أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-8-2016
3260
التاريخ: 2023-02-11
1699
التاريخ: 7-8-2016
2638
التاريخ: 7-8-2016
2903
|
وجه المأمون أسئلة إلى العلماء كان منها ما يلي:
1- س: أ ليس قد روت الأمة باجماع منها ان النبي (صلى الله عليه واله) قال: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار .
فقال العلماء باجمعهم: بلى يا امير المؤمنين.
و عرض عليهم المأمون حديثا نبويا آخر فقال: ورووا عنه (صلّى اللّه عليه وآله) أنه قال: من عصى اللّه بمعصية صغرت أو كبرت ثم اتخذها دينا ومضى مصرا عليها فهو مخلد بين اطباق الجحيم.
و صدق العلماء الحديث وأقروا به فقال لهم المأمون: خبروني عن رجل تختاره الأمة هل يجوز أن يقال له: خليفة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ومن قبل اللّه عزّ وجلّ ولم يستخلفه الرسول (صلى الله عليه واله) ؟ فإن قلتم نعم فقد كابرتم وإن قلتم: لا وجب أن يكون فلان غير خليفة لرسول اللّه (صلى الله عليه واله) وأقبل المأمون يعظهم بعد حديث جرى بينه وبين العلماء في هذا الموضوع قائلا: اتقوا اللّه وانظروا لأنفسكم ودعوا التقليد وتجنبوا الشبهات فو اللّه ما يقبل اللّه تعالى إلّا من عبد لا يأتي إلّا بما يعقل ولا يدخل إلّا فيما يعلم أنه حق والريب شك وادمان الشك كفر باللّه تعالى وصاحبه في النار .
و التفت إليهم بعد هذا التأنيب قائلا: اخبروني عن النبي (صلى الله عليه واله) هل استخلف حين مضى؟ أم لا.
فقالوا جميعا: لم يستخلف.
و أشكل عليهم المأمون قائلا: فتركه ذلك- اي الاستخلاف لأحد من بعده - هدى أم ضلال؟ .
فأجابوا: بلى هدى.
و أنبرى المأمون يقيم الدليل على بطلان ما ذهبوا إليه قائلا: فعلى الناس أن يتبعوا الهدى ويتركوا الباطل ويتنكبوا الضلال؟ .
فأجابوا: قد فعلوا ذلك - أي اتبعوا الهدى-.
و أخذ المأمون يقيم اروع الحجج والبراهين على زيف ما قالوه: قائلا: لم استخلف الناس بعده - أي بعد النبي (صلى الله عليه واله) - وقد تركه هو فترك فعله ضلال ومحال أن يكون خلاف الهدى هدى وإذا كان ترك الاستخلاف هدى فلم استخلف أبو بكر ولم يفعله النبي (صلّى اللّه عليه وآله)؟ ولم جعل عمر الأمر بعده شورى بين المسلمين خلافا على صاحبه لأنكم زعمتم أن النبي (صلى الله عليه واله) لم يستخلف، وان أبا بكر استخلف وعمر لم يترك الاستخلاف كما فعل أبو بكر وجاء بمعنى ثالث - وهو الشورى التي نص عليها لتعيين الخليفة من بعده -فخبروني أي ذلك ترونه صوابا فإن رأيتم فعل النبي (صلى الله عليه واله) صوابا فقد أخطأتم أبا بكر وكذلك القول في بقية الأقاويل وخبروني أيهما أفضل فضل ما فعله النبي (صلى الله عليه واله) بزعمكم من ترك الاستخلاف أو ما صنعت طائفة من الاستخلاف؟.
و خبروني هل يجوز أن يكون تركه من الرسول (صلى الله عليه واله) هدى وفعله من غيره هدى؟ فيكون هدى ضد هدى؟ فاين الضلال حينئذ.
و خبروني هل ولي أحد بعد النبي (صلى الله عليه واله) باختيار الصحابة منذ قبض النبي (صلى الله عليه واله) الى اليوم؟ فإن قلتم: لا فقد أوجبتم أن الناس كلهم عملوا ضلالة بعد النبي (صلى الله عليه واله) وإن قلتم نعم كذبتم الأمة وابطل قولكم الوجود الذي لا يدفع وخبروني عن قول اللّه عزّ وجلّ: {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ} [الأنعام: 12] أصدق هذا أم كذب؟.
فأجابوا : نعم - انه صدق-.
و أنبرى المأمون قائلا: ا ليس ما سوى اللّه للّه إذ كان محدثه ومالكه؟.
- نعم .
و ثار المأمون فقال: ففي هذا بطلان ما أوجبتم من اختياركم خليفة تفترضون طاعته وتسمونه خليفة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وأنتم استخلفتموه وهو معزول عنكم إذا غضبتم عليه وعمل بخلاف محبتكم ومقتول إذا أبي الاعتزال .
و تكلم بعد هذا الكلام بعنف مع القوم ثم استقبل القبلة ورفع يديه قائلا: اللهم إني قد ارشدتهم اللهم إني قد اخرجت ما وجب علي اخراجه من عنقي اللهم إني ادين بالتقريب إليك بتقديم علي (عليه السّلام) على الخلق بعد نبيك محمد (صلّى اللّه عليه وآله) كما أمرنا به رسولك (صلّى اللّه عليه وآله) .. .
و وجم القوم ولم يجدوا منفذا يسلكون فيه للدفاع عما يرونه وكان معظم استدلال المأمون على امامة الامام امير المؤمنين (عليه السّلام) قائما على المنطق والدليل ولا أكاد أعرف حقيقة ناصعة واضحة وضوح الشمس كإمامة الامام امير المؤمنين (عليه السّلام) فقد فرضته مواهبه وعبقرياته وشدة انابته إلى اللّه وزهده وتخليه من الدنيا كل ذلك جعله أولى بالنبي (صلّى اللّه عليه وآله) من غيره فلم يملك أحد من الصحابة ولا من اقرباء النبي (صلى الله عليه واله) وارحامه مثل ما يملكه من الطاقات الندية الخلاقة من العلم والنزاهة والشرف وغير ذلك من الصفات الكريمة والنزعات العظيمة وبهذه الجهة كان أولى بمركز النبي ومقامه أما قرابته من النبي فليس لها أي أثر في ترجيحه على غيره من المسلمين فإن هذه الجهة لا تصالح دليلا تثبت به احقية الامام (عليه السّلام) بالخلافة.
و على أي حال فإن ما أقامه المأمون من هذه الأدلة على امامة الامام امير المؤمنين (عليه السّلام) لم يكن المقصود منها إلّا التقرب إلى الامام الرضا (عليه السّلام) حتى ينال ثقته منه وقد صرح بذلك اسحاق بن حماد فقال: لم يكن الغرض في تفضيله الامام علي (عليه السّلام) على جميع الصحابة إلّا تقربا للامام أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) وكان الامام نفسه يقول لأصحابه الذين يثق بهم: لا تغتروا بقوله فما يقتلني واللّه غيره ولكن لا بد لي من الصبر حتى يبلغ الكتاب أجله .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|