أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-05
511
التاريخ: 19-11-2015
9900
التاريخ: 7-1-2023
1361
التاريخ: 29/11/2022
1658
|
عِيْن جمع عيناء وهي المرأة ذات الأَعيُن الوسيعة والمتناسبة مع تقاسيم وجهها الوسيم ، كما يقال للبقر الوحش : عِيْن ، لحُسن عينها في سعةٍ متناسبة .
حُور : جمع حوراء . زعموا أنّها المرأة ذات الأَعين السود في حدقتها ، وهو وصف جمال عند العرب بالذات ممّا قد يُخالف الجمال في بنات الروم في عيونهنّ الزُرق ! ويُعدّ ذلك عيباً عند العرب ؛ ومِن ثَمّ جاء وصف المجرمين بأنّهم يُحشرون يوم القيامة زُرقاً (1) .
فجاء كلا الوصفَين ـ جمالاً وعيباً ـ على مقاييس العرب محضاً .
غير أنّ الخطأ هنا جاء مِن قِبَل تفسير الحَوَر بالسواد ، في حين أنّه البياض اللاّمع لشدّة ابيضاضه ، فالحَوَر شدّة بياض العين بما يُوجب شدة بريق سواد حَدَقَتِها .
والحواريّات : النساء البيض ، قال الأزهري : لا تُسمّى المرأة حوراء حتّى تكون مع حَوَر عينَيها بيضاء لون الجسد ، قال الكميت :
ودامـت قُـدورُك للساغبِينَ في المَحْلِ غَرْغَرةً واحوِرارا
قال ابن منظور : أراد بالغَرْغَرة صوت الغَلَيان ، وبالاحوِرار بياض الإهالة والشحم .
والأعراب تُسمّي نساء الأمصار حواريّات لبياضهنّ وتَباعدِهنّ عن قشف الأعراب بنظافتِهنّ ، قال شاعرهم :
فقلتُ إنّ الحواريّات مُعطِبَةٌ إذا تفَتّلنَ مِن تحت الجلابيبِ
وقال أبو جِلّدة :
فقل للحواريّات يَبكِينَ غيرَنا ولا تَبكِنا إلاّ الكلابُ النوابح
أراد : النساء النقيّات الألوان والجلود لبياضهنّ .
والحُوّارى : الدقيق الأبيض جصّ أبيض تُبيَّض به الجدران ، كلّ ما حُوِّر به أي بُيِّض ؛ ومِن ثَمّ يقال للقصّار ( غسّال الثياب ) حواريّ ، لتحويره الثياب أي تبييضها وإزالة أوساخها ، يقال : حوّر الثوب : غَسَله وبَالغ في غَسله حتّى بَرَق ، ومنه سُمّي الحواريّون أي الخُلّص من أصحاب المسيح ( عليه السلام ) .
والأحوري : الأبيض الناعم .
إذن ، فالحوراء هي المرأة البيضاء ذات الأَعين اللامعة في شدّة بياضها ، فإن كانت حَدَقَة عينها سوداء فهي أيضاً تلمع لحُسن جوارها ، وهكذا إذا كانت زرقاء .
فالجمال في هذا الوصف إنّما هو في جانب بياض مُقلَة العين أي شَحمَتُها اللامعة مع بياض لون البدن ، الأمر الذي يكون وصف جمال عند الجميع ، كما في العيناء .
أمّا زُرقة العين ـ على ما جاءت في الآية وَصْفاً لحالة المُجرمِين يوم الحشر ـ فالمُراد بها العَمى وذهاب نور العين من شدّة الظمأ ؛ إذ الظمأ الشديد يُذهب بنور العين ويَحول العطش بينه وبين السماء كالدخان ، فيرى الأشياء زَرقاء ؛ لأجل الدخان الحائل ، لا لزُرقة في حَدَقة عينه .
وقال الفرّاء : يُقال : نَحشرهم عطاشاً ، ويقال : نَحشرهم عُمياً (2) ، قال الأزهري : عطاشاً يظهر أثره في أَعينهم كالزُرقة ، قال : وهو مِثل قوله : {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا} [مريم : 86] أي عطاشاً ، كالإبل تَرِد الشريعة عطاشاً ، مَشياً على أرجلهم ، وعن ابن عبّاس :
سُمّي العِطَاش وِرداً ؛ لأنّهم يَردون الشريعة لطلب الماء (3) .
ملحوظة
قد يَحسب البعض ـ باعتبار كون الحُور جمعاً للأحور والحوراء معاً ، وكذا العِين جمعاً للأعين والعيناء ـ أن يكون هناك في الجنّة حورٌ عِينٌ ، ذكورٌ وإناثٌ !
غير أنّ القرآن وَصَفَهنّ بوصف الإناث مَحضاً ، في مثل قوله تعالى : {وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا} [النبأ : 33] والكَواعب : الناهِدات الثدي ، وقوله : {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن : 56] ، والجمع بالألف والتاء يَخصّ الإناث دون الذكور . وكذا ضمير الجمع المؤنّث ، والطَمْث : افتضاض بِكارة المرأة ؛ لأنّه يُوجب الطَمْث وهو الدم الخارج مِن فَرجها ، وقوله : {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا} [الواقعة : 36 ، 37] ، والمرأة العروبة هي العفيفة تُحبّ زوجها لا تهوى سِواه ، إلى غيرها مِن آياتٍ جاء فيها وصفُ الحُور بخِيار أوصاف النساء المُترفِّعات دون المُبتذلات .
ولعلّك تتساءل : فما حظّ النساء المؤمنات من هذا النعيم في الآخرة ؟
وإجابة على هذا السؤال جاء في أحاديث مأثورة : أنّ اللّه سوف يَجعلهنّ حوريّات ، ويَكُنّ ألذّ على أزواجهنّ مِن حوريّات الجِنان فعن ابن عبّاس ـ في تفسير قوله تعالى : {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا} [الواقعة : 35 ، 36] ـ : أنّ الآية بشأن الإنسيّات يُبدِّلُهُنّ اللّه حُوراً عِيناً في الجِنان (4) .
قال تعالى : {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} [الرعد : 23] ، {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ } [الزخرف : 70] ، وهناك كلام عن نعيم الآخرة ( ما سنخُها ؟ ) لعلّنا نفصّل القول فيه إن شاء اللّه .
_________________________
1- وذلك في قوله تعالى : ( يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً ) ، طه 20 : 102 .
2- معاني القرآن ، ج2 ، ص191 .
3- مجمع البيان ، ج7 ، ص29 وج6 ، ص531 .
4- مجمع البيان ، ج9 ، ص219 .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|