أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2017
3644
التاريخ: 2-5-2016
3779
التاريخ: 26-01-2015
3687
التاريخ: 19-10-2015
5254
|
تمت البيعة للامام من جميع الحواظر الاسلامية سوى الشام وآمن المسلمون بالأهداف الاصيلة التي ينشدها الحكم الجديد وايقنوا أن الامام سيعيد لهم رحمة الاسلام وعدله وان حكمه امتداد لحكم النبي وسيرته وقد قام الامام في اليوم الاول من خلافته بتطبيق العدالة الاسلامية الكبرى وتحقيق المساواة الشاملة بين المسلمين سواء فى العطاء أو فى غيره من المجالات العامة وحطم الفوارق والامتيازات التي اوجدها عثمان على مسرح الحياة الاسلامية وقام بمصادرة الأموال المنهوبة التي منحها عثمان لأسرته وأقاربه وقد قضى بذلك على الغبن الاجتماعي والظلم الاجتماعي كما قام بحماية المسلمين من الاستغلال والاستبداد وصيانتهم من التدهور والانحطاط وقد أثارت هذه المبادئ والأهداف سخط النفعيين والمنحرفين فلم تمض أيام قليلة حتى اظهروا بوادر البغي والشقاق واعلنوا التمرد والعصيان وقاموا بعد وانهم المسلح لاجل الاطاحة بالحكم القائم واعادة سياسة النهب والتجويع وأبطال هذه المؤامرة عائشة وطلحة والزبير فقد أثاروها حربا شعواء من اجل مطامعهم الرخيصة فكانت موقعة البصرة التي صدعت شمل المسلمين وأشاعت الحزن والحداد فى ربوعهم .
تعرض كثير من المسلمين لأسباب الفتن ودواعي الغرور وطرأت عليهم من الأحداث ما باعدت بينهم وبين دينهم وبين عهدهم الأول والسبب فى ذلك انهم امتحنوا بالسلطة وبالثراء الواسع العريض ومن هؤلاء طلحة والزبير فقد انطلقا إلى الامام أمير المؤمنين فقالا له : هل تدرى على ما بايعناك يا أمير المؤمنين؟؟
فرمقهما الامام بطرفه وقال لهما : نعم على السمع والطاعة وعلى ما بايعتم عليه أبا بكر وعمر وعثمان .
فقالوا : لا , ولكن بايعناك على أنا شريكاك فى الأمر .
فقال : لا , ولكنكما شريكان فى القول والاستقامة والعون على العجز والأود إن بيعتهما للامام فى قرارة أنفسهما كانت مدفوعة بالدوافع المادية البحتة فهما يريدان الحكم والمساومة على السلطة وهمها فى نظر الامام شريكان له فى الاستقامة وفى تحقيق العدالة بين المسلمين ولما استبان لهما أنه لا يوليهما شيئا اظهرا الشكاة واعلنا التمرد فقال الزبير فى ملأ من قريش : هذا جزاؤنا من علي قمنا له فى أمر عثمان حتى أثبتنا عليه الذنب وسببنا له القتل وهو جالس فى بيته وكفى الأمر فلما نال بنا ما أراد جعل دوننا غيرنا .
وقال طلحة : ما اللوم الا انا كنا ثلاثة من أهل الشورى كرهه أحدنا وبايعناه واعطيناه ما فى أيدينا ومنعنا ما فى يده فأصبحنا قد اخطأنا ما رجونا .
وانتهى حديثهما إلى الامام أمير المؤمنين فاستدعى عبد الله بن عباس فقال له : بلغك قول الرجلين؟
قال : نعم ؛ فقال (عليه السلام) : أرى أنهما أحبا الولاية فول البصرة الزبير وول طلحة الكوفة وأنبرى الامام يفند رأى ابن عباس ويبين له أن فى ولايتهما خطرا على الأمة قائلا : ويحك!! إن العراقين بهما الرجال والأموال ومتى تملكا رقاب الناس يستميلا السفيه بالطمع ويضربا الضعيف بالبلاء ويقويا على القوى بالسلطان ولو كنت مستعملا أحدا لضره ونفعه لاستعملت معاوية على الشام ولو لا ما ظهر لي من حرصهما على الولاية لكان لي فيهما رأي .
ودلت هذه البادرة على مدى حرص طلحة والزبير على الامارة والسلطان وانهما إنما أثارا سخط الناس على عثمان طمعا بالخلافة والولاية ولم يكونا مدفوعين بدافع المصلحة العامة وحب النصح للمسلمين وقد خسرا الصفقة وذهبت مساعيهما أدراج الرياح حينما آل الأمر إلى أمير المؤمنين لأن المحور الذي تدور عليه رحى سياسته مسايرة الدين والعمل على وفق المبادئ الاسلامية وهي لا تقر بأي حال من الأحوال أن تمنح الوظائف أثرة أو محاباة لأن ذلك خيانة للامة وقد اعرب الامام عن الاسباب التي دعته أن لا يوليهما العراقين وهي :
1 ـ إنهما يستميلان السفهاء بالمنافع والاطماع.
2 ـ إنهما يصبان على الضعفاء وابلا من العذاب والبلاء.
3 ـ يستغلان النفوذ والسلطان ويقويان به على القوى.
ومع علمه بهذه الاتجاهات كيف يجعلهما ولاة وحكاما على المسلمين يتصرفان في أموالهم ودمائهم , وقد انتقد شفيق جبرى الامام في ذلك واعتبر أن حرمانهما من الولاية كان غلطة منه على حد تعبيره الرخيص .
ان شفيق جبري قد آمن بالسياسة الغربية التي تبيح جميع الوسائل فى سبيل الوصول الى الحكم وان كانت غير مشروعة وهذه السياسة لا يقرها الاسلام بحال فقد بنى سياسته الخلاقة على الايمان بحقوق الانسان وتجنب المكر والخداع وان توقف عليهما النصر والظفر وعلى ضوء هذه السياسة العادلة سار ابن ابي طالب رائد العدالة الاجتماعية الكبرى في الأرض.
ان السياسة التي سار عليها الملوك ولا يزال يسيرون عليها عشاق الملك والسلطان لا يلتقى معها الامام بصلة ولا تتفق مع أهدافه العليا وقد اوضح (عليه السلام) اسباب ذلك بقوله : لو لا التقى والورع لكنت ادهى العرب .
ان التقى والورع والخوف من الله تقف امامه وتصده عن ارتكاب اى وسيلة لا يقرها الشرع ومضافا لذلك فان المصلحة كانت تقضي ان لا يوليهما الكوفة والبصرة لان لهما حزبين وشيعة بهما ولا يؤمن أن يتسرب نفوذهما يوما ما إلى الدولة الاسلامية كافة , وعلى أي حال فلما استبان لطلحة والزبير ضياع املهما وعدم فوزهما بمقعد الحكم انطلقا إلى الامام طالبين منه الاذن بالخروج قائلين : ائذن لنا يا أمير المؤمنين.
قال : إلى اين؟!!
قالوا : نريد العمرة.
فرمقهما الامام هينهة وقد عرف حفايا نفوسهما فقال لهما برنة المستريب : والله ما العمرة تريدان!! بل الغدرة ونكث البيعة!!
واقسما له بالايمان المغلظة انهما لا يخلعان البيعة وانهما يخرجان ليعتمرا بالبيت الحرام وانهما يعلمان أنها قسم حانث ولكن لم يجدا وسيلة يصلان بها إلى الغاية سوى اليمين الكاذب والتفت الامام لهما ونفسه مترعة بالشك والريبة منهما قائلا : أعيدا البيعة لي ثانية ؛ ففعلا دون تردد ومضيا منهزمين إلى مكة وكأنه قد اتيح لهما الخلاص من سجن أو عقاب ولحقا بعائشة يستفزانها على الثورة فانهما على علم بما تكنه من الحقد والعداء للامام .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|