المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مدارات الأقمار الصناعية Satellites Orbits
2025-01-11
كفران النعم في الروايات الإسلامية
2025-01-11
التلسكوبات الفضائية
2025-01-11
مقارنة بين المراصد الفضائية والمراصد الأرضية
2025-01-11
بنات الملك شيشنق الثالث
2025-01-11
الشكر وكفران النعمة في القرآن
2025-01-11

الدوام على الطهارة والدعاء ـ بحث روائي
14-4-2016
المكبر التشغيلي المثالي
9-10-2021
مظهر امير المؤمنين يوم القيامة
30-01-2015
منحني السعر – الطلب Price – Demand Curve
20-12-2015
إبراهيم بن محمد علي بن أحمد المحلاتي
29-7-2016
تأثير النيوترونات البطيئة
21-1-2022


حرية الطفل واستقلاله  
  
2230   09:40 صباحاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الام في التربية
الجزء والصفحة : ص159ـ160
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2023 1367
التاريخ: 18-1-2016 2178
التاريخ: 2025-01-04 129
التاريخ: 2023-02-14 1607

 يصر الطفل على ان يمتلك حرية مطلقة بلا حدود او قيود، يريد ان يحصل على ما يشاء وان يلبّوا له رغباته، ليست هذه المطاليب في مصلحة المربي ولا تنفع الطفل فستجعله في حال الاستجابة لها طفلا مغروراً، لجوجاً، يفعل ما يشاء بلا وازع ويفقد الوالدان والمربي من الناحية الاخرى لدورهم كعامل للسيطرة والتحكم له تأثيره وفاعليته.

يحتاج الطفل من اجل ديمومة حياته واصلاح سلوكه الى تحكم قوي، ويجب توجيه الطفل وتعديل ميوله فان لديه حباً شديداً للسيطرة فاذا اطلق له العنان فسوف يصبح سلوكه استبداديا بسلب الآخرين راحتهم وامنهم.

لذا يستحسن السيطرة والتحكم في سلوكه ولكن ليس الى حد التدخل في شؤونه الخاصة بحيث يفقد الطفل شخصيته واستقلاله. فتلزمه الحرية والاستقلالية والنسبيتان لكي يستطيع بها ان يتغلب على مشاكله ويحتاج هذا الى التجربة والممارسة القبلية.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.