أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-4-2022
1412
التاريخ: 21-7-2016
1242
التاريخ: 21-7-2016
1171
التاريخ: 22-7-2016
1208
|
المؤمنين جميعا مشتركون في أصل محبة اللّه لاشتراكهم في أصل الايمان ، و لكنهم متفاوتون في قدرها ، و سبب تفاوتهم أمران :
أحدهما - اختلافهم في المعرفة و حب الدنيا ، فان أكثر الناس ليس لهم من معرفة اللّه إلا ما قرع اسماعهم من كونه متصفا بصفات كذا و كذا ، من دون وصول إلى حقيقة معناها ، و إلى اعتقادهم بأن الموجودات المشاهدة صادرة عنه ، من غير تدبر في عجائب القدرة و غرائب الحكمة المودعة فيها و اما العارفون ، فلهم الخوض في بحر التفكر و التدبر في أنواع المخلوقات.
واستخراج ما فيها من الحكم الخفية ، و المصالح العجيبة ، التي كل واحد منها كمشعلة في إزالة ظلمة الجهل ، و الهداية إلى كمال عظمة اللّه ، و نهاية جلاله و كبريائه ، فمثل الأكثرين كمثل عامي أحب عالما بمجرد استماعه انه حسن التصنيف ، من دون علم و دراية بما في تصانيفه فتكون له معرفة مجملة ، و يكون له بحسنه ميل مجمل ، و مثل العارفين كمثل عالم فتش عن تصانيفه ، و اطلع على ما فيها من دقائق المعاني و بلاغة العبارات ، و لا ريب في أن العالم بجملته صنع اللّه و تصنيفه ، فمن عرف ذلك مجملا تكون له بحسبه محبة مجملة ، و من وقف على ما فيه من عجائب القدرة و دقائق الحكمة تكون له غاية الحب ، و كلما ازدادت معرفته بوجوه الحكم و المصالح المودعة في كل مخلوق ازداد حبه ، فمن اعتقد أن ما تبنيه النحل من البيوت المسدسة إنما هو بالهام اللّه - تعالى- اياها ، من غير استعداد لفهم الحكمة في اختيار الشكل المسدس على سائر الأشكال ، لا يكون في معرفة اللّه و ادراك عظمته و حكمته كمن يفهم ذلك و يتيقنه.
ثم كما أن دقائق الحكم و عجائب القدرة غير متناهية ، و لا يمكن لاحد ان يحيط بها ، و إنما ينتهي كل إلى ما يستعد له ، فينبغي أن تكون مراتب الحب أيضا غير متناهية ، و كل عبد ينتهي إلى مرتبة تقتضيها معرفته.
وثانيهما - اختلافهم في الأسباب المذكورة للحب ، فان من يحب اللّه لكونه منعما عليه و محسنا إليه ، ضعفت محبته لتغيرها بتغير الانعام و الإحسان ولا يكون حبه في حالة البلاء كحبه في حالة الرجاء و النعماء , و أما من يحبه لذاته ، أو بسبب كماله و جماله و مجده و عظمته ، فانه لا يتفاوت حبه بتفاوت الإحسان إليه .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|