أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-5-2016
4103
التاريخ: 10-02-2015
3950
التاريخ: 23-2-2019
2967
التاريخ: 23-01-2015
3521
|
من أبرز صفات الإمام (عليه السلام) الخلود إلى الصبر وعدم الجزع على ما ألمّ به من محن الدنيا وكوارث الأيام وكان من أشدّها هولا وأعظمها محنة فقده لأخيه وابن عمّه الذي عاش في ذرى عطفه سيّد الكائنات الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) لقد فقد بموته كلّ أمل له في الحياة وطافت به الأزمات يتبع بعضها بعضا وكان من أفجعها وأقساها وأشدّها بلاء هجوم القوم عليه في عقر داره وإخراجه ملبّبا بحمائل سيفه ليبايع أبا بكر وقوبل بمنتهى الصرامة والقسوة وتنكّر القوم لمركزه الرفيع وعظيم جهاده في الإسلام وأنّه أخو نبيّهم وأبو سبطيه وباب مدينة علمه فأقصوه عن مقامه واستعملوا معه جميع ألوان الشدّة , ومن المحن الشاقّة التي عاناها الإمام فقده لسيّدة نساء العالمين زهراء الرسول (صلى الله عليه وآله) فلم تمض أيام معدودة حتى فجع بفقدها وهي في فجر الصبا وروعة الشباب وقد التاع وحزن على فقدها كأشدّ ما يكون الحزن وبقي في أرباض بيته صابرا محتسبا يسامر الهموم والأحزان بمعزل تامّ عن الامّة سياسيا واجتماعيا قد خمدت طاقاته ومواهبه وحرمت الامّة من علومه لم يشارك الخلفاء في أي أمر من امور الدولة اللهمّ إلاّ إذا ألمّت بهم مسألة لا يهتدون لحلّها فزعوا إليه ليكشف لهم ما جهلوه حتى شاعت كلمة عمر : لو لا عليّ لهلك عمر.
ولمّا آلت الخلافة إلى عثمان بن عفّان عميد الاسرة الاموية استبدّ بامور المسلمين وارتكب الأحداث الجسام لذا عمد المسلمون إلى قتله وهرعوا إلى الإمام (عليه السلام) ليتولّى قيادة الامّة ويعيد حكم الرسول (صلى الله عليه وآله) وسياسته المشرقة بين المسلمين فامتنع الإمام من إجابتهم لعلمه بفساد الأوضاع الاجتماعية وما سيعانيه من الأزمات والمصاعب فأصرّوا عليه وهدّدوه إن لم يستجب لهم فأجابهم على كره فقام بالأمر باسطا للعدل ناشرا للحقّ وبايعته الجماهير وعمّت الفرحة الكبرى جميع الأوساط إلاّ الاسر القرشيّة فقد فزعت كأشدّ ما يكون الفزع فقد خافت عل مصالحها ونفوذها الذي ظفرت به في أيام الخلفاء فهبّت للإطاحة بحكومة الإمام فكانت واقعة الجمل وصفّين ثمّ تتابعت عليه الرزايا والخطوب وهو صابر يحتسب حتى لاقى ربّه شهيدا محتسبا في بيت من بيوت الله فأي صبر وأي بلاء مثل هذا الصبر والبلاء ؟.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاب الفلسفة الغربية برؤية الشيخ مرتضى مطهري
|
|
|