أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-8-2019
2501
التاريخ: 19-4-2016
2512
التاريخ: 19-7-2022
1795
التاريخ: 4-3-2018
2146
|
بناء الذات والنفس والمعبر عنه بالجهاد الأكبر هو أمر مرتبط بفهم الهدف من وجود الإنسان في هذا الكون ,ليعرف ما هو دوره , وعلى أساسه يبدأ القيام بما أنيط به من أعمال ومهام بحكم العقل والشرع والذي من ضمنه شق طريق المستقبل نحو حياة سعيدة في الدارين .
أو فقل إن المعرفة هي الأساس في بناء النفس في الاتجاه الصحيح وهي عبارة عن الجواب عن الأسئلة التالية :
- من خلقك ؟
- وماذا أراد منك ؟
- وإلى أين نهاية سفر الدنيا ؟
ـ الهدف من الخلق :
إن الهدف من الخلق هو من أهم الأسئلة التي يواجهها العقل عند نضوجه ويطلب الجواب عنه, كما ورد في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): (العقل دليل المؤمن)(1).إن العقل يدرك تمام الإدراك إن الهدف من الخلق ليس هو أن نأكل ونشرب ونتمتع بالملذات ونأوي الدور والقصور كما عليه بقية الحيوانات, بل هو هدف أسمى من ذلك ألا وهو معرفة الله والتقرب اليه وبلوغ رضوانه , والقيام بأعباء الخلافة الإلهية الاختيارية في الأرض كما قال تعالى :{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات:56]
وقال سبحانه في الحديث القدسي : كنت كنزاً مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لأعرف(2)
وقال الإمام الصادق ( عليه السلام) وقد سئل : ندعو فلا يستجاب لنا فقال (عليه السلام): لأنكم تدعون من لا تعرفونه (3) .
فالدعاء أو الصلاة أو غيرها من العبادات إن كانت عن معرفة ويقين فإنها نوع من الإقرار بالربوبية لله تعالى وهذا معنى الحديث : (فخلقت الخلق لأعرف) , ومعنى قوله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات:56]
فالهدف من الخلق في الحديث القدسي : (المعرفة) , والهدف في الآية : (العبادة) , والجمع بينهما : العبادة عن معرفة .
ثم ليعلم أن غاية خلق الله تعالى للعباد هي التوجه إليه سبحانه بالعبادة والخضوع .
وكما ورد في الحديث (وتفسير العبودية بذل الكل)(4) لله سبحانه وعندما تكون العبادة عن معرفة ودراية تلبي كل حاجات الإنسان العابد باتجاه الهدف من الخلق , أي أن تكون العبادة هي السبيل لاستقامة الإنسان في الحياة الدنيا وذلك بصلاح أعماله ونواياه .
وقال رسول الله (صلى الله عليه و آله) : (من لا تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا) (5).
لقد أنشأ الباري سبحانه السماوات السبع بما فيهن من كواكب ونجوم ومجرات وأقمار, وأنشأ البحار وما فيها من خيرات , والأرض وما فيها من جبال وروعة وأشجار ونبات وطيور وحيوانات وغير ذلك مما لا يحصى من عجائب الخلق مما توصل إليه العلم أو لم يتوصل بعد فإنه تعالى أنشأ كل ذلك وسخره لخدمة الإنسان ليعيش في هذا الكون وهيأ له الأسباب والوسائل التي يحتاجها لينعم بها , وكل ذلك من أجل عبادة الله تعالى الواحد الذي لا شريك له , وبلوغ رضوانه الذي هو السعادة الحقيقية .
في حين أن عبادة الله تصب في مصلحة الأنسان بل كلها نفع دنيوي وأخروي ولا ضرر من الالتزام بها بالمطلق .
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[الأنفال:24]
وقال: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }[طه:124]. وقال عز من قائل:{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل:79].
وقال سبحانه:{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة:7ـ8]
إن التكاليف في بعدها التربوي هي لإحياء نفوسنا وتهذيبها بالدرجة الأولى والتي إن صلحت صلح الإنسان والمجتمع لأنها أفضل قانون يدير شؤون الإنسان ويراعي مصالحه الفردية والاجتماعية والروحية والمادية في الدنيا والآخرة.
وفي المقابل الفشل والمشقة وبئس الورد المورود لمن لم يراع الوصايا الإلهية في أعماله وتقلباته .
والحياة الحقيقية هي حياة التعقل والمعرفة والروح , لذا من لا يستفيد من سمعه فهو الأصم واقعا وإن لم يفقد سمعه كما قال عز من قائل : {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ}[النمل:80]
وقال تعالى:{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأنعام:122].
وقال : {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا }[الإسراء:72].
فالأعمى في المفهوم الحقيقي والإلهي هو الذي يفقد التدبير والبصيرة وإن كانت عيونه ترى الماديات .
ومن هنا من يريد أن يبني شخصيته وذاته عليه أن يبدأ بالعلاقة الصحيحة مع الله تعالى صانع الكون وخالق الإنسان والعالم بما يصلحه وبما يبعده عن مفاسده.. .
__________
1ـ أصول الكافي : 1/25 .
2- شرح أصول الكافي : 1/24 .
3- التوحيد : 288 باب 41 ح7 , ومزان الحكمة : 2/873 ح 1197 باب شرائط الاستجابة .
4- مصباح الشريفة : 7 .
5- بحار الأنوار : 79/198 .
|
|
بـ3 خطوات بسيطة.. كيف تحقق الجسم المثالي؟
|
|
|
|
|
دماغك يكشف أسرارك..علماء يتنبأون بمفاجآتك قبل أن تشعر بها!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|