أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-5-2016
3853
التاريخ: 29-4-2016
3599
التاريخ: 21-4-2016
3136
التاريخ: 7-01-2015
3526
|
الولاة على الأقطار والأقاليم الإسلامية فهم الذين يعيّنهم الخليفة الذي تقلّد امور المسلمين ليحكموا بينهم بالحقّ والعدل ويقيموا سنّة الله تعالى وأحكامه في الأرض ويعملوا على تطوير العالم الإسلامي في إنماء ثرواته وعمارة أرضه وإقصاء الفقر والحاجة عن كلّ مواطن يقيم في بلاد المسلمين ؛ فالإمارة على الأقطار والأقاليم من المناصب الحسّاسة في جهاز الحكم الإسلامي فإن ادّيت على الوجه الصحيح نجا صاحبها من عذاب الله وعقابه وإن لم تؤد على واقعها المشروع تعرّض من تقلّدها للنقمة والعذاب وقد أدلى بذلك الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : أيّما وال ولي الأمر من بعدي اقيم على حدّ الصّراط ونشرت الملائكة صحيفته فإن كان عادلا أنجاه الله بعدله وإن كان جائرا انتفض به الصّراط حتّى تتزايل مفاصله ثمّ يهوي إلى النّار فيكون أوّل ما يتّقيها أنفه وحرّ وجهه .
أرأيتم خطر الامارة ومدى المسئولية العظمى لمن تولاّها فإن عدل في امارته وأقام الحقّ كان بمنجى من عذاب الله تعالى ومن جار في حكمه وابتعد عن الطريق القويم كان في عذاب الله ونقمته .
وفي حديث آخر للنبيّ (صلى الله عليه واله) أنّه قال لأصحابه : وإن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي؟ .؛ فانبرى إليه عوف بن مالك قائلا : ما هي يا رسول الله؟
فقال (صلى الله عليه واله) : أوّلها ملامة وثانيها ندامة وثالثها عذاب يوم القيامة إلاّ من عدل وكيف يعدل مع قريبه .
إنّ الامارة عذاب وندامة وخسران لمن حاد عن الطريق واقترف الظلم والاعتداء على الناس ، و قال (صلى الله عليه واله) محذّرا لأصحابه من الامارة قائلا : ستحرصون على الإمارة ثمّ تكون حسرة وندامة يوم القيامة فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة .
وقد حرص الكثيرون من الصحابة وتهالكوا على الامارة والسلطان فكانت النتائج المؤسفة أنّ العالم الإسلامي غرق بالفتن والكوارث.
وحدّث عوف بن مالك أنّ النبيّ (صلى الله عليه واله) قال : إنّي أخاف على أمّتي من أعمال ثلاث ؛ فسارع بعض أصحابه قائلا : ما هي يا رسول الله؟؛ فقال : زلّة عالم وحكم جائر وهوى متّبع .
إنّ أي واحدة من هذه الامور الثلاثة توجب سخط الله وإطفاء نور العدل وشيوع الجور في الأرض .
وكان الأخيار والصلحاء من الصحابة يتحرّجون من قبول الامارة لأنّها من موجبات الاغراء والتعالي على الناس ، يقول المقداد : استعملني رسول الله (صلى الله عليه واله) على عمل فلمّا رجعت قال لي : كيف وجدت الإمارة؟ .
قال : يا رسول الله ما ظننت إلاّ أنّ الناس خول لي والله! لا ألي على عمل ما دمت حيّا .
إنّ الحكم يوجب الاعتزاز بالنفس ويغري الإنسان بالعظمة والكبرياء ولا يفلت من ربقته إلاّ المتحرّج في دينه فإنّه لا ضير عليه في تقلّد الامارة فقد روى عطاء بن يسار قال : إنّ رجلا كان عند النبيّ (صلى الله عليه واله) فقال : بئس الشيء الامارة.
فأجابه النبيّ (صلى الله عليه واله) : نعم الشّيء الإمارة لمن أخذها بحقّها وحلّها .
أمّا انتخاب الولاة وتعيينهم في مناصب الدولة فإنّه من مختصّات زعيم الدولة فهو الذي يختار وينتخب لهذا المنصب من تتوفّر فيه النزعات الكريمة والصفات الفاضلة من العلم والورع والتقوى وأصالة الرأي وعمق التفكير والدراية التامّة بشئون الحكم والإدارة .
وهذه بعض الصفات التي ينبغي أن تتوفّر فيه :
1 ـ الصدق في القول.
2 ـ الوفاء بالعهد والوعد.
3 ـ أداء الأمانة إلى أهلها.
4 ـ التجنّب عن الخيانة.
5 ـ لين الكلام وحسن الخلق مع الرعية.
6 ـ العطف والرفق بالأيتام وتعهّد شئونهم.
7 ـ التفقّه في أحكام الإسلام.
8 ـ الحلم وكظم الغيظ.
9 ـ خفض الجناح للرعية .
هذه بعض الصفات التي يعتبر مثولها في الولاة ويجب على ولي أمر المسلمين الفحص بدقّة وإمعان عن المتصدّي لهذا المنصب لئلا يتولّى امور المسلمين من لا حريجة له في الدين.
|
|
هل تعرف كيف يؤثر الطقس على ضغط إطارات سيارتك؟ إليك الإجابة
|
|
|
|
|
معهد القرآن الكريم النسوي يقدم خدماته لزائري الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|