أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-7-2016
12649
التاريخ: 19-7-2016
11831
التاريخ: 19-7-2016
11394
التاريخ:
4163
|
للتعريب تعريفات كثيرة عند القدامى والمحدثين نشير الى قسم منها(1):
قال الجوهري(2) (ت393هـ):
(تعريف الاسم الاعجمي: ان تتفوه به العرب على منهاجها تقول: عربته العرب واعربته ايضا)
وقال ابو حيان الاندلسي(3) (ت745هـ) في شرح التسهيل: (العجمي عندنا هو لك ما نقل الى اللسان العربي من لسان غيره).
وقال السيوطي(4) (ت911هـ).
(المعرب: هو ما استعمله العرب من الالفاظ الموضوعة لمعان في غير لغتها).
ص105
وقال الخفاجي(5) (ت1069هـ):
(التعريب نقل اللفظ من الاعجمية الى العربية والمشهور فيه التعريب وسماه سيبويه وغيره اعرابا).
وقال التهانوي(6) (1158هـ):
(المعرب عند اهل العربية لفظ وضعه غير العرب لمعنى استعمله العرب بناء ذلك الموضع).
ومن المحدثين قال عبد القادر المغربي(7):
(جعل الكلمة الاعجمية عربية).
وقال ايضا(8):
(المعرب ويسمى ايضا دخيلا هو ما استعملته العرب في الالفاظ الموضوعة لمعان في غير لغتها).
وقال محمد المبارك(9):
(هو ادخال اللفظ الاعجمي في العربية بعد تبديله وتهذيبه في لفظه ووزنه بما يناسب العربية).
وقال عبد الحميد حسن(10):
(المعرب هو الكلمات التي نقلت من الاجنبية الى العربية سواء واقع فيها تغيير او لم يقع).
ص106
وقال عباس حسن(11):
(اللفظ الاعجمي الذي ادخلته العرب في لغتها وصقلته على منهاجها واوزانها او تركته بغير صقل وربما تناولته بالاشتقاق).
نخلص من هذه الاراء الى ان المعرب: هو اللفظ الاعجمي الذي دخل اللغة العربية عن طريق الاحتكاك باللغات الاجنبية وقد تطرأ عليه تغيرات في الحذف او الزيادة وقد تبقى اللفظة الاجنبية على حالها من غير تغيير وتعامل معاملة المفردة العربية في اجراء مقاييس العربية عليها.
والمعرب والدخيل من الالفاظ قديم في لغتنا وهو تحويل طبيعي او تغيير تدريجي يطرأ على اللغة ويجري بها في ناموس مطرد وقد خضعت لع اللغة العربية بمجموعها ومن اول نشأتها كما تخضع له الان وبعد الان(12).
وليست العربية بدعا بين اللغات فاللغة الحية تنمو وتتفاعل مع اللغات الاخرى فقد افترض العرب قبل الاسلام من اللغات الارامية والحبشية والعبرية والهندية وغيرها وهذا الافتراض ان دل على شيء فانما يدل على قدرة العربية الفائقة على الاستيعاب الجديد من الالفاظ وهضمه ليكون جزءا منها معبرا عن شؤون الحياة المختلفة.
وهي في الوقت نفسه اقرضت كثيرا من اللغات وتأثيرها في هذه اللغات واضح لاسيما في الفارسية والتركية والاردية والكردية والارمنية فضلا عن اللغات الاوربية مثل: الانكليزية والاسبانية والالبانية والبرتغالية والالمانية.
والتعريب الذي نريد الحديث عنه هنا هو غير التعريب الذي سلف ذكره ونقصد به الكتابة والتأليف والتدريس باللغة العربية ويشمل:
ص107
1- صوغ الالفاظ الاجنبية صياغة لاتخرج على ذوق العربية ويشمل ذلك الاعلام والمصطلحات التي يستعصي علينا وضع لفظ عربي لها.
2- وضع كلمات عربية للالفاظ الاجنبية او المصطلحات العلمية.
3- تدريس العلوم باللغة العربية في جامعاتنا ووضع الكتب فيها او نقلها من اللغات الاجنبية.
4- ولابد ان نشير الى ان الرأي القائل بالبقاء التعليم العالي باللغة الاجنبية لئلا تنعزل عن الحركة العلمية العالية مردود لعدة اسباب منها:
5- انه لا يدون فصل التعليم العالي عن التعليم الابتدائي والثانوي.
6- ان كانت العربية لغة الدولة بصحفها وكتبها ومجلاتها ومكاتباتها الرسمية فلا يجوز ان يشذ التعليم العالي عن كل هذا.
7- ان اوروبا لم تجعل اللغة العربية لغة التعليم العالي في العصر الوسيط يوم كانت تتلمذ على يد العرب.
8- ان تدريس العلوم بلغة غير العربية هو نوع من استمرار الاستعمار الثقافي.
ولا شك في ان جعل التعليم باللغة العربية يحل كثيرا من المشاكل: فهو يحل اولا مشكلة غموض المصطلحات العلمية وهو ثانيا يضيق الهوة بين الفصحى والعامية.
وهو ثالثا ينشر التعليم بين الناس لان الاعتماد على اللغة الاجنبية في تعليم المواد العلمية يزيد الى صعوبة تعلم هذه المواد صعوبة تعلم لغاتها وهذا السبب ادى الى اخفاق كثير من الطلبة في الامتحانات لعدم اتقانهم للغة المواد العلمية فهم يتقنون المادة العلمية لكنهم لايستطيعون التعبير عما يعرفونه باللغة الاجنبية.
ان الامة التي تهمل لغتها امة تحتقر نفسها وتفرض على نفسها التبعية الثقافية وحاشا ان نقبل ذلك لاننا نؤمن ان تعلم اللغة وتعليمها ليست مهنة او قضية تعليمية وانما هو قضية وطنية ورسالة قومية.
ص108
ونحن حين ندعو الى ذلك لاننكر اهمية اللغات الاجنبية بل ننادي بأصرار على وجود تعليمها واتقانها ولكننا ننكر اهمال تعليمها وعدم ادخالها مقررا دراسيا في جميع الاقسام.
ان التعليم بغير العربية يلقى في نفوس الطلاب ان لغتهم القومية قاصرة غير ذات نفع لهم وانها لاتصلح اداة للعلم ولا وسيلة للبحث العلمي.
والحقيقة ان اللغة العربية ليست عاجزة في رصيدها اللغوي وليست ضعيفة تهب عليها الاحداث فتقضي على كيانها وتحطم بنيانها لان اللغة العربية تصدت لكل الاحداث وواجهت كل المعارك في طريقها الطويل وخرجت بحمد الله منتصرة.
ص109
مؤلفات الالفاظ المعربة والمولدة والدخيلة
هناك مؤلفات جمعت الالفاظ المعربة والمولدة والدخيلة قام بتأليفها وجمع الفاظها اللغويون القدامى وكان الدفع لجهد هؤلاء هو الحرص البالغ على تنقية اللغة العربية من الدخيل الذي وفد اليها وتسلل الى بنائها من ناحية وللبحث الجاد في التراث اللغوي للحصول على كلمات عربية الاصل لتحل محل هذا الدخيل من ناحية اخرى.
ومن مؤلفات هؤلاء اللغويين المطبوعة:
1- المعرب من الكلام الاعجمي على حروف المعجم: للجواليقي المتوفي سنة 540هـ.
2- رسالة في تحقيق تعريب الكلمة الاعجمية: لابن كمال باشا المتوفى سنة 940هـ.
3- رسالة في التعريب: لمحمد بن بدر الدين المنشى المتوفى سنة 1001هـ.
4- شفاء الغليل في كلام العرب من الدخيل: لشهاب الدين الخفاجي المتوفى سنة 1069هـ.
ص110
___________________
(1) ينظر:
التعريب في التراث اللغوي: عبد العال سالم مكرم.
التعريب وتنسيقه في الوطن العربي: محمد المنجي الصيادي.
التعريب والقومية العربية في المغرب العربي: نازلي معوض.
حركة التعريب في العراق: احمد مطلوب.
دعوة الى تعريب العلوم في الجامعات: احمد مطلوب.
اللغة العربية في التعليم العالي: مازن مبارك.
اللغة العربية والتعريب في العصر الحديث: عبد الكريم خليفة.
(2) الصحاح (عرب).
(3) الاقتراح في اصول النحو وجدله 146.
(4) المزهر 1/ 268.
(5) شفاء الغليل 23.
(6) كشاف اصطلاحات الفنون 944.
(7) الاشتقاق والتعريب 5.
(8) الاشتقاق والتعريب 16.
(9) خصائص العربية ومنهجها الاصيل في التجديد والتوليد 42.
(10) الالفاظ اللغوية 65.
(11) اللغة والنحو 220.
(12) الاشتقاق والتعريب 26.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تحتفي بذكرى ولادة الإمام الجواد (عليه السلام) في مشاتل الكفيل
|
|
|