الانعكاسات البيئية الإيجابية المرتبطة بالري

ليس من السهل إيجاد تدخلات أو أنشطة مرتبطة بالري تحمل في طياتها وقع إيجابي بالتمام على الوسط البيئي. وحتى إذا وجدناها، فالبعض منها مبني على أساس تحليل شخصي ويصعب تثمينه ماديا، ورغم ذلك فسنتعرض لذكر البعض منها لما لذلك من أهمية.

هكذا يمكننا الإشارة إلى ما لأنظمة الري من آثار على منظر المنطقة، لأن وفرة الماء منظر جذاب خصوصا مع وجود كثرة النباتات التي تغطي المناطق السقوية.

إن الحياة مرتبطة بالماء لذا فإن الزراعة السقوية ترتبط تلقائيا بغنى طبيعي تفتقره أراضي البور بقلة مياهها وحالتها الجافة أو شبه الجافة.

بعض أنظم الري التقليدي لها قيمة رفيعة من ناحية المنظر

وهذا الوقع الحسن على منظر الطبيعة يكون عادة أجمل في أنظمة الري السطحي التقليدي الذي كان يستعمل تخطيطات وتقنيات للري وآليات فريدة وغير معروفة إلا عند القليل، وهذا كله يزيد المنطقة المحيطة به جمالا وجاذبية.

كما أن هناك وجها إيجابيا آخر تجب الإشارة إليه، ويتعلق بالتنوع البيولوجي وتعدد أنواع مختلفة من الأحياء الحيوانية والنباتية التي تترعرع في الأوساط الغنية بالماء تصعب في ظروف أخرى كأراضي البور مثلا. إلا أنه يجب أن لا ننسى أنه في بعض الحالات قد يتسبب إنشاء نظام ري في القضاء الكامل على المحيط الحيوي الذي تنمو فيه أنواع النباتات والحيوانات الخاصة بالمنطقة، ويمكن أن يصل الأمر إلى انقراضها بالكامل. وهكذا نجد أنه رغم ظهور ونمو بعض الأحياء في الأوساط السقوية، نجد أيضا، من جهة أخرى، أن هذا الوسط يمكنه أيضا أن يقضي على أحياء أخرى ذات الطبيعة المحلية.

بسبب التنوع البيو لوجي المذكور، فإن أنظمة الري و الكبرى منها على الخصوص، تكون موردا لأنشطة مرتبطة بالصيد، وتشجع التطلع على الوسط القروي، وبلوغ مناطق غير معروفة بشكل كافي، وخلق أنشطة أخرى رياضية وسياحية.