أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-30
743
التاريخ: 25-11-2021
1998
التاريخ: 28-11-2018
2103
التاريخ: 2023-03-30
992
|
تشترك جميع مجموعات الدول الثلاث التي ذكرناها سالفاً في النمو العام لسكان العالم، والواقع أن النمو السكاني كان يسير فيما مضى ببطء، نظراً لما كان يصيب سكان دول العالم من أوبئة وأمراض ومجاعات، وقد حدث تطور مستمر في مجال الطب ومكافحة الأوبئة، فبدأت معدلات الوفيات تقل، مع الاستمرار في ارتفاع معدلات المواليد، ومن ثم واصل النمو السكاني ارتفاعه خلال القرون الثلاثة الأخيرة حتى وصل الى ذروة لم يبلغها من قبل، وفيما يلي جدول رقم (1) الذي يبين تعدادات السكان منذ منتصف القرن السابق عشر وحتى نهاية القرن العشرين.
وبالنظر الى الجدول رقم (1) يلاحظ ما يلي:
1- في الفترة ما بين أواسط القرن السابع عشر وأواسط القرن التاسع عشر (فيما بين 1650 – 1850) كان معدل النمو السنوي يراوح 0,057%، وهو نمو بطيء يدل على أن العالم كان يمر بمرحلة شبه بدائية، فمعدل المواليد مرتفع ومعدل الوفيات مرتفع ايضا، ويرجع ارتفاع معدل الوفيات بطبيعة الحال لقصور معرفة الشعوب لقواعد.
1- أعداد السكان بين عامي 1650 – 1900 تقديرات كارساونموز، ووالتر ويلكوكس.
2- أعداد السكان بين عامي 1920 – 2000 تقديرات الأمم المتحدة.
الوقاية من الأمراض والعناية بالصحة العامة، ولم يكن الطب قد أخذ حظه من التقدم بعد، أما ارتفاع معدلات المواليد فسببه تعويض الفاقد عن طريق الوفاة، أضف الى ذلك كثرة حدوث الكوارث الطبيعية كالفيضانات المدمرة في بعض السنين من جهة، والجفاف الذي يضرب مناطق شاسعة من جهة أخرى، ومن ثم تحدث المجاعات، ولم يكن الانسان يملك من وسائل الحضارة الحديثة ما يكافح به ويخفف بواسطته من آثار تلك الكوارث، ولهذا لا نعجب حينما نرى النمو السكاني بطيئاً، فلكي يتضاعف السكان نحو مرة وبعض مرة، استلزم الأمر قرنين من الزمان (من 1650 وحتى 1850).
2- ومع تقدم الانسان في مدارج الحضارة، وارتفاع مستوى المعيشة، تضاعف عدد السكان فيما بين عامي 1850 – 1950، أي في قرن واحد، وقد شمل هذا النمو السكاني الكبير كل قارات العالم بدرجات متفاوتة، أظهرها قارات العالم الجديد الثلاث؛ أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية والأقيانوسية، وذلك بسبب الهجرة من قارات العالم القديم خصوصاً من قارة أوروبا، ومن قارة أفريقيا التي عانت سكانياً من تجارة الرقيق خلال ثلاثة قرون، من القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر، أما قارة آسيا فقد احتفظت، كما هو حالها على مر الزمن، بتفوقها العددي والنسبي أيضاً.
والواقع أن تلك الفترة الزمنية قد استفادت سكانياً بسبب عدة عوامل مواتية، أظهرتها تلك الثورة الزراعية التي بلغت عنفوانها بالإنتاج الكبير عن طريق التسميد الكثيف، واستخدام دورات زراعية علمية، بحيث أمكن استغلال الأرض بأنواع مختلفة من المحاصيل، وتوفير المياه عن طريق السدود والخزانات، الى جوار العناية بالثروة الحيوانية وإنمائها، وكلها إجراءات خففت من حدة المجاعات، وقضت عليها في كثير من المناطق، وقللت من معدلات الوفيات.
ومنذ اكتشاف البخار واستخدام الفحم في توليد القوى، وتوليد الكهرباء عن طريق القوى المائية، ثم القوى الكهربائية الحرارية باستخدام مشتقات البترول، والسير بخطوات سريعة في التصنيع، والإنتاج الكبير، ثم اتساع مجالات التجارة كنتيجة للثورة الصناعية، واستغلال الأرض زراعياً وتعدينياً في المستعمرات والأراضي المكتشفة حديثاً، لتوفير المواد الخام اللازمة للصناعة، وساعد على ذلك تنوع وتحسن طرق النقل ووسائله، فأصبحت المواصلات والنقل في داخل القارات وبينها سهلة ميسرة، أضف الى ذلك التقدم الكبير في مجالات الطب الوقائي والعلاجي، كل تلك العوامل كانت حافزاً ومشجعاً على زيادة النسل وارتفاع معدلات المواليد، في الوقت الذي فيه أمكن التحكم في معدلات الوفيات، ولهذا اتسمت هذه الفترة (من 1850 – 1950) بمعدل نمو سكاني سنوي مرتفع.
3- وابتداء من عام 1950 وحتى عام 3000 بدأت كثيرة من الدول بمبدأ تحديد النسل أو ما يعبر عنه بتنظيم الأسرة، نظراً لانتشار التعليم، وخروج المرأة للعمل، وبالتالي تأخير سن الزواج، مما يؤدي الى انخفاض معدل الخصوبة، وبالتالي تأخير سن الزواج، مما يؤدي الى انخفاض معدل الخصوبة، وساعد على الحد من الإنجاب اختراع العديد من وسائل التحكم فيه، ولهذا أخذ معدل النمو السنوي في الانخفاض التدريجي، ففي الفترة فيما بين عامي 1950 و 1980 كان الى 1,5%. ومع هذا فقد تضاعف عدد السكان نحو مرة وثلث المرة خلال الخمسين سنة الأخيرة من القرن العشرين.
ويبقى أن نشير الى النسب المئوية لسكان كل قارة الى مجموع سكان العالم منذ عام 1650 وحتى عام 2000 كما يوضحها الجدول رقم (2):
يتضح من الجدول رقم (2) أن نصيب أفريقيا من سكان العالم كان يتناقص باستمرار حتى سنة 1900، ثم أخذ بعد ذلك في التحسن ليصل في سنة 2000 الى 13,4%، ويمكن تفسير هذه الظاهرة بما قاسته أفريقيا من تجارة الرقيق خلال القرون الثلاثة، من السادس عشر حتى التاسع عشر، علاوة على الأوبئة والأمراض والمجاعات التي كانت تفتك بأعداد كبيرة من السكان، إضافة الى الحروب الأهلية، وقد تحسن حالها خلال القرن العشرين خصوصاً في نصفه الأخير.
وقد كانت قارة آسيا وما تزال العامل المؤثر في نمو سكان العالم، ويتضح ذلك من مشاركتها بنصيب من سكان العالم يزيد عن النصف ويصل الى الثلثين في بعض السنين كما هو واضح في الجدول رقم (2), أما أوروبا التي كانت تشارك بحصة تتراوح بين خمس وربع سكان العالم فقط، هبط نصيبها في سنة 2000 الى أكثر من العشر بقليل، وذلك بسبب الهبوط الكبير في معدلات النمو السكاني في مختلف دولها، لدرجة أن بعضها – كما سبق ورأينا- قد تراجع نموها، وأصبح معدل الوفيات يفوق معدل المواليد.
ويزداد نصيب كل من الأمريكيين بصفة مستمرة، وإن كان هناك ثمة تراجع في حصة الشمالية في عام 2000، وذلك لأن الهجرة الوافدة تسهم في زيادة معدل النمو السكاني العام الى جانب معدل النمو الطبيعي, هذا وينبغي أن نشير الى وجود اختلاف واضح في النسب المئوية عنها في الأرقام المطلقة، ذلك لأن النسب ذات ارتباط بإجمالي عدد سكان العالم، ويتضح ذلك من مقارنة الجدول رقم (1) بالجدول رقم (2), فسكان آسيا كانوا يتزايدون خلال العقد الأخير من القرن العشرين بمعدلات تساوي معدلات النمو السكاني العالمي (1,5%) بينما كان معدل النمو السكاني في ذات الفترة في أفريقيا (2,7%) وفي أمريكا اللاتينية (1,7%) وفي أمريكا الشمالية (1,0%) وفي أوروبا (0,2%) وفي الأوقيانوسيا (1,4%).
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|