجيهان اجازهما سيبويه، لكن الثاني يخرج الى كونه مفعولا به.

وانما وجب النصب في هذا القسم جربا على القاعدة النحوية المقررة التي تمنع العطف على ضمير الرفع المتصل الا بعد الفاصل، وعلى ضمير  الجر المتصل الا بعد اعادة الجار.

ويجب نصبه ايضا ان امتنع العف لمانع معنوي، نحو : سرت والنيل، ومشى اللص والحائط. ولكن هذا الضرب لا يعنينا.

(القسم الرابع) : وهو ما يختار فيه العطف مع جواز النصب على انه مفعول معه.

وضابطه : ان يتقدم على الاسم التالي لواو المعية جملة متضمنة معنى الفعل، وقبل واو المصاحبة اسم ظاهر او ضمير رفع منفصل، نحو : ماشان عبدالله وزيد؟ وما انت وزيد؟ كيف انت  الهواء؟

فالاحسن جز زيد في المثال الأول، ورفع ما بعد الواو في الثاني والثالث لامكان العطف فيهما ؛ وهو الاصل. ويجوز فيه النصب مفعولا معه، ومنعه بعض المتاخرين كابن الحاجب، ورد بالسماع، ومنه قولهم : كيف انت وقصعة من ثريد؟ وقوله :

ما انت والسير في متلف        يبرح بالذكر الضابط⁽¹⁾

ص81

قال سيبويه : أي كيف تكون وقصعة من ثريد، لان كنت وكان يقعان هنا كثيرا.

قال الفارسي وغيره : وكان هذه المضمرة تامة، لان الناقصة لا تعمل هنا، فكيف حال دون ما ⁽²⁾. واختاره الشلويين.

المراجع :

سيبويه 1 : 150-156 ابن يعيش 2 : 48-52 الرضى 1 : 177-181 الانصاف 155 -158 الشذور 283 – 291 ابن عقيل 1 : 519-524 التصريح 1 : 342 – 346 الاشموني والصبان 2 : 135-141 الهمع 1 : 219-222.

ص82

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) لأسامة بن الحارث الهذ. ديوان الهذليين 2 : 19 . ويروى : (ما انا والسير).

(2)(ما) أي الى في الشاهد (ما انت). وقال يس 1 : 343 انها مفعول مطلق.