وتحدث المعجزة الإلهية في ان الله يقدم لبني الانسان الماء الذي كان مالحاً في المحيطات ، ماء عذباً فراتاً سائغاً للشاربين ، وذلك بتسييره سحباً وغيوماً تتساقط امطاراً ، لا يلبث ان تنزل الى الوديان ثم تغور  في الارض . لكن ارادة الله وحكمته التي خططت لحياة الانسان ، بنت في الجبال مخازن كبيرة جعلها بحيث  تستطيع حفظ الماء شهوراً ، ثم تنفجر من الينابيع في فصل الحر والجفاف ، فتروي الناس والانعام ، وتسري على سطح الارض نهاراً ، تشيع الحياة في النباتات والاشجار .

وقد اشار القران الكريم الى هذه الحقيقة العلمية بشكل واضح في قوله تعالى : {وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا } [المرسلات : 27] . فقرن ذكر الجبال بالماء ، لان الجبال هي مصدر ذلك الماء الفرات .